نبض أرقام
14:27
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

لماذا تأخر حظر استخدام البنزين المزود بالرصاص في أمريكا رغم آثاره القاتلة؟

2017/09/05 أرقام

في محاولة لإقناع العامة أن البنزين المزود بالرصاص كان آمنًا، وقف مطور المركب "توماس مدجلي" أمام حشد من الصحفيين في أواخر العام 1924، وقام بغسل يديه في حاوية مليئة برباعي إيثيل الرصاص.
 

لكنه كان مخادعًا بعض الشيء، وأمضى لاحقًا شهورًا عدة في فلوريدا للتعافي من التسمم بالرصاص، لكن شغف وحماس الصحفيين ضمن له قدرا كافيا من الأضواء خلال المؤتمر الذي عقده، وفقًا لتقرير لـ"بي بي سي".
 

وفي يوم الخميس السابق لعقد المؤتمر، ظهرت أعراض الهلوسة على عامل يدعى "إرنست أولجيرت" في منشأة نفطية لشركة "ستاندرد أويل" في نيوجيرسي، وبحلول الجمعة بدأ هذا العامل في الركض والصراخ بهلع داخل أحد المعامل.
 

وتدهورت حالة "أولجيرت" سريعًا ثم توفي بحلول يوم الأحد، وخلال أسبوع لحق به أربعة من زملائه فيما نقل 35 آخرون إلى المستشفى، علمًا بأن المنشأة كان يعمل بها 49 شخصًا فقط.

 

مبنى المهلوسين
 


- لم يتفاجأ أي من باقي العاملين في منشأة "ستاندرد أويل"، كانوا يعرفون أن هناك مشكلة مع رباعي إيثيل الرصاص، وأطلق على المعمل الذي تم تطوير المركب داخله اسم "مبنى المهلوسين".
 

- كما أن ما تعرض له العمال لم يصدم "ستاندرد أويل" أو "جنرال موتورز" أو "دوبونت كوربوراتيون"، وهي الشركات الثلاث المعنية بتطوير البنزين عبر إضافة رباعي إيثيل الرصاص له.
 

- تم إغلاق خط الإنتاج الأول في أوهايو بعد وفاة عاملين، كما شهدت منشأة ثالثة في نيوجيرسي وفيات.
 

- منذ قرن مضى، كانت "جنرال موتورز" أول من اقترح إضافة الرصاص إلى البنزين من أجل تحسين الأداء، لكن العلماء استشعروا القلق وحثوا الحكومة الأمريكية على التحقيق في آثار ذلك على الصحة العامة.

 

خطير لكنه مفيد
 


 

- مولت "جنرال موتورز" إنشاء مكتب حكومي لإجراء بعض الأبحاث، ونشر المكتب تقريرا وسط صخب إعلامي حول تسمم العمال، وجاءت النتائج لتمنح رباعي إيثيلين الرصاص رخصة صحية سليمة.
 

- عقدت الحكومة مؤتمرًا في واشنطن عام 1925 تحت ضغوط، وتركز النقاش على أن إضافة الرصاص للبنزين يبدو محفوفًا بالمخاطر لكنه مفيد، وقال البعض إنه تطور ضروري، لكن آخرين حذروا من التسمم بالرصاص.
 

- عرف العلماء أن الرصاص له آثار صحية خطيرة منذ آلاف السنين، وخلال العام 1678 سجلت حالات مرضية منها الدوخة والعمى والبلاهة بين العاملين في إنتاج الرصاص الأبيض.
 

- استخدم الرومان الرصاص في صناعة أنابيب المياه، وكثيرًا ما انتهى الحال بعمال مناجم الرصاص إما بالموت أو بالخلل العقلي.

 

التلوث في مواجهة التقدم
 


 

- لا تزال العديد من المجتمعات تختلف على كم التلوث الممكن تقبله لتحقيق إنجاز ما، لكن هناك بعض الأدلة على أنه كلما ازداد ثراء البلدان كانت أكثر تلوثًا في البداية قبل أن تصبح نظيفة تمامًا.
 

- يطلق الاقتصاديون على هذا النهج "منحنى كوزنيتس البيئي"، حيث تبدو التوجهات بديهية، فإذا كان المجتمع فقيرا فإنه يمنح الأولوية للمكاسب المادية، ومع نمو الدخل يبدأ بالتفكير في إنفاق بعضه على بيئة أجمل وأكثر أمان.
 

- لكن البنزين الخالي من الرصاص كان رفاهية باهظة الثمن، بينما المزود بالرصاص مكن محركات السيارات من استخدام نسب ضغط أعلى، الأمر الذي جعل المركبات أكثر قوة، لكنه لم يكن السبيل الوحيد لمعالجة الأمر.
 

- للكحول الإيثيلي نفس التأثير بيد أنه لن يصيب البشر بالاضطراب العقلي، ولا يعرف لم عملت الشركات على توظيف رباعي إيثيل الرصاص لهذه المهمة، وإلى الآن يشعر الباحثون بحيرة كبيرة عند دراسة هذا القرار.

 

الارتباط بالجرائم
 


 

- لم تفرض الولايات المتحدة ضرائب على البنزين المزود بالرصاص حتى السبعينيات، قبل أن تحظره أخيرًا في إطار التشريعات التي تهدف للحفاظ على نقاء الهواء.
 

- بعد عقدين من الحظر، بدأت معدلات الجرائم العنيفة في الانخفاض، وهو ما ترجعه الاقتصادية "جسيكا رييس" إلى تعرض أدمغة الأطفال لسموم الناجمة عن احتراق الرصاص، ما يجعلهم أكثر ميلًا للعنف.
 

- ألغت الولايات الأمريكية استخدام البنزين المحتوي على الرصاص في أوقات مختلفة، وبمقارنة تواريخ الحظر مع بيانات الجريمة اللاحقة والتي بدأت في التراجع، تبين لـ"جسيكا" أن 56% من هذا الانخفاض يرجع لتوقف حرق السيارات للرصاص.
 

- وجد باحثون آخرون دلائل مماثلة على وجود صلة بين أنابيب المياه المحتوية على الرصاص وبين وقائع القتل في المناطق الحضرية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة