يعتبر الغاز الطبيعي بمثابة الجسر العلوي الرابط بين الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة المتجددة، وقد تزايد الطلب العالمي عليه بمعدل سنوي بلغ متوسطه 2.3% خلال السنوات العشر الماضية، رغم تباطؤه العام الماضي إلى 1.5%.
ويشهد السوق العالمي حاليًا تخمة في المعروض، ما يزيد الضغط على الأسعار بالقدر الكافي لجعل هذا الجسر أكثر جاذبية بالنسبة للاقتصادات الناشئة مثل المكسيك، بحسب تقرير لموقع "أويل بريس".
تباطؤ المكسيك
- ظلت المكسيك بطيئة في تطوير احتياطياتها من الغاز حتى وقت قريب، عندما بدأ إنتاجها الكلي تقريبًا يتشكل من الغاز المصاحب- وهو أحد أشكال الغاز الطبيعي الذي يتم استخلاصه كمنتج ثانوي أثناء استخراج النفط.
- الأكثر من ذلك، هو أن البلاد بدأت مؤخرًا فقط رفع القيود عن صناعة الطاقة، وينتظر الإطار التنظيمي لأعمال التنقيب عن الغاز الصخري تنقيحات عدة في مختلف النواحي، بجانب ضرورة علاج مشاكل البنية التحتية والتكاليف.
- التركيز على المصادر الصخرية يرجع لتقديرات إدارة معلومات الطاقة في عام 2013، التي أشارت إلى أن احتياطيات المكسيك القابلة للاستخراج من الناحية الفنية تبلغ 545.2 تريليون قدم مكعبة من الغاز الصخري.
- تقع معظم هذه الاحتياطيات وتحديدًا نحو 343 تريليون قدم مكعبة بالإضافة إلى 6.3 مليار برميل من النفط، في حوض "بورغوس" الذي يرتبط بحقل "إيجل فورد" الصخري في ولاية تكساس والذي يغطي مساحة كبيرة للغاية.
إغراء المستثمرين
- أعنلت وزارة الطاقة المكسيكية الشهر الماضي فتح الجزء البري من حوض "بورغوس" أمام الاستثمارات الأجنبية الخاصة في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي.
- جاء هذا التحرك نتيجة لانخفاض إنتاج الغاز الطبيعي، كنتيجة مباشرة لتراجع إنتاج النفط الخام، الذي تأمل الدولة في علاجه هو الآخر عن طريق تحفيز الاستثمارات الأجنبية به.
- حوض "بورغوس" هو من المناطق المنتجة بالفعل ويسهم بـ15% من إمدادات الغاز الطبيعي المكسيكي الذي بلغ متوسطه في 2016 أكثر من 5 مليارات قدم مكعبة يوميًا، ويتوقع انخفاضه هذا العام قبل التعافي في 2020.
- على غرار مناطق التكتلات الصخرية الأخرى للنفط والغاز، يحتاج تطوير الحقول في حوض "بورغوس" لرأس مال كثيف.
- دفع ذلك شركة النفط المكسيكية "بيمكس" إلى الحد من استثماراتها في الحوض بنسبة 92% هذا العام، لتصل إلى 657 مليون دولار، لذا سيكون الاستثمار الأجنبي حيويًا لتطوير احتياطيات المكسيك من الغاز الصخري.
استقلال الطاقة
- تحتاج الاحتياطيات الصخرية لتطوير قريب، حيث لا تزال المكسيك تعتمد على واردات الغاز الأمريكية التي يترواح متوسطها اليومي بين 4.2 مليار قدم مكعبة و4.5 مليار قدم مكعبة، ما يعادل 60% من استهلاك البلاد.
- تستورد البلاد ما يقرب من ربع إنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، وبينما يستفيد المصدرون الأمريكيون، فالأمر لا يبدو جيدًا للمكسيك أن يعتمد استهلاكها بشكل رئيسي على الواردات.
- تملك المكسيك الموارد وهي على استعداد للتطوير، لكن العقبة الوحيدة أمامها هي تخمة المعروض العالمي، وهي نفس العقبة التي جعلت الغاز بديلًا جذابًا للنفط والفحم بالإضافة لانخفاض انبعاثاته.
- في ظل تدني الأسعار، سوف يفكر المستثمرون مليًا قبل ضخ مليارات الدولار لتطوير "بورغوس"، ومع ذلك فإن الحكومة مصممة على جعل المنطقة مفتوحة أمام المستثمرين الجدد، وخططت لسلسلة من المناقصات لعروض خاصة بالحوض وغيره.
- يتزايد استهلاك الغاز الطبيعي في المكسيك بسرعة كبيرة يومًا تلو الآخر، لكن البلاد بحاجة لزيادة إنتاجها بالقدر الكافي لتغطية الطلب المحلي على الأقل في الوقت الراهن.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}