تطور البشر على مدى عصور وتنوعت مبتكراتهم من الكهرباء إلى الحمض النووي وحتى السيارات الكهربائية والطائرة، ولا تزال هناك أفكار وإبداعات لم يكشف عنها بعد، ومع ذلك، أظهرت أبحاث جديدة إشارات عن تراجع مستوى الإبداع رغم عدم الاقتراب مطلقا من بلوغ ذروة الفهم.
يتيح وجود أفكار جديدة نمو الاقتصادات حيث إن زيادة العمالة والآلات تدعم الناتج المحلي الإجمالي، ولكن لفترة ما، فالبشر في حاجة مستمرة للتطوير من أجل مواصلة تحقيق العائد، على سبيل المثال، تحتاج الأراضي الزراعية لأنواع من الأسمدة لتخصيب التربة ومقاومة الآفات (المتغيرة) وبالتالي، فإن تحسين الأسمدة يسهم في زيادة جودة التربة، ومن ثم نمو الدخل.
وفي العقود الأخيرة، تراجع نمو الدخل في الاقتصادات الصناعية، بينما ارتفعت تكاليف الابتكارات والإبداع الأمر الذي نتج عنه عدم الكشف عن المزيد من الاختراعات التي تحسن معايير المعيشة، وفقا لما تناوله تقرير نشرته "الإيكونوميست".
هل استنفذت البشرية أفكارها؟
- رغم أن أساتذة بجامعة "ستانفورد" ومعهد "ماساتشوستس" التكنولوجي أكدوا على استمرار تدفق الأفكار والإبداعات البشرية وعدم نفادها بعد، إلا أن تكاليف اكتشاف الأفكار الجديدة قد ارتفعت مقارنة بالماضي.
- تناول الأكاديميون أربع دراسات مختلفة لمعرفة مدى استمرار تدفق الأفكار والمبتكرات من بينها الأموال التي تنفق على الأبحاث والمعامل وتجهيزاتها والجهود المبذولة في تطويرها.
- أظهرت نتائج الدراسات أن إنتاجية العلماء والباحثين المشاركين في تطوير مجالات عدة – مثل تحسين جودة المحاصيل وزيادتها – قد تراجعت بشكل ملحوظ.
- اعترف الأكاديميون باستنزاف بعض العلماء ونفاد أفكارهم، وهو ما يحتم على الحكومات تدشين خطوط بحثية جديدة وضرورة زيادة الإنفاق، الأمر الذي يؤكد زيادة تكلفة الابتكارات والإبداع بالتزامن مع ضعف الناتج من الباحثين.
ضرورة التحفيز
- لم تصل البشرية إلى حالة اليأس في إيجاد أفكار جديدة تدعم الاقتصادات، ولكن الأمر أصبح أكثر تعقيدًا، فرغم أن زيادة الباحثين في المعامل سينتج عنه مبتكرات وإبداعات، إلا أن دول العالم عليها الإنفاق على تلك المبتكرات لتنميتها وتطويرها.
- تحتاج الحكومات لتوجيه استثمارات إلى التعليم والتدريب لتوسيع قاعدة الأفكار الجديدة وعدم الاعتماد على مصادر محدودة للابتكار.
- يأتي هنا دور معادلة العرض والطلب في حل مشكلة الإبداع ومعالجة الصعوبات، فقد كشف الأستاذ بجامعة "أكسفورد" "روبرت ألين" عن أن حماية حقوق الملكية الفكرية بشكل أكبر سيسهم في تعزيز الإبداع وزيادة المعروض من الأفكار.
- أضاف "ألين" أن الطلب على الأفكار والاختراعات من الشركات والحكومات على غرار ما حدث في بريطانيا – حيث ارتفعت أجور الباحثين – أدى إلى زيادة الحافز لديهم لتطوير ما ابتكروه وتطبيقه عمليا.
- يحتاج الباحثون أيضاً للتوجيه والمراقبة لعدم خروجهم عن مسار الإبداع وضياع أبحاثهم سدى، ومما لا شك فيه، تمثل الأجور المخيبة للآمال في بعض الاقتصادات المتقدمة عقبة أمام التطوير والابتكار.
- تسعى العديد من الشركات الكبرى إلى جذب أكبر عدد من المبدعين مع إنشاء مراكز أبحاث ومعامل متطورة من أجل استغلال الأفكار الناتجة والاعتماد عليها في زيادة الربحية وفتح خطوط إنتاج جديدة.
- يمثل تراكم المعرفة عبئا على البشر حال عدم استغلالها، ويحتاج الباحثون للتعاون مع بعضهم البعض لصقل الخبرات وزيادة النفع وجني الثمار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}