نبض أرقام
10:19
توقيت مكة المكرمة

2024/07/28
2024/07/27

حقائق وأساسيات عن السندات "الجزء الثاني"​

2017/06/10 أرقام - خاص

في الجزء الأول من هذا التقرير تم تناول المفاهيم الأساسية للسندات، وأهم العوامل المؤثرة سواء في تسعيرها أو قياس مخاطرها.
 

وفي هذا الجزء سيتم الانتقال إلى مستوى أكثر تقدماً نسبياً، يُتناول خلاله مصطلحات ربما يألفها البعض كمفاهيم فردية، ولكن ما سيحاول الجزء التالي فعله هو وضعها في إطار الصورة الكاملة، وذلك من أجل فهم أفضل لواحدة من أهم الأدوات المالية التي عرفها العالم.
 

 

حقائق وأساسيات عن السندات "الجزء الثاني"

النقطة

 

الإيضاح

أسهل طريقة لفهم أسعار السندات

 

- في السوق، يتم تسعير السند كنسبة مئوية من قيمته الاسمية، وربما أسهل طريقة لفهم أسعار السندات هي إضافة صفر إلى السعر المعروض في السوق. على سبيل المثال إذا كان هناك سند مسعر في السوق بـ99 (هكذا من دون تمييز)، فإن ثمنه هو 990 دولارا لكل ألف دولار من القيمة الاسمية. أي أن هذا السند يتم تداوله بخصم سعري.

 

- إذا كان السند مسعرا بـ101، فإن ثمنه هو 1010 دولارات لكل ألف دولار من قيمته الاسمية، وفي هذه الحالة يشار إلى هذا السند على أنه سند يتم تداوله بعلاوة. أما إذا كان مسعراً بـ100 فإن ثمنه هو القيمة الاسمية ذاتها، أي أن هذا السند يتم تداوله بسعر يتساوى مع القيمة الاسمية (At Par).

 

- معظم السندات يتم إصدراها بسعر أقل من القيمة الاسمية، ولكن لاحقاً أثناء تداولها في السوق الثانوية من الممكن أن يتم تسعيرها أعلى أو أدنى تلك القيمة، وهذا يتوقف على سعر الفائدة والائتمان، وعوامل أخرى.

 

- ببساطة، عندما ترتفع أسعار الفائدة، ستضطر الجهات المُصدِرة للسندات الجديدة لدفع كوبون أعلى للمستثمرين مقارنة مع السندات التي تم إصدارها من قبل، وبالتالي تميل أسعار السندات القديمة إلى الانخفاض، ولكن إذا حدث العكس، أي انخفضت أسعار الفائدة، ترتفع أسعار السندات القديمة مقارنة مع الجديدة، وربما يتم تداول الأولى بعلاوة.

 

قياس مخاطر السندات: ما هو مفهوم الأمد (Duration

 

- إدراك العلاقة العكسية بين سعر السند والعائد عليه هو أمر لا يستقيم من دون فهم المستثمر لقيمة السندات، ولكن يوجد هناك عامل لا يقل أهمية، وهو معرفة القدر الذي سوف يتحرك به سعر السند عندما تتغير أسعار الفائدة.
 

- لتقدير مدى حساسية سعر سند محدد لتحركات أسعار الفائدة، يستخدم المتعاملون بسوق السندات مقياساً يعرف باسم الأمد أو (Duration)، وهو ببساطة عبارة عن المتوسط المرجح للقيمة الحالية للتدفقات النقدية للسند، والتي تشمل سلسلة المدفوعات الدورية (الكوبون)، بالإضافة إلى القيمة الاسمية للسند التي تدفع مع موعد الاستحقاق.

 

- لتوضيح الصورة بشكل أفضل، الأمد هو مشابه لفترة استحقاق السند، ويتم التعبير عنه بالسنوات، ولكنه عادة ما يكون أقل من مدة الاستحقاق. ويعتمد على حجم المدفوعات الدورية للسند وأيضاً قيمته الاسمية.

 

- يتساوى الأمد مع مدة الاستحقاق بالنسبة للسندات صفرية الكوبون، حيث لا توجد هناك أي مدفوعات دورية، وإنما يتم تسديد جميع التدفقات المالية للسند (العائد والقيمة الاسمية) دفعة واحدة عند موعد الاستحقاق، وبسبب هذه الخاصية تستطيع السندات الصفرية توفير أكبر حركة سعرية لتغير معين بأسعار الفائدة، وهو ما يجعلها جذابة بالنسبة للمستثمرين الذي يتوقعون انخفاض أسعار الفائدة.

