نبض أرقام
14:31
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

أعمال الطاقة العالمية بصدد تحول تاريخي ثالث.. فكيف لشركات النفط أن تستعد لذلك؟

2018/01/10 أرقام

يقف نظام الطاقة العالمي على أعتاب ثورة ستلقي المستثمرين في منتصف دوامة من التغيرات الهائلة بين عشية وضحاها، وستغدو أسواق الطاقة في المستقبل مختلفة تمامًا عما هي عليه الآن.

 

لكن الخطر الحقيقي هنا يكمن في احتمال حدوث هذا التحول بشكل أسرع مما يتوقع السوق، مع عواقب وخيمة على المستثمرين الذين يخفقون في التحضير لهذه التغيرات، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

درس الماضي والخوف من المستقبل

 

 

- يحظى سوق الطاقة باهتمام المستثمرين دون شك، ويصل حجم رأس مال هذه الصناعة نحو 10 تريليونات دولار، ويترقب القطاع حاليًا انتقال العالم إلى الاعتماد على الموارد منخفضة الانبعاث الكربوني.

 

- يعد هذا التحول الثالث الذي تمر به أنظمة الطاقة منذ اندلاع الثورة الصناعية، أما الأول فكان عندما اعتمد الإنسان بشكل كلي على الفحم، والثاني عندما عرف النفط، فيما تقود مصادر الطاقة المتجددة التحول التالي.

 

- هذه التحولات التاريخية كان لها آثار بعيدة المدى ومأساوية تم الاستهانة بها في البداية، ويستند بعض المراقبين في توقعهم لسرعة هذه التحولات على الوتيرة التي جرت بها في السابق.

 

- على أي حال، كانت التحولات السابقة مدفوعة بعوامل اقتصادية، مثلًا جعلت التكنولوجيا الحديثة من الفحم مصدرا أفضل للطاقة، وكانت وتيرة التغير مدفوعة بشكل أساسي بآمال تحقيق الجدارة الاقتصادية.

 

- سيكون التحول هذه المرة مختلفًا، فالدافع ليس تكنولوجيًا بل سياسي واجتماعي، إذ لم يعد الجمهور يتقبل التلوث المتفاقم والعواقب الوخيمة المترتبة على الارتفاع المستمر في انبعاثات الكربون.

 

الفحم في مركز الإعصار

 

 

- من بين الدوافع التي تقود التحول القادم، التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع الفحم الذي بات مصدرًا لقتل الكثير من الناس وتوليد كميات هائلة من الانبعاثات الكربونية.

 

- يأتي ذلك رغم الدعم المؤقت الذي يحظى به الفحم من الصين، ونظرًا لثقلها في السوق العالمي، فإن تسعير الفحم عرضة للتأثر سريعًا بأبسط التغيرات في مستويات الطلب من جانب الصين.

 

- من المستبعد استمرار الطلب الآسيوي القوي لفترة طويلة، ما يعني ببساطة أن الفحم لن يصمد أمام التهديدات التي يشكلها ارتفاع نسب التلوث وانخفاض أسعار الغاز الطبيعي وتحسن كفاءة مصادر الطاقة المتجددة.

 

- بالنسبة للمستثمرين الذين يملكون رؤى وأفقا زمنيا طويل الأجل فإن التخلص من الفحم قضية في مجملها تبدو أكثر إلحاحًا.

 

- يبدو أن الطلب على النفط والغاز متجه أيضًا لبلوغ ذروته، لكن لا يزال هناك سنوات قبل حدوث ذلك، وعلى المدى المتوسط سيشهد الغاز حالة من الانتعاش كوقود منخفض الانبعاث الكربوني.

 

ما العمل؟

 

 

- في نهاية المطاف سيكون الوصول إلى مستقبل أفضل بحاجة إلى فترة طويلة وهادئة من الانخفاض البطيء لهذه القطاعات، وذلك من شأنه توفير حقبة من الربحية وجني الأموال وضخ الاستثمارات في قطاع الطاقة.

 

- للأسف، لا يزال هناك الكثير من شركات النفط التي تتصرف كما لو كان أمامها عقود طويلة من نمو الطلب، لكن في الواقع الشركات التي ستستطيع جذب المستثمرين هي تلك التي تدرك أن أعمالها ستنكمش في المستقبل.

 

- هناك إجراءان ذوا مصداقية على المدى الطويل يمكن للمستثمرين تقبلهما، الأول هو البدء في تدشين محافظ خاصة بالتحول الثالث للطاقة.

 

- بطبيعة الحال ستنخفض أهمية الوقود الكربوني بهذه المحافظ بمرور الوقت، كما سيحتاج قطاع الطاقة المتجددة عشرات التريليونات من الدولارات، ويجب أن تستعد الشركات للاستثمار في هذه الأعمال.

 

- أما الإجراء الثاني فهو الانخراط وتحمل المسؤولية والاستعداد للمخاطر المحتملة للتحول المرتقب، والذي يحدث أسرع مما توقع الجميع ويستدعي التحضير له مبكرًا.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة