ساعد توفير المناخ المناسب للشركات المتوسطة المتنامية في ألمانيا على صمودها في وجه العواصف الاقتصادية العالمية لتقدم دروسا مستفادة لشركات ودول أخرى.
لفت النجاح انتباه الكثير خاصة البريطانيين، وفي السطور التالية تشرح "التليجراف" "التجربة الألمانية" لتحديد أسباب نجاح هذه الشركات ومقارنتها بنظيراتها في المملكة المتحدة.
في أغلب الأحيان يجد قادة الشركات متوسطة الحجم أنفسهم في موقف صعب، بعدما مروا بأيام عصيبة في بداية نشاطهم ونجحوا في تأسيس كيانات قابلة للاستدامة.
ذلك أن أصحاب الأعمال قد يقعوا في حيرة بخصوص استراتيجية المدى الطويل، فهل يلجأون للتمويلات الجديدة أم التصدير أم بيع الأنشطة؟
لا يوجد طريق واضح لهذه الشركات المتوسطة الحجم التي وصفها بعض الخبراء بأنها "جيش منسي". لكن في ألمانيا ثمة طريق شائع تسلكه تلك الشركات.
ميتلستاند
- توجد نحو 3.6 مليون شركة من الشركات الصغيرة والمتوسطة بألمانيا يطلق عليها اسم "ميتلستاند"، تضم غالبية القوى العاملة في البلاد، وتتمتع بنمو قوي وموظفين مخلصين لعملهم.
- حاولت المملكة المتحدة أن تحاكي نجاح هذه الشركات، وحققت نتائج متفاوتة.
- في مؤتمر للـ "تليجراف" عام 2011، دعا وزير المالية البريطاني آنذاك جورج أوزبورن الشركات في البلاد إلى "تعلم الدروس المستفادة من نموذج ميتلستاند الناجح".
- كما دعا إلى العمل على ضم مزيد من الشركات المتوسطة الحجم إلى سلاسل الإمداد الحكومية والكبرى.
بين شقي الرحى
- يدرك المسؤولون تماما قيمة الثمار التي يمكن جنيها من دعم هذه الشركات، فقد أظهر بحث أجرته شركة (بي.دي.أو) للمحاسبة أن الشركات المتوسطة الحجم زادت إيراداتها وأرباحها العام الماضي بواقع 3.8 بالمئة و19 بالمئة على الترتيب.
- يأتي ذلك مقارنة مع انخفاض إيرادات الشركات الصغيرة 7.6 بالمئة وأرباحها 26 بالمئة.
- يفوق أداء هذه الشركات كثيرا أداء نظيراتها المدرجة على مؤشر فايننشال تايمز 350 البريطاني التي تراجعت إيراداتها وأرباحها بمعدلات في خانة العشرات.
- يقول ستيوارت لايل من (بي.دي.أوه) معلقا على السوق البريطاني "حين تنظر إلى كثير من السياسات الحكومية، ترى أنها تستهدف الشركات الصغيرة إلى المتوسطة والشركات الكبيرة الحجم. أما الشركات المتوسطة الحجم فلا تجد الدعم الذي تحتاجه."
- أضاف: "قوانينا الضريبية الحالية تتألف من 10 ملايين كلمة، ويصعب كثيرا على الشركات المتوسطة الحجم أن تعيها جيدا.
- "إنها (الشركات المتوسطة الحجم) ليست مؤهلة للإعفاءات التي تتمتع بها الشركات الصغيرة إلى المتوسطة وكذلك لا تتمتع بالخبرة الداخلية. هذا بجانب مشكلة الشركات التي تواجه فجوات تمويلية."
الأموال وراء نجاح ألمانيا
- كان بنك التنمية الألماني (كيه.إف.دبليو) المعني بتمويل الشركات الصغيرة إلى المتوسطة لديه المزيد من الوقت لوضع المعايير لقروضه.
- في إطار خطة مارشال عقب الحرب العالمية الثانية، قدم البنك حتى الآن قروضا تربو على 1.3 تريليون يورو لأغراض تجارية واجتماعية مختلفة.
- استطاع البنك الألماني أن يثبت تكاليف الاقتراض لفترة أطول بكثير من أي بنك تجاري في المملكة المتحدة.
- في أربعينات القرن العشرين كانت هناك ابتكارات أطلقت العنان للشركات المتوسطة الحجم، من بينها مؤسسة فرانهوفر-جيسيلتشافت.
- هذه المؤسسة عبارة عن شراكة بين الجامعات والشركات، الهدف منها هو الاستفادة من الأبحاث العلمية والتطبيقات العملية بيد أن بريطانيا لم تفوت تماما الاستفادة من خبرات الشركات المتوسطة الحجم.
- فقصة نجاح ظاهرة كمبردج "Cambridge Phenomenon" لا تخفى على أحد، فضلا عن انتشار شركات التكنولوجيا العالية الصغيرة التي خرجت من رحم مشروعات بحثية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}