أي شخص لديه اهتمام ولو محدودا بأسواق رأس المال، من المؤكد أنه سمع مصطلح "المشتقات المالية" عدة مرات، أو سمع عن اسم منها – كالعقود الآجلة للنفط مثلاً – دون أن يدري أنه مجرد شكل من أشكال "المشتقات المالية"، وربما أذهلته قيمة المبالغ التي يتم تداولها في هذا السوق.
كلمة "عملاق" هي أقل ما يمكن أن يوصف به حجم ذلك السوق، ففي كثير من الأحيان يشار إلى أن حجم سوق المشتقات المالية يبلغ حوالي 1.2 كوادريليون دولار، بينما في عام 2015 أشار عدد من المحللين إلى أن الرقم أكبر كثيرا وقيمته تتجاوز 10 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وبرغم اختلاف المحللين حول القيمة الحقيقية لهذا السوق، إلا أن الحقيقة التي لا يختلف عليها الكثيرون هي أن القيمة الإجمالية لعقود المشتقات المالية المتداولة في العالم هي أكبر بكثير من حجم الأموال الموجودة بالفعل بين أيدي سكان الكوكب.
ولكن كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ حسناً، لفهم هذه النقطة سيتوجب الخوض بشكل أعمق في عالم المشتقات المالية، وفي الجزء الأول من هذا التقرير سيتم وضع الأساس لفهم السوق الذي رغم أهميته لديه سمعة سيئة.
المشتقات المالية.. سوق الكوادريليون دولار من الألف إلى الياء (1/2) |
||
النقطة |
|
الإيضاح |
عالم مخيف بقدر ما هو مهم |
- تخيل مثلاً أن سوقا مثل السوق السعودي، حيث يوجد الآلاف من المتعاملين الذين يحملون وجهات نظر متباينة بشأن الاتجاهات المستقبلية للسوق، فالبعض يتوقع ارتفاع الأسعار في المستقبل والبعض الآخر إما يعتقد العكس أو لا يزال مترددا ولا يدري إلى أي جانب يقف. |
|
الالتزام مقابل الخيار |
- أهم ما يميز عقد المشتقات هو أنه عبارة عن اتفاق يتم تنفيذه في المستقبل. ومع ذلك، تنقسم هذه العقود إلى فئتين. الأولى هي العقود المتناظرة: بمعنى أن طرفي العقد على حد سواء ملزمان بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الموعد المحدد. فبالرجوع إلى المثال السابق، نجد أن المزارع ملزم بتسليم المحصول للتاجر في أكتوبر، والأخير ملزم بدفع الثمن المتفق عليه. |
|
أهم خصائصها |
- عامل الوقت: بما أن المشتقات هي عقود، فبالتأكيد لها تاريخ انتهاء. وهذا يعني أنها بعد تاريخ معين تصبح بلا قيمة، وبالتالي يجب استخدامها خلال فترة زمنية معينة. وفي الحقيقة يعارض ذلك المفهوم العام للأصول المالية، حيث عادة ما تحتفظ أدوات مالية مثل الأسهم والسندات بقيمة لفترة طويلة. |
|
أسلحة دمار شامل |
- المسألة أشبه بأحجار الدومينو، وهذا بالضبط ما حدث في أزمة 2008 مع انهيار "ليمان برازرز". ولذلك لا تزال حتى الآن تعلو أصوات البعض مطالبة بفرض شروط تنظيمية صارمة على سوق المشتقات المالية. |
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}