نبض أرقام
03:07 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/15
2024/10/14

هل تُعجل التكنولوجيا والمخاوف المناخية بالوصول لذروة استهلاك النفط؟

2017/12/27 أرقام

يتحول العالم شيئا فشيئا بعيداً عن النفط، فالتقدم التكنولوجي الذي تقوده مخاوف التغيرات المناخية قد يعني أن احتياج العالم للنفط سيصل إلى ذروته في وقت أقرب من توقعات الشركات وكبار المنتجين، ورغم مناقشة مسألة الوصول إلى ذروة استهلاك النفط لعقود إلا أن النقاش حالياً يأخذ منحى مختلفا تماماً.

 

 

يُستخدم نحو 60% من النفط في مجال النقل الذي يشهد أكبر التغيرات التكنولوجية، مع تزايد تأثير شركات صناعة السيارات الكهربائية مثل "تسلا" من خلال التقدم في مجالات مثل المركبات ذاتية القيادة وتطبيقات مشاركة الركوب التي قد تشجع على التخلي عن امتلاك سيارة خاصة وبالتالي تؤثر على الاستهلاك.

 

ويرى تقرير لـ "بلومبرج" أن هذه التغيرات يمكنها إحداث تغيير جذري في النقل والسفر ما يستدعي المزيد من المراجعات للتنبؤات الخاصة بالوصول إلى ذروة استهلاك النفط.

 

هل ينفد النفط من العالم ؟

 

 

- تختلف ذروة النفط التي يتحدث عنها الجميع اليوم تماما عن المفهوم الذي ظهر في الخمسينيات عندما توقع الجيولوجي في "رويال داتش شل" "إم كينج هابرت" أن يصل إنتاج النفط الأمريكي ذروته في السبعينيات ومن ثم سينفد النفط من العالم.

 

- لم يحدث ذلك بالطبع بفضل الاكتشافات الجديدة وزيادة كفاءة الحقول الحالية ما يعني استمرار إمدادات النفط لفترة طويلة قادمة، لذلك تحولت المناقشة إلى ذروة الطلب أي بحث حجم انخفاض الكميات المستخدمة من النفط، والمخزونات التي تعتبر أصولاً قيمة اليوم سينتهي بها الحال متروكة في الأرض دون استخراج.

 

- انخفضت توقعات الطلب على النفط على المدى الطويل، وراجعت وكالة الطاقة الدولية تنبؤاتها بالخفض بشكل مطرد على مدى السنوات العشرين الماضية مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة وتحويل المزيد من مرافق الطاقة للعمل بالغاز الطبيعي النظيف.

 

- ارتفع استخدام الطاقة الشمسية مع تراجع تكلفتها بوتيرة أسرع من المتوقع، حيث انخفضت الأسعار بنسبة 50% منذ عام 2009، ويرجع ذلك إلى نموذج أعمال المرافق الذي صُمم لتوفير طاقة الوقود الأحفوري من محطات توليد الطاقة الكبيرة إلى المنازل والشركات.

 

 

رؤية شركات ومنتجي النفط

 

- يشكل استخدام النفط خطرا يتسبب في زيادة الاحترار العالمي ولخفضه إلى أقل بكثير من درجتين سيلزيتين (3.6 درجة فهرنهايت) - وفق معاهدة تغير المناخ برعاية الأمم المتحدة - توقعت وكالة الطاقة الدولية في عام 2016 أن الطلب على النفط سيحتاج للوصول لذروته في السنوات القليلة المقبلة، وهو ما لن يحدث في ظل توقعاتها بازدياد استخدام النفط خلال العقدين القادمين.

 

- تستند أكثر التنبؤات حدة إلى التوسع السريع في السيارات الكهربائية وتحسين كفاءة الطاقة والتغييرات السياسية للحد من التلوث، ويدفع هذا السيناريو "شتات أويل" وآخرين للتنبؤ بأن الطلب على النفط يمكن أن يصل إلى ذروته في أواخر 2020.

 

- لا ترى معظم شركات النفط ذروتها في عام 2040، ويعتقد آخرون أن صناعتهم ستتمتع بعقود من النمو لأنها تغذي احتياجات الطاقة للطبقة المتوسطة الآخذة في التوسع عالمياً، فيما لا تتوقع السعودية وروسيا - أكبر مُصدرين في العالم – الوصول للذروة حتى عام 2050.

 

استعدادات العالم للتحول المرتقب

 

 

- يدور نقاش حول مدى سرعة انتشار السيارات الكهربائية، وتتجه التوقعات نحو انخفاض تكلفة البطاريات ما سيسرع من استخدامها على حساب سيارات الاحتراق الداخلي خلال العشر سنوات المقبلة، في الوقت نفسه تخطط بعض أكبر أسواق السيارات في العالم للتخلص تدريجياً من المركبات العاملة بالوقود الأحفوري للحد من التلوث.

 

- بحلول عام 2030، ترغب الهند في أن تكون جميع السيارات الجديدة المباعة كهربائية، كما ستحظر المملكة المتحدة وفرنسا بيع السيارات العاملة بالديزل والبنزين بحلول عام 2040، إلا أن توجهات الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" غير المهتمة بالتغيرات المناخية قد تعطل هذه الجهود.

 

- تسرع العديد من الشركات جهودها الرامية إلى التنويع من خلال الاستثمار في الغاز الطبيعي والتكنولوجيات النظيفة مثل خلايا وقود الهيدروجين، وتقوم بأعمال ضخمة تحول الخام إلى المواد الكيميائية المستخدمة في صناعات شتى من البلاستيك إلى الأسمدة.

 

- تستعد شركات السيارات بشراسة للتحول، وقالت "فولفو" إن جميع موديلاتها الجديدة ستشمل محركا كهربائيا بحلول عام 2019، في حين أن "فولكس فاجن" تستهدف أن يكون 25% من مبيعاتها كهربائية بحلول عام 2025، كما تهدف "دايملر" و"بي إم دبليو" إلى 15% و25% على التوالي بحلول عام 2025.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.