نبض أرقام
03:51 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/15
2024/10/14

ما الدروس المستفادة من حادث تحطم سيارة "تسلا" أثناء تفعيل نظام القيادة الآلية؟

2017/09/18 أرقام

بمجرد وقوع حادث سيارة "تسلا" الذي تسبب فيه خلل بنظام الطيار الآلي العام الماضي، اتفق المشجعون والمعارضون لمنتجات الشركة المصنعة على حجم المأساة الذي تعكسه هذه الواقعة.

لكن أنصار "تسلا" لم يتشككوا أبدًا في أن نظام القيادة الذاتية يعزز السلامة، لذا فإنهم رجحوا فشل السائق في الانتباه إلى تحذيرات السيارة له بضرورة البقاء يقظًا، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".

من ناحية أخرى، كان منتقدو الشركة على يقين من أن الطيار الآلي الخاص بالسيارة أخفق بطريقة أو بأخرى في حماية السائق، ما جعله ينطلق بالمركبة بسرعة 74 ميلًا (119 كيلومترًا) في الساعة تجاه شاحنة.

السبب وراء الحادث



- بعد أكثر من عام من المناقشات والبحث تم الخلاص أخيرًا إلى إجابة قاطعة بعدما انتهى تحقيق مجلس سلامة النقل الوطني في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجه النهائية قبل أيام.

- لكن النتائج التي توصل إليها المجلس ليس من المرجح أن تسعد أيا من الطرفين، فبدلًا من إلقاء اللوم على أحد العنصرين البشري أو الآلي، اتضح أن كلاهما تسبب في وقوع الحادث المميت.

- في عمق هذه المسألة دينامية خطيرة يجب الالتفات لها، فمع ضخ المليارات من الدولارات في تطوير تقنيات القيادة الذاتية، هناك مبررات قوية لدى صناع السيارات لنشر انطباع بأن المركبات التي تباع حاليًا مستقلة ذاتيًا.

- لكن كما أوضح مجلس سلامة النقل، لا توجد سيارة حاليًا في السوق تتوافر بها خاصية القيادة الذاتية الآمنة، وبسبب الصخب المثار حول هذه التقنية فإن المستهلكين قد يشعرون بفجوة بين ما توقعوه وبين الحقيقة.

- استفادت "تسلا" على مدار أشهر من الثناء والمدح ومليارات الدولارات المضافة لقيمتها السوقية، بفضل نظامها للقيادة الآلية الذي قالت إنه أكثر استقلالية من غيره، ورغم تحذيرها للعملاء بضرورة اليقظة والاستعداد لتولي المقود دومًا.

أهمية العامل البشري



- رغم أن الطيار الآلي لـ"تسلا" لم يقدم أداء أفضل من أنظمة مساعدة السائق الأخرى، لكن مفتاح نجاحه كان عدم وضع الشركة لأي قيود تقريبًا على استخدامه.

- يسمح النظام للسائقين بإنزال أيديهم عن المقود والاستمتاع بمزيد من الحرية أثناء الرحلة رغم تحذير الشركة من أن هذا الفعل ليس آمنًا، ومع ذلك أسهم في ترسيخ فكرة الاستقلالية التي روجت لها "تسلا".

- تم تصميم النظام للاستخدام في مناطق محددة وطرق سريعة آمنة بشكل جيد، لذلك عندما اندفعت سيارة "تسلا" تجاه الشاحنة في الطريق 27 في فلوريدا، انتقدت الشركة مباشرة دون التحدث عن أنظمة السلامة.

- المشكلة هي أنه جرى استخدام النظام على الطريق خلال ظروف لم يكن مصمما للتعامل معها، ويبدو أن السائق لم يكن منتبهًا بفضل تولي الطيار الآلي لزمام الأمور، وهو يحسب ضمن مكاسب هذه التقنية.

- هذا الفشل المعقد الذي يجمع بين الدور البشري والآلي، يبدو كتحذير حول تكنولوجيا السيارات المستقلة، وحتى تتوافر أنظمة دقيقة وفعالة للغاية ستكون هناك حاجة لتدخل السائق باستمرار.

درس مستفاد



- هناك درس يمكن تعلمه من نظام "تسلا"، فمع تحسن الحواسيب وأجهزة الاستشعار في الثمانينيات، بدأت الشركات المصنعة للطائرات تسعى نحو المزيد والمزيد من أتمتة عملية القيادة ما دام ذلك ممكنًا.

- في وقت لاحق لم يدرك القطاع أن الأتمتة من أجل الأتمتة فقط جعلت الطائرات أقل أمانًا، لذلك أعيد تطوير أنظمة الطيار الآلي ليصبح الإنسان هو محورها، وتسهم فقط في تحسين أداء القائد.

- هذه الديناميكية ستكون أكثر وضوحًا مع السيارات، نظرًا لاستخدامها على نطاق أوسع وبأعداد تفوق الطائرات بكثير وفي ظل تدريبات وتأهيل محدود للسائقين.

- لكن على عكس شركات الطائرات التي تتضافرت لتحسين السلامة في جميع أنحاء الصناعة، دخل منتجو السيارات ومطورو تقنيات القيادة الذاتية في منافسة شديدة حول هذه التكنولوجيا.

- ما دام المستهلكون يهتمون بشدة بوجود نظام يسمح لهم بالاستمتاع بالحرية أثناء القيادة، فإن احتمالية تعرضهم لصدمة بسبب ما تصوروه وما سيجدوه على أرض الواقع لا تزال قائمة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.