أجهزة تكييف الهواء مكون أساسي في المنازل وأماكن العمل وغيرها من البنايات بالدول ذات المناخ المتطرف سواء شديد الحرارة أو البرودة لكنها لا تخلو من سلبيات.
من أكثر أضرارها حرمان المكان المغلق من تجدد الهواء وأيضا التكاليف المرتفعة للاستهلاك الكهربائي في بعض المناطق وقد دفع ذلك بعض الشركات المتخصصة إلى البحث عن حلول وبدائل صحية وموفرة للطاقة.
عرضت "سي.إن.إن" تقريرا عن شركة تصميم معماري تبتكر أساليب تكييف "طبيعية" للهواء في منازلها الجديدة وسلطت الضوء على أحد مشروعاتها في فيتنام.
أصبح تكييف الهواء في بلدان مدارية آسيوية مثل إندونيسيا والفلبين ودول أفريقية ضرورة لا غنى عنها.
شركة "تي3 أركتيكشر آسيا" التي لها مكاتب في فيتنام وفرنسا تتخصص في قطاع يسمى "عمارة المناخ الحيوي" التي تقول إنه قد يفضي إلى الاستغناء عن أجهزة التكييف العادية.
يسخر القطاع التضاريس الجغرافية المحلية والمناخ والخضرة وأيضا يستغل وجهة المبنى لتوفير مناخ داخلي مريح دون أجهزة مساعدة.
تكيف على التفكير بشكل مختلف
شيد "تشارلز جالافاردين" مدير "تي3 أركتيكشر" الذي دخل عالم العمارة القائمة على المناخ الحيوي في عام 2005 مبنى في مدينة "هو تشي مينه" الفيتنامية الحارة تسكنه 350 أسرة في حي فقير يكافح سكانه لتفادي ارتفاع فواتير الكهرباء.
يقول الرجل الذي نفذ مشروعه بمساعدة من البنك الدولي: "لا تحتاج لإنفاق المال على تكييف الهواء حتى في المناخ الحار مثل "هو تشي مينه" طالما أن المبنى مصمم بشكل جيد".
حمل التصميم ممرات مغطاة مفتوحة على الهواء الخارجي وأسقف يتخللها الهواء وعوازل من الألياف الزجاجية ومواد طبيعية أخرى توفر للوحدة السكنية الضوء والتهوية الطبيعيين.
قال جالافاردين: "نتجنب الواجهات الزجاجية الكبيرة سواء شرقا أو غربا لأن هذا يجعل المبنى أشبه بالفرن في مناخ مداري".
وأوضح قائلا: "إذا عملت باتجاه تيار الهواء الرئيسي وكان لديك حماية ذكية من الشمس يمكن أن تنجح.. تستطيع حقا أن تصمم أبنية لا تحتاج إلى تكييفات للهواء في مكان حار مثل فيتنام".
أضاف أن المبنى القياسي المعتمد على "المناخ الحيوي" تكون حرارته أقل 22 درجة مئوية من الحرارة الخارجية ويتمتع بتهوية طبيعية.
عود على بدء
منذ مشروعه الأول تولى "جالافاردين" بناء العديد من الفنادق الفاخرة التي تعتمد على فنيات المناخ الحيوي في كمبوديا وميانمار وفي مطعم بمدينة "هو تشي مينه" وأيضا في مكتب شركته.
في إندونيسيا اختيرت بناية "بيوفيلك بوردينج هاوس" لشركة "أندي رحمن المعمارية" في قائمة مختصرة لجائزة أفضل مبنى في عام 2016 بمهرجان العمارة العالمي.
تميز المبنى بكثرة فتحات التهوية في الحوائط التي جعلته رطبا وسط المناخ المداري بمنطقة "سورابايا" الساحلية المزدحمة في جاوة الشرقية.
أيضا في الصين طبقت شركة "بيركن آند ويل" الأمريكية للعمارة الأسلوب المناخي الحيوي في تشييد متحف شنغهاي للتاريخ الطبيعي.
رغم تزويد صالات العرض بأجهزة تكييف هواء لحماية الأعمال الفنية من الرطوبة إلا أن الشركة زودت البناية بنوافذ آلية وفتحات للتهوية الطبيعية في مواقع أخرى.
سجل المتحف توفيرا في استهلاك الطاقة قدره 15 في المائة مقارنة بالاستهلاك الطبيعي.
لا شيء جديد
كانت تطبيقات "المناخ الحيوي" شائعة حين اخترع "ويليس هافيلاند كارير" تكييف الهواء في عام 1902 بالولايات المتحدة لكنها خرجت من المشهد.
اليوم تستحوذ أنظمة التدفئة والتبريد على نحو 40 في المائة من استهلاك الطاقة في الأبنية على مستوى العالم بناء على بيانات وكالة الطاقة الدولية.
تتوقع الوكالة أيضا أن تستأثر قارة آسيا بنسبة 80 في المائة من الطلب على أجهزة التكييف في العالم بحلول عام 2050.
يقول جالافاردين إن آسيا كانت بطيئة في تطبيق أساليب صديقة للبيئة في البناء "ما آراه في آسيا حتى في بلدان غنية مثل هونج كونج وسنغافورة هو حبها للخضرة".
"إنهم يزرعون نباتات على واجهات الأبنية ويضعون عليها ألواحا شمسية ويصفونها بأنها أبنية خضراء".
"عندما تنظر بتمعن إليها لا تجدها خضراء بل ربما في بعض الأحيان العكس (لكن) سنرى أبنية موفرة حقا للطاقة في آسيا مستقبلا".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}