نبض أرقام
00:54
توقيت مكة المكرمة

2024/08/25
2024/08/24

"فيمورك".. ماذا تعرف عن المصنع الأشهر في الحرب العالمية الثانية؟

2017/11/03 أرقام - خاص

في أوائل أربعينيات القرن الماضي، كان لدى كل من ألمانيا والولايات المتحدة مشاريع سرية تعمل على إنتاج سلاح ذري. وفي ذلك الوقت كانت الأفكار الأساسية معروفة للفيزيائيين من الجانبين.
 

 

بحلول أواخر عام 1942، تم إنشاء مشروع مانهاتن من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا من أجل العمل على تطوير واختبار القنبلة الذرية، ولكن كان لدى الحلفاء هاجس يقلق مضاجعهم: ماذا لو كان العلماء الألمان يصنعون قنبلة ذرية. لذلك قرروا وقف المشروع الألماني بأي ثمن.
 

المشروع الألماني
 

- في سبتمبر/أيلول عام 1939، شعر الألمان بالضغط بسبب مشروع القنبلة الذرية الفرنسي، وخافوا من تخلفهم عن الركب، لذلك قاموا ببناء مشروع سري خاص لتطوير القنبلة الذرية يعرف باسم "المشروع آر" تنكر في شكل مشروع لإنتاج وقود وهمي للصواريخ.

 

- لإنتاج قنبلة ذرية، يتطلب الأمر إما تخصيب اليورانيوم أو البلوتونيوم. ولكن الألمان كانوا يرغبون في تجنب الاستثمارات الصناعية الهائلة اللازمة لتخصيب اليورانيوم، لذلك قرروا بناء مفاعل نووي بسيط نسبياً لإنتاج البلوتونيوم.

 

- هذا المفاعل لكي لا يخرج عن نطاق السيطرة يحتاج إلى الجرافيت أو ما يسمى بالمياه الثقيلة. وبعد أن اقتنع الألمان خطأ بأن الجرافيت لن يعمل، سعوا إلى الحصول على المياه الثقيلة.
 

 

- كان مصنع "فيمورك" الكهرمائي الواقع جنوب النرويج، التي كانت تحتلها ألمانيا يمتلك المنشأة الوحيدة في أوروبا القادرة على إنتاج المياه الثقيلة على نطاق صناعي.

- بعد احتلال ألمانيا للنرويج في ربيع عام 1940، سرعان ما أصبح واضحاً أن الألمان مهتمون بالمياه الثقيلة، فبحلول عام 1942 رفعوا مستوى الإنتاج في المصنع النرويجي وقاموا بتحديثه، ولم يمض وقت طويل قبل أن يعلنوا عن رغبتهم في زيادة الإنتاج بشكل أكبر.

 

- كان رأي علماء الحلفاء أنه إذا تم السماح للألمان بمواصلة أبحاثهم المتعلقة بالمياه الثقيلة، فإن هناك احتمالا كبيرا أن يتمكن "هتلر" من إنتاج القنبلة الذرية، وهو ما سيؤدي حتماً إلى خسارة الحلفاء للحرب.
 

مهما كان الثمن
 

- كان من المعروف لدى واشنطن ولندن أن اثنين من الفيزيائيين الذريين الألمان يعملان على الانشطار النووي، واعتقدوا بأن المياه الثقيلة لها علاقة بتهديد "هتلر" باستخدام سلاح سري. لذلك قررت القيادة العليا للحلفاء منع الألمان من تطوير القنبلة الذرية مهما كلف الأمر.

 

- اتخذ الحلفاء قرارهم بتدمير مصنع "فيمورك" بالقصف، ولكن هذا الخيار بدا من الصعب جداً اتخاذه. فبعد الدراسة اتضح أن القاذفات البريطانية لن تكون قادرة على ضرب الهدف بدقة، ومن غير المحتمل أن تؤدي ضرباتها إلى تدمير الهيكل الخرساني للمصنع.
 

 

- لاحقاً، صعدت مجموعة من الضباط التابعية لسلاح الجو الملكي البريطاني على متن طائرتين شراعيتين من طراز "هورسا" في طريقهم لتخريب "فيمورك". وكانت الخطة هي الهبوط على سطح بحيرة مجمدة بالقرب من المصنع وتدمير المخزون الألماني من المياه الثقيلة قبل أن تفترق القوة وتتوجه نحو الحدود السويدية.

