نبض أرقام
08:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بعدما أصبحت نموذجا عالميا.. كيف تخطط الصين للقضاء على الفقر؟

2017/05/08 أرقام

تعد قرية مينينغ بمقاطعة نينغشيا، واحدة من البلدات الأكثر فقرًا في الصين، إذ يعيش سكانها تحت خط الفقر المحلي البالغ 3200 يوان سنويًا، علاوة على معاناتهم من المشاكل الصحية والإعاقات الجسدية والإقامة بالمناطق المعزولة.

ووضع الرئيس الصيني "شي جين-بينغ" خطة لتخفيف حدة الفقر بالبلدة في الفترة بين عام 1999 و2002 عندما كان حاكمًا لمقاطعة فوجيان الجنوبية الغنية، بعدما تم التوأمة بين فوجيان ونينغشيا في إطار جهود دعم المناطق الفقيرة.

وبحسب تقرير لـ"الإيكونوميست"، فإن النظام الذي طبق في مينينغ يجرى العمل على نشره في جميع أنحاء الصين حاليًا، حيث يركز على الفقراء ووضع خطط لمساعدة كل شخص منهم بدلًا من التركيز على القرى بشكل عام.

نموذج فريد



- تعد الصين بطلًا لجهود الحد من الفقر في العالم، حيث قضت على الفقر في المدن وقلصت عدد سكان الريف تحت خط الفقر الرسمي إلى 43 مليون فرد عام 2016 من 775 مليون عام 1980.

- قبل عامين استهدف الرئيس "شي" القضاء على الفقر في الريف نهائيًا بحلول عام 2020، ووصف ذلك بالمهمة الأساسية لبناء المجتمع المزدهر الذي يشكل هدفًا عامًا يسعى الحزب الشيوعي لبلوغه بحلول 2021 (الذكرى المائة لإنشائه).

- من الناحية السياسية، فإن الحد من الفقر مهم، فكما يقول أحد أعضاء الحزب: ما لم تحل الصين مشكلة عدم المساواة في الدخل ستخضع أهلية الحزب للاستجواب.

- لكن المرحلة الأخيرة للحد من الفقر ستكون الأصعب، وقد استند نجاح الصين حتى الآن بشكل كبير إلى النمو الاقتصاد الذي ولد المزيد من فرص العمل للأشخاص القادرين.

- ستكون المرحلة النهائية مكلفة ومعقدة لأن كثيرًا من الفقراء الباقين لا يستطيعون العمل لمعاناتهم من إصابات بدنية أو عقلية، وأظهرت البيانات الحكومية أن 46% من الفقراء يعانون بسبب قدراتهم الصحية.

معالجة الخلل



- برنامج استهداف الأفراد سيساعد في معالجة الأمر، وقامت الحكومة بالفعل في 2014 بجمع سجل الظروف المعيشية للفقراء، وقالت في 2015 إنها ستضع خطة تستهدف الأشخاص للتخفيف من وطأة الفقر.

-هناك دلائل على أن الصين تعمل بالفعل على تحسين خطة دعم الفقراء المعروفة بـ"ديباو"، والتي لم تثبت فعالية إذ لم تتمكن عدة أسر ينطبق عليها الشروط من الحصول على المدفوعات بسبب الفساد والبيروقراطية.

- توصلت دراسة استقصائية أجراها البنك الدولي إلى أنه خلال عام 2007 و2009 كان 10% فقط ممن انتفعوا من "ديباو" يجنون أقل من حد الفقر، أي أن 90% لم يكونوا مؤهلين للحصول على الدعم.

- في عام 2015، تبين أن مسؤولًا في مقاطعة هنان كان لديه 267 حسابًا مصرفيًا بأسماء الأشخاص الأكثر فقرًا، وتمكن من خلال هذه الحيلة من اختلاس 500 ألف يوان من مدفوعات الرعاية الاجتماعية.

- لكن الكثير من هذه الأمور انتهت، ويحصل الفقراء الآن على المزيد من التدريب الوظيفي، وتوصل باحثون إلى أن نحو ثلث الأسر الريفية الصينية التي انتفعت من "ديباو" عام 2014 كانوا تحت خط الفقر بالفعل.

الطريق ما زال طويلا



- مع ذلك لا يزال الطريق أمام الصين طويلًا، فمعظم الأسر الفقيرة حتى الآن لا تحصل على دعم مالي من "ديباو" الذي يدار على مستوى محلي رغم تمويله بشكل كبير من الحكومة المركزية.

- هذا يعني أن الحكومات المحلية قد تضع خطوط الفقر وتحدد مستويات الدعم الخاصة بها، وهو ما يقل في بعض الحالات عن الحدود الرسمية وبالكاد تكون المدفوعات كافية للعيش.

- بلغ إجمالي الإنفاق على "ديباو" ذروته في عام 2013، وبدأ في التراجع منذ ذلك الحين بسبب تشدد الحكومات المحلية، علمًا بأن الصين لا تنفق سوى 0.2% من الناتج المحلي الإجمالي على البرنامج.

- على أي حال ووفقًا للمعدلات الحالية (انتشال 10 ملايين شخص من الفقر المدقع سنويًا) سيتمكن الرئيس "شي" من بلوغ هدفه بحلول عام 2020، لكنها لن تكون نهاية الفقر في الصين وسيظل هناك حاجة للمواصلة.

- رغم أنه لا يوجد أي شخص يحصل على أقل من مستوى الفقر في المدن، إلا أن هذا الحد منخفض للغاية بالنسبة لمستويات المعيشة المرتفعة في الحضر.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.