نبض أرقام
02:19
توقيت مكة المكرمة

2024/08/25
2024/08/24

التجسس الاقتصادي والثروات المنهوبة "الجزء الثاني"

2017/06/24 أرقام - خاص

في الجزء الأول من هذا التقرير تم تناول سرقة الأسرار التجارية للشركات من قبل عاملين بداخلها أو منافسين. وفي هذا الجزء سيتم التعرض للتجسس الاقتصادي الذي ترعاه دول وحكومات.
 

لماذا قد تورط أي دولة في العالم نفسها في أنشطة تجسس اقتصادي أو سرقة ملكية فكرية؟ في الحقيقة يوجد لهذا السؤال أكثر من إجابة، فقد ترغب في الحصول على تقنية معينة يحتاجها برنامج عسكري تعمل عليه، أو تريد تعزيز القدرة التنافسية لها في صناعة من الصناعات، أو لمجرد ضمان أن الشركات الكبرى المساهمة في ناتجها المحلي الإجمالي تواصل تقديم هذه المساهمة.
 

 

ولتحقيق تلك الغاية قد تشرك الدول أجهزتها الاستخباراتية للحصول على سر تجاري معين، وفي حالات أخرى تطلب علناً من الشركات المالكة لهذه الأسرار تقديمها لها، بحجة أنها في مصلحة المواطنين.
 

وعندما تتعاون أجهزة الاستخبارات مع عاملين داخل الشركات المستهدفة يصبح الهجوم أكثر تعقيداً، وتقل احتمالية اكتشافه أو الدفاع عنه وربما تنعدم، لأنه غالباً ما يتم خلاله استخدام وسائل تفوق أي إجراءات أمنية تتخذها أي شركة. وهنا ستتم الإشارة إلى بعض الأمثلة.

 

التجسس الاقتصادي من قبل دول وحكومات

الواقعة

 

هذا ما حدث

المخابرات الروسية.. استهداف "توشيبا"

 

- في يناير/كانون الثاني من عام 2005 طلب رئيس الوزراء الروسي "ميشيل فرادكوف" من قيادة جهاز الأمن الداخلي في روسيا (FSB) بذل المزيد من الجهود من أجل مساعدة المؤسسات التجارية الروسية.

 

- على الرغم من أن الأمر لم يكن مفاجئاً للعديد من الخبراء الذين يعلمون أن روسيا تشارك سراً في أنشطة مشابهة منذ أيام االحرب الباردة، إلا أن بيان "فرادكوف" كان بمثابة إعلان عام بأن كافة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ستعمل على جمع وتقديم أي معلومات قد تهم الشركات الروسية.

 

- في أواخر أكتوبر/تشرين الأول عام 2005 اتهمت إدارة السلامة العامة في شرطة طوكيو "فلاديمير سافيليف" وهو ضابط في جهاز المخابرات الأجنبية الروسي بتجنيد موظف يعمل في وحدة "توشيبا" لأشباه الموصلات.

 

- قام "سافيليف" الذي عمل في اليابان كدبلوماسي مكلف بالبعثة التجارية الروسية في طوكيو بدفع مليون ين إلى موظف "توشيبا" مقابل معلومات تصنيعية سرية كان لها قابلية التطبيق العسكري، حيث كان بالإمكان استخدامها في صناعة نظم توجيه الصواريخ ورادارات المقاتلات النفاثة.

 

- في أوائل عام 2004 قدم "سافيليف" نفسه للموظف الياباني على أنه مستشار إيطالي. واجتمع الاثنان تسع مرات في الفترة ما بين سبتمبر/أيلول 2004 ومايو/أيار 2005 في حانات صغيرة في أحياء طوكيو، وحصل الضابط الروسي على المعلومات في يونيو/حزيران 2005 وغادر اليابان بهدوء.

 

- لماذا استهدفت روسيا "توشيبا"؟ ربما احتاجت المعلومات لزيادة معرفتها العسكرية بالتقنيات المستخدمة في صناعة أسلحة الخصم؟ وربما رغبت في تقديمها إلى كيان تجاري روسي أو لشركة حكومية لبدء أنشطة البحث والتطوير من حيث انتهى اليابانيون، وبالتالي الحصول على حصة أكبر من السوق العالمي.
 

