نبض أرقام
18:50
توقيت مكة المكرمة

2024/08/08

للوصول إلى العالمية.. هذه الشركة اليابانية طلبت من موظفيها تعلم الإنجليزية فهل نجحت؟

2017/12/18 أرقام

في الأول من مارس/ آذار عام 2010 بينما يستمع العاملون في شركة "راكوتين" اليابانية للتجارة الإلكترونية -يبلغ عددهم 10 آلاف موظف- للكلمة الأسبوعية للرئيس التنفيذي "هيروشي ميكيتاني"، إذا بهم يفزعون من التعليمات المفاجئة التي أصدرها.

 

خلال هذا اللقاء، أكد "ميكيتاني" أن أي حديث حول أي شيء داخل شركته سيكون باللغة الإنجليزية، بدءًا من الاجتماعات الرسمية وحتى قوائم الطعام في المقصف، وكان على جميع العاملين تطوير لغتهم إلى مستوى عال خلال عامين ومن يفشل في تحقيق المستهدف منه يتعرض لخفض راتبه.

 

وشعر الموظفون بطبيعة الحال بنوع من لصدمة عقب إعلان "ميكيتاني"، حيث اعتادوا في السابق التعامل بلغتهم الأم، وكانت جميع وثائقهم باللغة اليابانية، فكيف لهم أن يتحولوا للإنجليزية.

 

 

على أي حال لم يوقف قلق الموظفين خطة الشركة وتولى "تاكاشي كاتسوراجي" قيادة برنامج التحول إلى اللغة الإنجليزية، وهو أحد قدام العاملين في "راكوتين" وأول رئيس للموارد البشرية بها، حيث انضم لها عام 2000 - بعد ثلاث سنوات من تأسيسها - حين كان قوام القوة العاملة بها مائة فرد فقط.

 

ويقول "كاتسوراجي" لـ"فاينانشيال تايمز": أراد السيد "ميكيتاني" جعل "راكوتين" شركة عالمية، وكان استخدام اللغة الإنجليزية جزءًا أساسيًا من هذه الإستراتيجية، لكن لفهم أهمية هذا التحول، يجب أولًا إدراك التركيبة السكانية اليابانية.

 

ويقصد "كاتسوراجي" من إشارته للتركيبة السكانية لليابان، ارتفاع أعمار المواطنين المحليين، وهو عنصر سيحد من فرص توسع الشركة في المستقبل، لذا كان ضروريًا البحث عن متسع لها في الخارج والنمو على الصعيد الدولي، ما يعني أن "راكوتين" بحاجة لموظفين موهوبين.

 

 

بعد ثمانية أشهر من برنامج التحول إلى اللغة، قيمت "راكوتين" مدى إنجازها، لتجد أنه كان ضعيفًا للغاية، فلم يتقن سوى عدد محدود من الموظفين الإنجليزية، لكن الشركة سقطت في خطأ كبير، هو اعتقادها أن الموظفين سيعلمون أنفسهم بأنفسهم من خلال الاستماع للتسجيلات وقراءة الكتب في وقت فراغهم.

 

وكان يستغرق الأمر ساعات من الموظفين ليكتبوا المستندات باللغة الإنجليزية، وعانوا من أجل صياغة الجمل في الوثائق والخطابات، وفي المحادثات تطلب الأمر من الموظفين وقتًا طويلًا للتعبير عما يريدونه.

 

ويرجع السبب الرئيسي لفشل "راكوتين" في إدراك حاجة الموظفين للدعم إلى تعلم السيد "ميكيتاني" اللغة بنفسه، حيث اكتسبها في طفولته عندما كان والده أستاذًا زائرًا في الولايات المتحدة، قبل أن يبدأ تعليم نفسه بنفسه ليتمكن من إتقانها، لذا اكتفت الشركة بتوجيه الموظفين ببعض التعليمات على أن يتحملوا هم التكلفة.

 

 

في دراسة استقصائية، أبدى الموظفون تفهمهم للتحول إلى الإنجليزية وأهمية ذلك في دفع إستراتيجية الشركة، لكنهم كانوا بحاجة للدعم، وهو ما أثنى "ميكيتاني" عن رؤيته الأولية وبدأ في تقديم دروس اللغة للعاملين لديه.

 

وبحلول عام 2015، أصبحت الغالبية العظمى من موظفي الشركة قادرة على فهم ما يقال أثناء الاجتماعات حتى إن الأحاديث الجانبية والشخصية كانت تجرى بالإنجليزية في بعض الأوقات، ومع هذا الإنجاز زادت ثقة العاملين في الإدارة.

 

وخلال قيادته لهذه الحملة خلص "كاتسوراجي" لأربعة دروس مستفادة من التجربة، أولها الالتزام عالي المستوى من الإدارة، وضرورة تعلم الإنجليزية، ومن ثم تقييم الإنجاز وعرض نتائجه على الموظفين، وأخيرًا عدم توقع تحمل العاملين تكاليف وجهود التعلم.

 

وعن ضرورة تعلم الإنجليزية يقول "كاتسوراجي": إذا كانت الشركة تقسم موظفيها إلى مجموعتين إحداهما ذات تركيز عالمي والأخرى محلية، من المرجح أنها ستطور ثقافات مختلفة وإذا حدث ذلك سيفشل المشروع.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة