نبض أرقام
09:29 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

هل تعيد "بي إم دبليو" إنتاج تجربة "نوكيا" المأسوية؟

2017/08/07 أرقام

سجلت شركة "تسلا" تدفقًا نقديًا خارجًا بقيمة 1.16 مليار دولار خلال الربع الثاني من العام الجاري، بينما على النقيض حققت "بي إم دبليو" تدفقات داخلة من العمليات بلغت 1.75 مليار دولار.
 

لكن هذا الفرق الهائل قد يكون لا معنى له في ظل ما تواجهه شركة بحجم "بي إم دبليو" من ضغوط إعلامية تزامنًا مع تعرض صناعة السيارات الألمانية بوجه عام لانتقادات سياسية.
 

ويضاف ذلك إلى الجهود العالمية لخفض الاعتماد على محركات الوقود الأحفوري والتوجه نحو الأنماط الكهربائية لوسائل النقل، وهي عوامل وضعت "بي.إم.دبليو" في خانة المقارنة مع "نوكيا" خلال السنوات الأولى لظهور "آيفون"، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
 

خفض الانبعاثات
 


 

- المقارنة ليست بهذه السهولة التي تتحدث بها وسائل الإعلام، فلا صناعة السيارات الألمانية ولا محركات الاحتراق (حتى التي تستخدم الديزيل) محكوم عليها بالفشل، خاصة أن ربحية "بي إم دبليو" يمكنها فعل الكثير للشركة.
 

- بعد قمة الديزل التي عقدت مؤخرًا في برلين، اتهم السياسيون الألمان بأنهم ضعاف الشخصية لانصياعهم لرغبات شركات السيارات، بعد قبولهم إصلاح 5 ملايين سيارة مقابل تفادي حظر محركات الديزل في عدة مدن.
 

- لكن الحقيقة أن الحكومة الألمانية تريد فعلًا من الشركات اتباع اللوائح المتعلقة بالانبعاثات، وهو مسار استمر في التحسن منذ الكشف عن فضيحة الانبعاثات المتعلقة بشركة "فولكس فاجن".
 

- وفقًا لشركة "Emissions Analytics" البريطانية، فإن 20 سيارة تعمل بالديزل تتوافق مع اللوائح الصارمة للانبعاثات "يورو 6"، وهي اللوائح التي كلفت "فولكس فاجن" مليارات الدولارات وجزءا من سمعتها بعدما تلاعبت بمحركات سياراتها لتجاوز الاختبارات.
 

- المثير للدهشة هنا، أن جميع السيارات التي تأكدت شركة تحليل الانبعاثات من امتثالها للقواعد، هي سيارات ألمانية الصنع، ومعظمها من إنتاج "فولكس فاجن" وشركات تابعة لها، إلى جانب أربعة طرازات من "بي إم دبليو".
 

الأثر البيئي لا يبرر اختفاء محركات الاحتراق
 


 

- تعد "يورو 6" من أصعب المعايير البيئية على الإطلاق، وتهدف لخفض الحد المسموح به لانبعاثات أكاسيد النيتروجين إلى سُدس ما كان عليه، وباتت الشركات أقل ميلًا الآن للتلاعب بمحركات الديزل بعد فضيحة "فولكس فاجن".
 

- أجرى باحثون في جامعة بروكسل دراسة عن الأثر البيئي للسيارات التي تعمل بمحركات احتراق، والتفتوا خلال أبحاثهم لعدد من المؤثرات غير التقليدية مثل الانبعاثات المترتبة على استخدام المكابح، إلى جانب تكرير النفط لإنتاج الوقود.
 

- أظهرت الدراسة أن المركبات الكهربائية كان لها آثار على حياة الإنسان أفضل بنحو ثماني مرات من سيارات الديزل الخاضعة للوائح "يورو 6".
 

- لكن ذلك يعني أيضًا أن المركبات الكهربائية تكون أفضل للبيئة عندما يتم توليد معظم طاقة البلاد من مصادر متجددة، وبالنسبة لمعظم البلدان بما في ذلك ألمانيا وأمريكا فإن هذا الأمر يصعب تحقيقه في المستقبل.
 

- لذا فإن المنظمين الألمانيين لديهم مبرراتهم لعدم الضغط بقوة على صناعة السيارات وبالكاد يطالبون الشركات بالانصياع للقواعد الحالية، علمًا بأنهم حددوا عام 2030 تاريخًا لبدء التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة.
 

بي إم دبليو ما زالت كبيرة
 


 

- لا يوجد منطق في اندفاع الشركات الألمانية لمحاولة اللحاق بركب "تسلا"، لكن من المنطقي أن تسارع صانعة السيارات الأمريكية لتظفر بالفرص التنافسية وتنفق المزيد من المال قبل أن يتوسع منافسيها الكبار مجددًا في السوق.
 

- باعت "بي.إم.دبليو" 14.5 ألف سيارة كهربائية من الطراز "آي.3" هذا العام، مقارنة بـ47 ألف سيارة لـ"تسلا"، وذلك لأن الشركة الألمانية لا تحاول أن تقدم أكثر مما يكفي لتلبية الطلب، مع تركيزها على منتجاتها الرئيسية.
 

- وبشكل عام ارتفعت مبيعات "بي إم دبليو" من سيارات الديزل والبنزين بنسبة 5% لتصل إلى 587.2 ألف سيارة خلال الربع الأول من 2017، ومن المتوقع أن تواصل نموها القوي هذا العام.

 

- هنا تجدر الإشارة إلى أن إقناع العملاء بأن محركات الديزل ليست مرادفة للغش والانبعاثات الخطرة، يعد مسألة تسويقية، وقد عرضت "بي.إم.دبليو" منح العملاء ألفي يورو لاستبدال سياراتهم القديمة التي تستخدم الديزل من خلال أخرى حديثة.
 

- يبقى التأكيد على أن صناعة السيارات تعني الكثير والكثير لألمانيا ولا يعقل أن الدولة ستسمح بتعرضها لكارثة كالتي مرت بها "نوكيا"، كما أن الشركات الألمانية تتحلى بالذكاء والأدوات الكافية لتفادي انهيار مشابه.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.