 

- مثال، بافتراض أن الفائدة انخفضت بمقدار 100 نقطة أساس (1%)، مما تسبب في تراجع العائد على كل السندات في السوق بنفس المقدار. في هذه الحالة سيرتفع سعر السند الذي يتمتع بـ"أمد" (وليس استحقاقا) طوله سنتان بنسبة 2%، في حين سيرتفع سعر السند الذي لديه "أمد" طوله 5 سنوات بنسبة 5%.

 

ما دور السند في أي محفظة استثمارية؟

 

- منذ أن بدأت الحكومات في إصدر السندات بانتظام في أوائل القرن العشرين، وظهر سوق السندات الحديث، يقوم المستثمرون بشراء السندات لعدة أسباب أهمها: الحفاظ على قيمة رأس المال، توفير دخل منتظم، زيادة رأس المال، التنويع، التحوط ضد ضعف اقتصادي محتمل.

 

- الحفاظ على رأس المال: على عكس الأسهم، يجب أن يتم تسديد قيمة السندات في تاريخ محدد يسمى موعد الاستحقاق، وهذا ما يجعلها أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الذي لايرغبون في فقدان رأس مالهم، أو أولئك الذي يريدون حفظ أموالهم من أجل الوفاء بالتزام معين في المستقبل.

 

- الدخل المنتظم: توفر معظم السندات للمستثمر دخلا "ثابتا"، حيث يلتزم مُصدِر السند بتسديد دفعات دورية سواء على أساس ربع أو نصف سنوي لحامل السند، والذي يمكنه إنفاق هذا العائد أو إعادة استثماره في سندات أخرى.

 

- هنا تجدر الإشارة إلى أن الأسهم أيضاً قد توفر دخلا من خلال مدفوعات الأرباح، ولكن هذه المدفوعات عادة ما تكون أقل في القيمة مقارنة مع كوبونات السندات، بالإضافة إلى أن الشركات تحدد موعد وحجم توزيعات الأرباح وفقاً لتقديراتها، في حين أن مُصدِري السندات ملتزمون بموعد ومبلغ محددين.

 

- زيادة رأس المال: يمكن أن ترتفع أسعار السندات لعدة أسباب، منها انخفاض أسعار الفائدة أو تحسن الجدارة الائتمانية للمُصدِر. إذا احتفظ المستثمر بالسند حتى تاريخ الاستحقاق، فهو في هذه الحالة لم يحقق مكسبًا أو خسارة رأسمالية على مدار عمر السند، حيث إنه استلم فقط ما يساوي القيمة الاسمية للسند. لكن إذا قام ببيع السند عند ارتفاع سعره (قبل موعد الاستحقاق) فسوف يتمكن من تحقيق مكسب رأسمالي.

 

- التنويع: إضافة السندات إلى المحافظ الاستثمارية يمكن أن تساعد على تنويع المخاطر التي تواجهها المحفظة. ويقوم العديد من المستثمرين بتنويع الحيازات في محافظهم من خلال إضافة أسهم قطاعات مختلفة وسندات وعقود آجلة لسلع أو حتى استثمارات بديلة، وذلك في محاولة للحد من مخاطر انخفاض العائد على تلك المحافظ. أي أنهم لا يضعون البيض في سلة واحدة.

 

- التحوط ضد التباطؤ الاقتصادي المحتمل: يمكن للسندات أن تساعد في حماية المستثمرين من التباطؤ الاقتصادي، حيث إن سعر السند يعتمد على مقدار ما تمثله قيمة دخل ذلك السند بالنسبة للمستثمر. وفي حين أن معظم السندات توفر في الغالب دخلا ثابتا، فعندما ترتفع أسعار السلع والخدمات – التضخم – يصبح الدخل الثابت أقل جاذبية بالنسبة للمستثمر، لأن ذلك العائد أصبح يشتري بضائع وخدمات أقل.

 

- في المقابل، يؤدي التباطؤ الاقتصادي عادة إلى انخفاض معدل التضخم، وهو ما يجعل السندات أكثر جاذبية، لأن القيمة الفعلية للعائد عليها ارتفعت. كما أن التباطؤ الاقتصادي عادة ما يكون ضاراً بالنسبة لأرباح الشركات وعوائد الأسهم، مما يزيد من جاذبية العائد على السندات كمصدر للدخل.            .
 

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة