نبض أرقام
13:29
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

التحول إلى عالم يعتمد على المصادر المتجددة لن ينهي جيوسياسية الطاقة لهذه الأسباب

2017/08/23 أرقام

وافق مجلس الشيوخ بكاليفورنيا الأمريكية على مشروع قانون يلزم الولاية بالاعتماد على الطاقة المتجددة بنسبة 100% بحلول عام 2045، في إشارة جديدة على تراجع هيمنة الوقود الأحفوري، وهي خطوة تعتزم ولايات أخرى أن تحذو حذوها.

 

ويسلط المؤيدون الضوء على مجموعة من الطرق التي من شأنها تحسين عصر الطاقة المتجددة لحياة البشر، مثل خفض انبعاثات الكربون، وتراجع تكاليف الكهرباء، وتسهيل إيصال الطاقة للدول الفقيرة والاستقلال عن التشابك الاقتصادي والسياسي لأسواق النفط.

 

لا شك أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأمم متحمسة للتحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، لكن الهروب من جيوسياسية الطاقة والتشابكات المشار إليها ليس مرجح الحدوث، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

 

جيوسياسية الطاقة الراهنة

 

 

- الأمريكيون والأوروبيون أكثر إدراكًا للجوانب الجوسياسية جراء الاعتماد الشديد على الوقود الأحفوري، ورغم ندرة حظر صادرات الطاقة وعدم تفضيل المنتجين لهذا النهج، إلا أن مخاوف الغرب من تكرار الموقف العربي في 1973 لا تزال قائمة.

 

- بالنسبة للكثيرين في أوروبا الشرقية، فإن قطع إمدادات الغاز الروسي إلى أوكرانيا في عام 2006 و2009 هي ذكرى مؤلمة ومقلقة بنفس القدر، فببساطة شديدة مثل هذه المواقف تحمل أعباء سياسية ثقيلة.

 

- بالنسبة للدول الأخرى، وخاصة في آسيا، فإن الاعتماد على إمدادات الطاقة القادمة من بعيد عبر نقاط النقل المختلفة مثل مضيق ملقا بين إندونيسيا وماليزيا، هي مصدر قلق دائم.

 

- يعود المصدر الرئيسي للقلق إلى التقلبات السياسية التي يشهدها الشرق الأوسط والبلدان المنتجة للطاقة مثل نيجيريا وفنزويلا.

 

جيوسياسية الطاقة المتجددة

 

 

- تزايد الاعتماد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من الأنماط المتجددة لن يخفف من هذه المخاوف لعدة أسباب، منها أن الاعتماد على هذه المصادر سيحتاج للانتظار طويلًا حتي يتهيأ قطاع النقل لهذا العصر المرتقب.

 

- ما دامت الطاقة التي يعتمد عليها قطاع النقل هي النفط، فإن المزيد من مصادر الطاقة المتجددة لن يكون له تأثير يذكر على جيوسياسية النفط أو حتى استهلاكه.

 

- الأهم من ذلك هو أن التحول إلى الطاقة المتجددة يمكن أن يكون له تداعياته الخاصة على الساحة الجيوسياسية، مثل الخلافات والمخاوف المحتملة لتزايد الاعتماد على الطاقة النووية وبناء المفاعلات الخاصة بها.

 

- تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية قد يستغل لامتلاك سلاح نووي، وعلاوة على ذلك يؤدي التحول الكبير في مزيج الطاقة إلى عواقب جيوسياسية كثيرة كما حدث عند التحول من الخشب إلى الفحم ومن الفحم إلى النفط.

 

- الخلاصة، أن الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة مستقبلًا سيكون له تداعيات إيجابية وأخرى سلبية على الصعيد الجيوسياسي.

 

كبار المنتجين

 

 

- في كثير من الدول الغنية بالموارد وخاصة الوقود الأحفوري، يكون النمو الاقتصادي أبطأ وفي بعض الحالات تتسم المؤسسات السياسية بالقمعية والديكتاتورية كما ينظر لفنزويلا الآن على سبيل المثال.

 

- من المستبعد انتقال هذه الآثار إلى الدول التي ستتحول للاعتماد على الأنماط المتجددة كمصدر رئيسي للطاقة، حيث ستستغل هذه المفاهيم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وليس التوسع الهادف لتحقيق عائدات مربحة عبر التصدير.

 

- لكن بدلًا من ذلك ستكون هذه التداعيات السلبية من نصيب البلدان الغنية بالمواد اللازمة لإنتاج مكونات وأجزاء المعدات الخاصة بتوليد الطاقة المتجددة، وأغلب هذه الموارد نادرة الوجود ولا يزال من الصعب نسبيًا استخراجها من الأرض.

 

- توفر الصين ما يقرب من نصف استهلاك العالم اليومي من معدن الإنديوم، في حين أن الكونغو الديمقراطية هي مصدر لأكثر من نصف معروض الكوبالت العالمي، بينما يتوافر الليثيوم في الأرجنتين وأستراليا وشيلي.

 

- يعتقد أن الصين وحدها توفر 95% من إمدادات السوق العالمي من جميع الموارد النادرة المستخرجة من قاع الأرض، ما يثير مخاوف من تكرار واقعة عام 2010 عندما أوقفت صادرات الأتربة النادرة لليابان.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة