نجح مخيم للاجئين السوريين في توفير احتياجاتهم من الكهرباء من خلال توليدها من الطاقة الشمسية، ويرجع ذلك إلى كون المخيم معزولا ومؤقتا، ما يجعل ربطه بالشبكة الرئيسية غير فعال من حيث التكلفة حتى مع ما يحصلون عليه من كهرباء متقطعة تكفيهم لتشغيل الثلاجات لبضع ساعات وشحن جوالاتهم.
وأوضح تقرير لـ "فوربس" أن الفكرة هنا لا تكمن في استخدام الطاقة النظيفة في تلك المخيمات لاعتبارات خاصة بنسب الكربون والمحافظة على البيئة وخلافه، فهي في النهاية أمور رفاهية بالنسبة للاجئي الحرب.
وعلى الرغم من ذلك سيركز الخبراء على فكرة أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ويشبه ذلك كثيراً الذين أرادوا توفير دروس لياقة بدنية للمشردين في كاليفورنيا.
صعوبات الاعتماد على الطاقة المتجددة
- غالباً ما يقال إن توفير طاقة رخيصة يعني اللجوء للطاقة المتجددة حتى وإن لم تكن كذلك فعلياً، فيمكن لمحطات توليد الطاقة الشمسية أن تكون الحل لضعف وصول الكهرباء لقرية معزولة في حال عدم قربها من الشبكة، ولكن التكلفة العالية والتقطع سوف يزعج الجميع.
- تعتبر الطاقة الشمسية مرتفعة التكلفة مع محدودية ميزانيات الحكومات، ومع ذلك تقول للفقراء إنهم لا يستطيعون الحصول على احتياجاتهم من الكهرباء لحين توفير الحكومة المال لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وهو ما لا يختلف كثيراً عن الجملة الشهيرة لملكة فرنسا "ماري أنطوانيت" حين قالت "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء.. فدعهم يأكلون كعكاً".
- يؤكد الخبراء أن الطاقة الشمسية متفوقة بالفعل في نواح كثيرة، إلا أنه يمكن الاعتماد عليها إذا استطاع البشر العيش في عصر التكنولوجيا الحالي على كمية صغيرة من الطاقة المتقطعة وهو أمر يصعب تحقيقه بالطبع.
- لذا ليس من العدل أن يتوقع من الفقراء اللجوء إليها والمعاناة من سلبياتها بسبب أوضاعهم المعيشية والمالية المتردية، مما يضعف قدراتهم وإمكانياتهم على الهروب من هذا الفقر.
مشروعات أخرى لم تلق قبولا
- قدمت شركة الطاقة الأمريكية "إنرون" تطبيقاً آخر على أرض الواقع يلبي الاحتياجات الفعلية للفقراء من خلال مشروع "دادهول" في الهند.
- حيث يهدف المشروع إلى الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال المستورد لتشغيل التوربينات وبيع الكهرباء باهظة الثمن إلا أنه سيكون نظيفا وموثوقا به، وهو أمر تصر الشركة على أنه أولوية بالنسبة للهند.
- تعد الجودة أمراً قيماً بالتأكيد للصناعة الهندية، ولكن رد الفعل السياسي العنيف أدى إلى إعادة كتابة العقد لتقليل سعر الطاقة، وتعود ملكية المشروع الآن إلى الحكومة الهندية، ولكن الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال المستورد أو النفط أكثر تكلفة بكثير من الفحم المحلي ما يعني استمرار المعاناة.
- من الأفضل محاكاة ما فعله رئيس مجلس موارد الهواء في كاليفورنيا "آلان لويد" في أواخر التسعينيات عندما ألغى أمرا رسميا بالتوجه نحو السيارات الكهربائية، قائلاً إن وظيفته تهدف للحد من التلوث وليس الترويج لهذه السيارات.
- يرغب عدد كبير جدا من أنصار الطاقة المتجددة في إفريقيا في زيادة الاعتماد عليها بغض النظر عما إذا كان هذا النهج هو الأمثل في مكان ووقت معينين.
- هم لا يعالجون فقر الطاقة أو تغير المناخ، ولكنهم يتبعون فكرة الطاقة المتجددة كما لو كانت مسألة أخلاقية وليست مسألة تكاليف وفوائد، وينتشر هذا الفكر بمواقف مشابهة بين الكثيرين دون الوعي بضرورة استخدام الأدوات المناسبة لتحقيق هذا الهدف.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}