أشاد الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بمشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي المسال المملوك لـ "نوفاتيك" الذي تبلغ تكلفته 27 مليار دولار، وهو ما يعتبر خطوة في غاية الأهمية لازدهار هذه الصناعة في البلاد، بحسب تقرير لـ "فاينانشال تايمز".
وأكد كل من "بوتين" والرئيس التنفيذي لأكبر شركة روسية خاصة منتجة للغاز "نوفاتيك" " ليونيد ميخلسون" لسنوات عدة على صعوبة بناء مشروع الغاز الطبيعي السائل "يامال" في القطب الشمالي الروسي فضلاً عن كونه غير قابل للاستمرار في ظل هيمنة "جازبروم" المملوكة للدولة على صادرات الغاز.
وقال "بوتين" أمام كبار المسؤولين التنفيذيين في روسيا إن هذا المشروع معقد لدرجة جعلت أغلب المتخصصين يحذروا من مضيعة الوقت والمال إذا استمر العمل فيه، ورغم ذلك تحمل مسئولوه هذه المخاطرة حتى وصلوا لنتائج مبشرة.
أهمية مشروع "يامال"
- يعد إطلاق مشروع "يامال" للغاز الطبيعي المسال - في الوقت والميزانية المحددين - لحظة فاصلة لصناعة الهيدروكربونات في روسيا، كما أن تصريحات "بوتين" بمثابة تحذيراً للمنتجين في البلدان الأخرى التي تتسابق على سوق الغاز الطبيعي المسال.
- يعتبر أيضاً تأكيداً على مكانة روسيا باعتبارها واحدة من القوى الرائدة في مجال الطاقة عالمياً، وشدد "بوتين" على الحاجة إلى زيادة عدد هذه المشروعات الواعدة.
- تضاعف الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال تقريبا خلال العقد الماضي، ليصل إلى 258 مليون طن العام الماضي، ويعني حالته المسالة أنه يمكن شحنه دون الحاجة إلى خطوط أنابيب مكلِّفة فضلاً عن أن المستويات المنخفضة نسبيا من الكربون المنبعث منه تجعله خيارا شعبيا للدول المتطلعة إلى خفض استهلاك الفحم.
- تسبب ذلك في جعل الغاز الطبيعي المسال تهديدا لسيادة روسيا على سوق الغاز الأوروبي، ولكن "ميخلسون" و"بوتين" سعا لتحويل هذا إلى ميزة.
- كانت روسيا أحد اللاعبين الرئيسيين بسبب أنابيب "جازبروم" في الحقبة السوفيتية التي غذت أوروبا، وتهدف الدولة حالياً للحصول على حصة تتراوح بين 15 و20% من السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال، التي يسيطر عليها المنتجين في الولايات المتحدة وقطر وأستراليا.
- يعتقد "ميخلسون" - الذي واجه العقوبات الغربية والظروف الجوية القاسية لتقديم أكبر مشروع للغاز الطبيعي المسال في العالم - أن هذا الهدف قابل للتحقيق بحلول عام 2020 وسيتم تسويق الغاز الروسي على الساحة العالمية.
- توجد خطط لتدشين مشروع ثاني هو "Arctic LNG 2" في السنوات القليلة المقبلة، وتمتلك "توتال" الفرنسية و"سي إن بي سي" الصينية حصة بنسبة 20% لكل منهما في مشروع "يامال" وهما في محادثات حول المشاركة في التطوير الجديد.
- حدثت وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني مؤخرًا تصنيف "نوفاتيك" من (BBB -) إلى (BBB) بفضل بدء تشغيل مشروع "يامال".
المهمة لن تكون سهلة
- تقيَّد العقوبات الغربية حزم التمويل الخارجية اللازمة لاستمرار عمل المشروعات مما يعطي الشركاء الأجانب المحتملين سبباً للقلق لتتوجه إلى المشروعات المتنافسة في بلدان أخرى.
- قالت "فيتش" في تقرير نشرته حديثًا إن تأمين عقود طويلة الأجل وتمويل مشروعات جديدة للغاز الطبيعي المسال في هذه الظروف يشكل تحديا أكبر بالنسبة لروسيا مع وجود العقوبات.
- لدى روسيا بالفعل بعض عمليات الغاز الطبيعي المسال في جزيرة "ساخالين" في الشرق الأقصى، ولكن مشروع "يامال" لـ "نوفاتيك" يقدم إنتاجاً أكبر إلى جانب سهولة الوصول إلى أوروبا، وأرسلت بالفعل الشحنة الأولى إلى المملكة المتحدة.
- تستعد الشركة لتوفير كاسحات ثلج أكثر قوة ستسمح بتصدير الغاز الطبيعي المسال من "يامال" إلى آسيا عبر الطريق الشمالي المار بالقطب الشمالي، مقللاً بذلك تكلفة إرسال الغاز إلى أسواق مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية بنسبة 30%.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}