 

- انتهت المحاولة الأولى لمهاجمة مصنع "فيمورك" التي انطلقت في 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1942 على نحو كارثي. حيث تحطمت الطائرتان في الضباب جنوبي النرويج، ليلقى الجميع حتفه بعد أن تم إطلاق النار عليهم من قبل الألمان.

 

- لم تؤثر هذه الكارثة على عزم الحلفاء على تدمير المصنع النرويجي ووأد السعي الألماني نحو امتلاك القنبلة الذرية في مهده.

 

- في 16 فبراير/شباط 1943، تم إنزال 6 من قوات الكوماندوز النرويجية مزودة بأسلحة ومتفجرات وإمدادات بالقرب من المصنع، والذين تخفوا في هيئة طلاب في عطلة تزلج، وتمكنوا من استطلاع "فيمورك" من مسافة قريبة وتحديد أفضل نقطة للهجوم عليه.
 

 

- في ليلة الثامن والعشرين من فبراير/شباط 1943، تسلق الكوماندوز النرويجي أسوار المصنع وقاموا بزرع المتفجرات التي أدت إلى تدمير مخزون المياه الثقيلة (إنتاج 5 أشهر) وآلات الإنتاج، قبل أن يتمكنوا جميعاً من الفرار إلى الحدود السويدية.
 

اغتيال المشروع
 

- رغم النجاح المذهل للهجوم النرويجي، تلقت المخابرات البريطانية معلومات تفيد بأن الألمان نجحوا في استئناف أنشطة الإنتاج في الموقع بعد شهرين فقط. وفي هذه اللحظة قرر الأمريكان الذين شعروا بالإحباط تدمير "فيمورك" إلى الأبد.

 

- في 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1943 تم استهداف "فيمورك" من قبل سلاح الجو الأمريكي في هجوم شنته 143 قاذفة قنابل من طراز "بي 17"، وذلك بعد أن حال ارتفاع مستوى التشديد الأمني حول المصنع دون القيام بغارة كوماندوز أخرى.

 

- في تمام الساعة 11:45 صباحاً، ظهرت المقاتلات على ارتفاع 12 ألف قدم فوق المصنع، وقامت بإلقاء 70 طناً من القنابل، ولكن 18 قنبلة فقط هي التي أصابت "فيمورك".
 

 

- دُمر جزء كبير من مباني المصنع، غير أن مرافق إنتاج المياه الثقيلة المحصنة خلف جدرانه السميكة، لم تتضرر كثيراً. ورغم ذلك اعتقد الألمان بأن المصنع لم يعد مكاناً آمناً لإنتاج المياه الثقيلة وقرروا نقل كل شيء إلى ألمانيا.

 

- تم شحن مخزونات "فيمورك" التي تشمل حوالي 1350 رطلاً من المياه الثقيلة و14 طناً من السوائل الأخرى بواسطة السكك الحديدية من موقع المصنع في ريوكان إلى بحيرة تينسجو، حيث تم تحميل عربات القطار على متن إحدى العبارات المتجهة إلى ألمانيا.

 

- اكتشفت المخابرات البريطانية التحركات الألمانية، واستعانت بالنرويجيين لزرع قنابل مع جهاز توقيت على متن العبارة الألمانية قبل 48 ساعة من وصول المياه الثقيلة، ليتم تفجيرها بمجرد صعود عربات القطار على متنها، لتغرق المخزونات الألمانية في عمق البحيرة.
 

 

- بعد فقدان ألمانيا لمخزوناتها من المياه الثقيلة، كان مصير برنامج تطوير القنبلة الذرية الألماني هو الفشل. ورغم ذلك بسبب قلق الحلفاء من "هتلر"، واصلت قاذفات القنابل قصف وتدمير مختبرات الأبحاث الألمانية إلى أن انتهت الحرب، لكي يتأكدوا من عدم ظهور سلاح ذري فجأة في ساحة المعركة الأوروبية قبل سحق ألمانيا.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة