يعكف العلماء والمهندسون على إجراء دراسة شاملة من حيث التكاليف والتقنيات اللازمة لبدء عمليات التعدين في الفضاء، والتي يعتقد أنها لن تنطلق قبل بضعة عقود، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".
لكن أحد المحللين يرى أن الشركات الخاصة يمكنها البدء في إطلاق الأقمار الصناعية للتنقيب عن محتويات الكويكبات خلال خمس سنوات من الآن، على أن تبدأ عملية التعدين الفعلي للمياه والمعادن النادرة خلال ثمانية أعوام.
ويقول المؤسس الشريك في "نافيتاس ريسورسز" لاستشارات الطاقة "توم جيمس" إن البلدان المصدرة للنفط في الشرق الأوسط والتي تعد أبرز موردي الخام، يمكنها أن تلعب دورًا رئيسًا في هذه العمليات بحثًا عن المياه والمعادن البلاتينية.
فرصة لمنتجي النفط في الشرق الأوسط
- قال "جيمس" لـ"بلومبرج" إن المياه في الفضاء ستكون بمثابة النفط على الأرض، واستثمار البلدان الشرق أوسطية سيجدي نفعًا لأنه يتماشى مع اتجاه التحول من الاقتصاد القائم على النفط إلى آخر قائم على المعرفة.
- "جيمس" الذي يعمل أيضًا أستاذا جامعيا، أكد في وقت سابق أن البلدان المصدرة للنفط في الشرق الأوسط، ستشكل قوة ناشئة في الفضاء يمكنها أن تغذي الأعمال التجارية والاستكشافية خارج كوكب الأرض.
- يمكن استخدام المياه كوقود في الفضاء، في حين يعتقد أن أحزمة الكويكبات الغنية بالمعادن تحتوي على كميات كبيرة من الذهب والفضة، إلى جانب كميات هائلة من البلاتين تفوق الإنتاج السنوي للأرض بعشرات المرات.
- وفقًا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن كويكبا واحدا يبلغ عرضه 500 متر، قد يحتوي على كميات من البلاتين تصل لنحو 175 ضعفا لما ينتجه العالم سنويًا، أو لمرة ونصف من حجم الاحتياطيات المؤكدة في باطن الأرض.
- يمكن لبعض بلدان الشرق الأوسط أن تتحول لمنصة لإطلاق أقمار التنقيب، لأن المركبات الفضائية ستحرق القليل من الوقود للخروج من الغلاف الجوي في هذه الحالة لقرب موقع الإطلاق من خط الاستواء.
واقع أم خيال؟
- يرى بنك "جولدمان ساكس" أن التعدين في الفضاء يمكن أن يصبح أكثر واقعية، لكن البحث عن المياه والبلاتين على متن الكويكبات يبدو مزعجا للغاية من وجهة نظر اقتصادية وتكنولوجية.
- يمكن تحويل المياه بسهولة إلى وقود للصواريخ، وحتى يمكن استخدامها دون تحويل كمصدر للدفع، وفي نهاية المطاف سيشكل تخزين الوقود في المدار الأرضي المنخفض تغيرًا في كيفية الوصول للفضاء، أما البلاتين فقيمته معروفة.
- بطبيعة الحال، حذر "جولدمان ساكس" من أن نجاح التنقيب على الكويكبات من شأنه تحطيم السعر العالمي للبلاتين، حال كانت تقديرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دقيقة.
- بالنظر إلى النفقات الرأسمالية لعمليات التعدين على الأرض، خلص البنك الاستثماري إلى أن تمويل مهمات التعدين في الفضاء لن يكون خارج نطاق الاحتمال.
جهود عالمية
- تختبر في الوقت الراهن تقنيات للتنقيب على متن الكويكبات من قبل "بلانيتاري ريسورسيز" للتعدين الفضائي والتي يعد "لاري بيج" أحد المستثمرين المؤسسين بها، ويعمل لديها المخرج والمنتج "جيمس كاميرون" كمستشار.
- أطلقت شركة "ديب سبيس" في أغسطس/ آب من العام الماضي، بعثة تعدين تجارية على متن مركبة فضائية لاستكشاف كويكب قريب من الأرض، كخطوة نحو هدف استكشاف الموارد في الفضاء واستخراجها وتوريدها.
- اعتمدت الولايات المتحدة قانون المنافسة التجارية في أعمال الفضاء عام 2015، لتوفير بيئة مواتية لنمو الأعمال التجارية في الفضاء وتشجيع استثمارات القطاع الخاص.
- وفقًا لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، فإن الحكومات حول العالم ستترك تمويل أعمال التعدين على سطح الكويكبات للقطاع الخاصة، ومن المتوقع ازدهار هذه الأعمال بعد عام 2045 تزامنًا مع توسع التواجد البشري في الفضاء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}