تتخطى مستويات عدم المساواة في الولايات المتحدة نظيراتها في الدول الغنية الأخرى، وقد استدلل بنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة على ذلك، حيث يعتقد أن الكثيرين ممن عانوا هذا التمييز وجدوا خلاصهم في شخص "دونالد ترامب".
وجاء ذلك بعدما جعل الرئيس المنتخب "عدم المساواة" موضوع حملته ووعد بفرض مزيد من الضرائب على الأغنياء، لكن منذ فوزه بالانتخابات اختار "ترامب" فريقاً معاوناً له تبلغ ثروته الإجمالية 6 مليارات دولار، بحسب تقرير لـ"الإيكونوميست".
دعم الطبقة الوسطى
- في الواقع يرى البعض أن التركيز على عدم المساواة أضر بفرص الديمقراطيين، نظراً لتفاقمها خلال العشر سنوات الماضية، وتشير استطلاعات الرأي عادة إلى عدم اهتمام أغلب الأمريكيين لمسألة المساواة كما يفعلون مع الفرص الاقتصادية.
- في عام 1970، تسعة من بين كل عشرة أشخاص قرب سن الثلاثين حصلوا على أجور أكثر من آبائهم عندما كانوا في نفس العمر، بينما في 2014 نصف هذه الفئة فقط تمكن من تحقيق ذلك.
- يركز منطق الديمقراطيين بشكل كبير على مساعدة الفقراء وفرض ضرائب على الأغنياء متجاهلاً الطبقة الوسطى.
- أغلب السياسات الفيدرالية تدعم الطبقة الوسطى أكثر مما تفعل مع الفقراء، وأحد الأمثلة على ذلك الخصومات الممنوحة على أقساط الرهن العقاري.
- من أبرز الأمثلة الأخرى؛ الإعفاء الضريبي لصاحب العمل الذي يمنح تأمينا صحيا، ورغم أن ذلك يدعم الكثير من العمال الفقراء، إلا أنه يفيد الطبقة الوسطى بشكل أكبر.
ملامح من عدم المساواة
- الامتيازات الممنوحة للأثرياء (نسبياً) والمتعلقة تحديداً بالإعفاءات الضريبية لا تنتهي، كما يقدم برنامج الرعاية الصحية خدمات تأمينة مجانية لأي شخص يتخطى عمره 65 عاماً بغض النظر عن دخله.
- إجمالي الإنفاق على برنامج الرعاية الصحية بلغ 589 مليار دولار (حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي) في 2016، وقد استفادت الطبقة الوسطى من هذه النفقات بشكل كبير بحسب محللين.
- أشار باحثون إلى أن دخل من تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عاما نما بنسبة 40% منذ 1980، بينما النصف الأكثر فقراً من الأمريكيين دفعوا أكثر مما حصلوا عليه من خدمات برنامج إعادة توزيع النقدية.
- قبل الأزمة المالية أبقى برنامج إعادة التوزيع المداخيل في اتجاه صعودي رغم ركود الأجور، وعقب ذلك استقر كل منهما، وفي 2013 هبط متوسط دخل الأسرة قبل الضرائب بنسبة 1.6% مما كان عليه عام 1999.
- لكن بعد خفض الضرائب وإضافة مدفوعات حكومية، ارتفعت المداخيل بنسبة 13.7%، وتشير أحدث البيانات إلى أنه حتى المداخيل قبل الضرائب عاودت النمو بعدما ارتفعت بنسبة 5.2% خلال عام 2015.
مصادر قلق
- في 2015 بلغ متوسط دخل الأسرة نحو 57 ألف دولار سنوياً، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن "ترامب" خسر أصوات الناخبين الذين يحصلون على أقل من 50 ألفاً.
- كمرشح جمهوري كان من المتوقع أن يحدث ذلك مع السيد "ترامب" رغم أنه تفوق على ما حققه "ميت رومني" في انتخابات 2012.
- تشير تقديرات "بيو" للأبحاث إلى أن الطبقة الوسطى (التي تشمل هؤلاء ممن يتراوح دخلهم بين ثلثي إلى ضعف متوسط دخل الأسرة) تقلصت إلى 51% من إجمالي السكان عام 2014 من 55% عام 2000.
- سترتفع حدة عدم المساواة حال تم خفض الضرائب على أصحاب المداخيل المرتفعة كما حدث في عهد "رونالد ريغان" في ثمانينيات القرن الماضي، وسيكون ارتفاع عدم المساواة في الثروات مصدر قلق بالغ.
- خطط "ترامب" للحد من الضرائب على عوائد رأس المال وإلغائها على الميراث ستؤدي إلى تفاقم عدم المساواة أكثر مما حدث في عهد "ريغان" في ظل تفاوت الفروق في الأجور.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}