أكدت مجموعة من المحللين والخبراء أن الشركات التي تتطلع إلى النمو يجب ألا تتخلى عن تبني التقنيات الحديثة الناشئة حتى وإن كانت ستتسبب في تقليص عملياتها الأصلية، بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".
ويشير الخبراء إلى أن التبني السريع للهواتف الذكية وتحسين الاتصال بشبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم، أدى إلى تغيير الطريقة التي يتفاعل بها المستخدمون مع التكنولوجيا، كما أنه حفز انهيار الشركات التقليدية في بعض الأحيان.
القبول بالواقع أو الانهيار
- خلال السنوات القليلة الماضية، اضطرت الشركات لإعادة النظر في نماذج أعمالها القائمة في عدة قطاعات، مثل، الإعلام، والبنوك وخدمات النقل، بفضل التطور التكنولوجي.
- على سبيل المثال، أدى ظهور "نتفليكس" وخدمات البث الحي عبر الإنترنت من خلال الجوالات، إلى إرغام شركات الإعلام التقليدي على إعادة النظر في كيفية وصولها إلى العملاء.
- تقول رئيسة "ARK" لإدارة الاستثمارات "كاثرين وود": إن أي منصة إعلامية تفهم العملاء بشكل حقيقي لا تدرك ما يعجب كل شخص فقط وإنما يمكنها صياغة برامج حديثة وإعلام جديد جراء ما تستقيه من المستخدم.
- جاء انهيار سلسلة متاجر "Blockbuster" لتأجير شرائط الفيديو في أعقاب تزايد التوجه نحو خدمات البث، وهو ما يعكس السيناريو المتوقع لعدم تبني الشركات للتقنيات الجديدة حتى لو تم إنهاء أعمالها القائمة.
- تمكنت شركات مثل "نتفليكس" من توسيع انتشارها من خلال تقديم خيارات بث الفيديو عالي الجودة عبر الجوالات، حتى في الأماكن التي يكون الاتصال بالإنترنت فيها ضعيفًا، وبالطبع ساعد ذلك على صعود نجم الشركة.
التكنولوجيا تساوي المستقبل
- في 2016 قال الاتحاد العالمي للاتصالات المتنقلة "GSMA" المعني بتمثيل مصالح مشغلي شبكات الجوال في أنحاء العالم، إن الخدمات والتقنيات النقالة شكلت 5.2% من الناتج المحلي الإجمالي في منطقة آسيا والهادئ (1.3 تريليون دولار).
- توقع الاتحاد ارتفاع هذه الحصة إلى 1.6 تريليون دولار أي ما نسبته 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة، ويرى المحللون أن خدمات الجوال تحظى باهتمام بالغ من قبل المستخدم وكذلك الشركات، خصوصا مقدمي المحتوى.
- تعد الكنولوجيا المالية أو ما يعرف بـ"fintech" قطاعًا آخر يدلل على حاجة الشركات القائمة لمواكبة التطور التكنولوجي، فبعدما احتكرت البنوك المعاملات المالية لسنوات، أصبحت هناك طرق مبتكرة لإتمامها.
- توجد اليوم شركات مثل "TransferWise" التي تتيح للمستخدمين تبادل العملات المختلفة عبر منصتها، إلى جانب خدمات أخرى غيرت مفهوم دفع المستهلكين مقابل الحصول على السلع والخدمات، مثل "ويشات باي" و" Alipay".
- لكن هذه الأعمال لن تكون قادرة على مواصلة التطور بوتيرتها السريعة الحالية دون وجود البنوك، فقد استثمرت المصارف على مدى السنوات القليلة الماضية في التكنولوجيات الجديدة بما في ذلك العملات الرقمية وشركات التكنولوجيا المالية.
فرصة واعدة للبنوك والاقتصادات الناشئة
- أمام البنوك العديد من الفرص المميزة التي تدفعها للاستثمار في شركات التكنولوجيا المالية الناشئة، ويشمل ذلك تعزيز قدرات الامتثال، ومعرفة نشاط العملاء، والعلاقات مع الهيئات الرقابية.
- تملك أيضًا الاقتصادات الناشئة فرصا واعدة لتبني أعمال التكنولوجيا المالية مقارنة بالبلدان المتقدمة التي ينتشر بها استخدام بطاقات الائتمان ومنافذ المعاملات البنكية المصغرة، حيث ستوفر التقنيات الحديثة الكثير على هذه الاقتصادات.
- ميل الشركات لتطوير بنيتها التحتية القديمة ومحاولة التكيف مع التغير التكنولوجي يعد أمرا صعبًا وتحديا أمام عقلية الشركة، وسيكون على المؤسسة خوض مرحلة مليئة بالاضطرابات للنجاح.
- وبكلمات أخرى، فإن مدى مرونة الشركات في تغيير طريقة تفكيرها يحدد قدرتها على البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}