المعهد الياباني للبحوث الفيزيائية والكيميائية.. علاج ألزهايمر

 

- في مايو/أيار عام 2001 اتهم المحامي العام الأمريكي لمنطقة أوهايو الشمالية "تاكاشي أوكاموتو" و"هيرواكي سيريزاوا" بسرقة الملكية الفكرية الخاصة بمعهد أبحاث "ليرنر" التابع لـ"كليفلاند كلينك" أشهر مؤسسة صحية في العالم.

 

- وفقاً لوزارة العدل الأمريكية، أساء "سيريزاوا" و"أوكاموتو" استخدام معلومات بحثية مملوكة لـ"كليفلاند كلينك" تتعلق على وجه التحديد بحمض "ديوكسيريبونوكليك" (DNA) والكواشف المستعملة في ملاحظة الخلية والتي تم تطويرها لدراسة "السبب الجيني والعلاج الممكن لمرض ألزهايمر".

 

- قام "أوكاموتو" بشحن الأبحاث والمواد المسروقة إلى مدينة كانساس الأمريكية حيث يقيم "سيريزاوا" قبل أن يتم نقلها باليد بعد ذلك بنحو شهر إلى المعهد الياباني للبحوث الفيزيائية والكيميائية (RIKEN)، وهو مرفق بحثي تابع للحكومة اليابانية.

 

- لاحقاً قام (RIKEN) بناءً على توجيهات من وزارة العلوم والتكنولوجيا اليابانية بتأسيس معهد علوم الدماغ، لإجراء البحوث في مجال علم الأعصاب (يتضمن السبب الجيني والعلاج الممكن لمرض ألزهايمر).

 

- بعد انكشاف الحادثة أكدت الحكومة اليابانية على عدم وجود أي علاقة لها بالأمر، ولكنها رغم ذلك رفضت طلب وزارة العدل الأمريكية بتسليم  "أوكاموتو" الذي هرب إلى اليابان.

"تسنييماش- إكسبورت".. الروس يشربون من نفس الكأس

 

- "تسنييماش-إكسبورت" هي شركة تكنولوجيا تابعة للمعهد الروسي للأبحاث العلمية المركزية لبناء الآليات٬ ذلك الجزء من وكالة الفضاء الروسية المختص بتطوير الصواريخ العابرة للقارات وصواريخ الدفاع الجوي٬ إلى جانب وحدات الدفاع الأرضية.

 

- في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول عام 2005 اعتقل جهاز  الأمن الفيدرالي الروسي "إيجور ريشيتين" مدير شركة "تسنييماش- إكسبورت" ونائبه "سيرجي تفيردوكليبوف" ومساعده "ألكسندر روزكين".

 

- وُجِهت للثلاثة تهمة اختلاس وبيع تكنولوجيا الفضاء الروسية بصورة غير مشروعة إلى شركة استيراد وتصدير صينية متخصصة في الهندسة الدقيقة، وكذلك اختلاس ما يقرب من مليون دولار من أموال "تسنييماش- إكسبورت" عبر صفقات وهمية.

 

- كانت التكنولوجيا المسروقة بالغة الحساسية والدقة، حيث كانت قابلة للتطبيق على أنظمة الأسلحة الروسية، ومن المرجح أنها مكنت الجيش الصيني من الاطلاع على معلومات تخص التسليح الروسي.

 

- ادعت الحكومة الروسية أن المتهمين الثلاثة باعوا 13 تقريراً مختبرياً تتعلق بتكنولوجيا صواريخ الفضاء إلى الشركة الصينية، وأن التكنولوجيا مزدوجة الاستخدام التي يمكن أن تهدد سرية أنظمة الأسلحة الروسية من الممكن استخدامها في بناء صواريخ نووية.

 

- حُكم على "إيغور ريشيتين" بالسجن لمدة 11 عاماً ونصف العام، وأطلق صراحه وفق إفراج مشروط في عام 2012، بينما حكم على كل من "تفيردوكليبوف" ومساعده "ألكسندر روزكين" بالسجن لمدة 11 عاماً وخمسة أعوام على الترتيب.

 

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة