بدأت "بلوك شين" في الظهور كتكنولوجيا ذات إمكانية هائلة في تحويل أسواق السلع المادية العالمية، خاصة بعد اعتماد تجار الذهب عليها بالفعل، بحسب تقرير لـ "بلومبرج".
ولن يؤدي الابتكار بالضرورة إلى زيادة أسعار السلع الأساسية، إلا أنه قد يوفر وسيلة آمنة لتبادل المواد الخام وفتح قنوات التجارة بين المشترين والبائعين، فضلاً عن توفير المزيد من الشفافية والسيولة إلى السوق الذي فقد ببطء جاذبيته بين المؤسسات المالية.
وتوفر "بلوك شين" طريقة للمحاسبة على المعاملات المالية، وتم تطويرها كوسيلة لمعالجة ضعف البيانات المخزنة بشأن تبادل الأصول، ويرتبط العديد منها بـ "بتكوين".
علاقة "بلوك شين" بأسواق السلع
- ارتفعت العملة الرقمية هذا العام بنسبة تجاوزت السبعة عشر ضعفاً، وأطلقت بورصة شيكاغو و"سي إم إي" العقود الآجلة لـ "بتكوين" هذا الشهر، وبحلول الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول ارتفع عقد تسليم يناير/كانون الثاني إلى أكثر من عشرين ألف دولار.
- أصبح الاعتماد على "بتكوين" حقيقة إلى حد ما رغم المشككين الذين يقارنون رواجها بهوس "التوليب" في عام 1636، ومن غير الواضح ما إذا كانت العملة الرقمية تعمل كوسيط للتبادل أو مخزن للقيمة، فضلاً عن حالة أخرى من عدم اليقين بشأن طول عمر العملة التي لديها العديد من المنافسين.
- هناك نحو 4543 عملة رقمية مع قيمة سوقية تبلغ 567.7 مليار دولار، ومع ذلك وبغض النظر عن مدى نجاح أو فشل هذه العملات فتكنولوجيا "بلوك شين" الكامنة وراءها من المرجح استمرارها ويمكنها جعل تجارة السلع أكثر أمناً.
- بدأ ذلك بالفعل بالذهب السلعة الأكثر تداولاً، فاعتباراً من الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، أتيحت إمكانية امتلاك الذهب المادي كأصل رقمي في المحفظة الرقمية ومن ثم نقله إلى أي محفظة أخرى على الشبكة.
- على الرغم من أن الذهب لديه العديد من المنتجات القابلة للتداول سواء الفوري أوالعقود الآجلة وغيرها، تستطيع "بلوك شين" إنجاز ما لا تستطيع العروض الأخرى إنجازه بفضل القدرة على الجمع بين كافة المشاركين في السوق من (عمال المناجم والمصافي وتجار الجملة والمستثمرين وقطاع التجزئة).
محاولات الشركات للاستعانة بالتكنولوجيا
- أنشأت "رويال مينت" - إلى جانب بورصة شيكاغو التجارية – " Royal Mint Gold blockchain" وهو رمز للأصول الرقمية لتمثيل الملكية المادية للذهب المحتفظ بها في محفظة الشركة في جنوب ويلز.
- في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت "يوروكلير" و"باكسوس" أن مجموعة تشمل "سوسيتيه جنرال" و"سيتي بنك" و"سكوشيا بنك" أكملت النموذج التجريبي الأول من منصة تداول الذهب القائمة على "بلوك شين" التي وضعتها "يوروكلير".
- قبل هذه التكنولوجيا الثورية، سُجلت المعاملات في دفتر محاسبي وفي النهاية تسجل المدخلات في جدول بيانات أو قاعدة بيانات مخزنة في أنظمة الحاسب، وقد يكون ذلك محفوفاً بالمخاطر لأنه ليس آمنا دائما، كما يمكن أن تكون البيانات قديمة أو تم العبث بها أو حذفها.
- تقضي دفاتر الأستاذ الموزعة رقميا على هذا القلق وبدلًا من تخزين البيانات على خادم أو قاعدة بيانات توضع على أجهزة الحاسب وشبكات متعددة في مواقع مختلفة، وفي حالة حدوث تغيير في السلسلة سينعكس ذلك فوراً وبشكل متزامن في كل نسخة منها.
- تكمن ميزتها الأساسية في كونها مزدوجة لتوفر آلية سلامة وتثبت الأدلة الرقمية في سلسلة أوامر لمعاملات أبدية، كما تزيل أي نزاعات بشأن تسلسل الأحداث.
- يتم التحقق من "بلوك شين" من خلال درجة عالية من المراقبة لكل معاملة مع عدم وجود سلطة مركزية واحدة فكل شخص في السلسلة هو مدير ويتساوى مع نظرائه تماماً.
القواعد التنظيمية
- تتخلف أسواق السلع المادية في كثير من الأحيان عن ركب التطور عندما يتعلق الأمر بالابتكار والتكنولوجيا الحديثة لأنهم من أقل الأسواق تنظيماً.
- تمكنت السلع الأساسية من تجنب الكثير من التدقيق التنظيمي المتزايد للأسواق المالية بسبب العدد الهائل من المناطق الجغرافية غير الخاضعة للتنظيم في أماكن إنتاجها وتخزينها وشحنها.
- يعي تجار السلع أن شحنة المعادن ليست محصورة فقط في المناجم لعمليات الصهر أو التكرير إلى المشتري، بل يمكن أن تشمل السفن والقطارات والمستودعات والمصانع.
- كذلك عندما تنقل تلك الشحنة على متن سفينة لمدة شهر أو تظل في مصنع لمدة عام يمكن أن تتغير ملكيتها عدة مرات، وينطبق الأمر نفسه على براميل النفط أو حمولات القهوة.
- على الرغم من جهود إدارة "ترامب" للحد من التنظيم المالي، فإن الأسواق المالية العالمية تتنافس مع إطار تنظيمي موسع، ولكن تبقى أسواق السلع بعيدة عن هذه الخطط حيث تهدف الهيئات التنظيمية إلى التدقيق بشأن المشاركين وتوفير الشفافية والاستقرار.
- يمكن أن تساعد "بلوك شين" تجار السلع في تجاوز حواجز السوق التقليدية، كما أنها تضمن تسوية في الوقت المحدد، وتسرع تخصيص رأس المال وتقدم دليلاً على الضمانات.
- يعتبر استخدامها من قبل أسواق الذهب تمهيداً لزيادة الشفافية في السلع المادية، ما ينبغي أن يكون مجرد بداية لتبني أوسع نطاقاً لتلك التكنولوجيا التي ستحول قطاع السلع الأساسية الذي يشمل المعادن الثمينة والصناعية والطاقة والحبوب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}