منذ أن كُشف النقاب عن طائرة " Curtiss Autoplane" في معرض الملاحة الجوية في نيويورك في فبراير عام 1917، وصار حلم صناعة السيارات الطائرة يُشكل هوسًا في العالم.
وظهرت السيارة الطائرة في فيلم الخيال العلمي "Blade Runner"، وتُعرض الآن في المعرض الدائم في متحف الخيال العلمي وقاعة المشاهير في سياتل في واشنطن.
وأصبحت هذه النسخة السينمائية من السيارة على وشك أن تنتقل إلى الواقع، إذ سوف تُصبح سيارة "Terrafugia TF-X" متاحة للجمهور خلال 8 إلى 12 عامًا، وهو الوقت الذي تقول الشركة إنها تحتاجه لتطوير السيارة.
وسوف تكون سيارة " Terrafugia TF-X" هجينة وبها أربعة مقاعد، ويُمكنها السير في الطرقات والطرق السريعة، كما يُمكنها الطيران أيضًا والهبوط، وتتهيأ أجنحتها للطيران بضغطة واحدة على الزر خلال ثوانِ، في حين يسمح المحرك بإمكانية إقلاع السيارة عموديًا مثل الطائرة الهليكوبتر، على أن تصل سرعة السيارة إلى 200 ميلاً في الساعة، وسوف يحتاج السائق إلى نحو خمس ساعات لكي يتعلم كيفية التحليق بها.
إضافة إلى هذه المزايا، سوف تتوافر في السيارة عناصر السلامة المتمثلة في الهبوط الذاتي في المواقع المعتمدة، وسوف تتجنب تلقائيًا الازدحام المروري الجوي، وسوء الأحوال الجوية، ومناطق حظر الطيران.
يُمكن تفعيل نظام الظلام الكامل في في حالة الطوارىء، وفي حالة عدم استجابة المُشغل، يُمكن للسيارة الهبوط اضطراريًا في أقرب مطار.
وبخلاف هذه السيارة التي لن تظهر قبل سنوات، هناك سيارة " Aeromobil" الطائرة، التي من المقرر عرضها للبيع عام 2017.
فبعد 20 عامًا من التطوير، تمكنت الشركة من إنتاج نموذج يُمكن أن تصل سرعته في السماء إلى 124 ميلاً في الساعة، و99 ميلاً في الساعة في الطرق السريعة.
ووفقًا لهذه المؤشرات يُمكن أن يمتلك البعض قريبًا جدًا السيارات الطائرة، ويضعونها في المرآب الخاص بهم، بغض النظر عن العلامة التجارية.
ما وراء التكنولوجيا (عناصر الأمان)
رغم المخاوف المتعلقة بإمكانية اصطدام السيارات الطائرة بمنزل أو حديقة مزدحمة أو بناية، إلا أنه مع ظهور الطائرات بدون طيار والطائرات الأخرى التي تعمل بأجهزة الحاسوب والسيارات الذكية، صار إمكانية التحكم في سيارة طائرة يبدو أكثر واقعية.
فمعظم السيارات الطائرة التي يتم تطويرها اليوم، تستخدم مجموعة من أجهزة الكمبيوتر ونظام تحديد المواقع.
فعلى سبيل المثال، سارت سيارة "جوجل" ذاتية القيادة أكثر من مليون ميل على الطريق دون حادث واحد، ففكرة أن يتعلم نصف العالم كيفية الطيران بالسيارة ربما يكون أمرًا مجنونًا، إلا أن الأمر يبدو واقعيًا أكثر مع تقليل فكرة الأخطاء البشرية، ومن المرجح أن توافق السلطات عليها.
ويعتقد الكثيرون أن فكرة السيارة الطائرة مستحيلة بسبب قوانين الفيزياء، إلا أن هذا الاعتقاد خاطىء تمامًا، إذ تم اختراع طائرات الهليكوبتر وسفن الفضاء وعشرات الأشياء التي كانت تبدو في البداية وكأنها لن تقلع وتغادر الأرض أبدًا.
ومن أشهر أفكار السيارات الطائرة سيارة " Skycar" التي اخترعها "بول مولر"، والتي تعتمد على محركات دوارة ثقيلة من أجل الإقلاع والهبوط الرأسي، إضافة إلى التوجه إلى الأمام، كما أن هذه المحركات تتواجد داخل أغلفة لحمايتها، مما يعني أن هذه السيارات يُمكنها التحليق في مساحات ضيقة بأمان أكثر، ويُمكن إيقافها في مرآب يتسع لسيارتين.
وتعد سيارة " Skycar" مزيجًا بين الطائرة الهليكوبتر والطائرة، وتشير بعض التقديرات الأخيرة أن هذه السيارة تشبه السيارة متوسطة الحجم في حجم الوقود المستخدم (20 ميل لكل غالون(، وبينما تُقدر تكلفة الواحدة منها مليون دولار، إلا أن الخبراء يتوقعون أنه بمجرد أن يبدأ الإنتاج الضخم من هذه السيارات ستنخفض تكلفتها إلى أقل من 100 ألف دولار.
أسباب ظهور الفكرة
ويتزايد نمو الطلب على هذه التكنولوجيا بسبب مشكلة الازدحام المروري التي ينتج عنها قدر كبير من انبعاثات الكربون وتدمير البيئة، فالسيارات الطائرة تعتبر حلًا مثاليًا للأشخاص الذين يبحثون عن طريقة للعيش أسرع وأكثر ذكاءً وكفاءة واخضرارًا، خاصة في ظل وجود أنظمة كمبيوتر متقدمة، وتقنية التعرف على الأصوات، والمواد خفيفة الوزن وفائقة الجودة، مما يُسهل عملية إنتاج سيارات طائرة تحل أزمة الازدحام المروري في المستقبل القريب.
المسألة ليست خيالًا
وفقًا لمقال نُشر في مجلة مجموعة "إيرباص"، فإنه يُمكن رؤية السيارات الطائرة قريبًا، إذ قالت الشركة إنها تعمل على مشروع يُسمى " Vahana" لتطوير سيارة تحمل اسم " CityAirbus"، وسوف تحتوي على عدة محركات، وتشبه في تصميمها طائرة صغيرة بدون طيار، لتكون بديلاً عن سيارات الأجرة العادية وبتكلفة مساوية لها، وتعمل الشركة على السيارة منذ شهر فبراير الماضي، وتأمل أن أول نموذج لها بنهاية عام 2017.
كما وتعتزم الشركة الألمانية " Lilium" العام الماضي على العمل على أول سيارة طائرة يُمكنها الإقلاع والهبوط عموديًا للاستخدام الشخصي، وتعمل هذه السيارة بمحركات كهربائية صغيرة تم اختبارها، وهي مصنوعة من أجل الطيران الترفيهي في الظروف الجوية الجيدة على ارتفاع يصل إلى 3 كيلومترات، ويُمكن أن يقودها أي شخص بعد دورة تدريبية مدتها 20 ساعة، ويُمكن أن تقلع من منصة إطلاق صغيرة.
تاكسي طائر أيضًا
أعلنت الشركة الصينية " EHang" عن أن سيارة ذاتية القيادة يبلغ وزنها نحو 200 كيلوجرام، سوف تصل إلى الأسواق في تاريخ غير محدد في المستقبل القريب، وتتراوح التكلفة التقديرية لسيارة " 184" بين 300 ألف دولار و400 ألف دولار.
وتحتاج الشركة إلى موافقة القوات المسلحة ، وشبكة واسعة من شاشات مراقبة الحركة الجوية، وطريقة لمعرفة كيف يُمكن أن تهبط على الأرض بعد 23 دقيقة أو بعد 10 أميال بأمان، مما يعد مسافة قليلة للغاية.
5 سنوات في المتوسط
هذا وأعلن "بيتر ديامانديس" عضو مجلس إدارة "هايبرلوب"، أن النماذج القابلة للاقتناء الشخصي من المركبات ذاتية القيادة، سواءً كانت طائرات بدون طيار أو سيارات طائرة أو ذاتية القيادة، سوف تتوافر في بعض الأماكن حول العالم في غضون 5 سنوات فحسب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}