نبض أرقام
18:57
توقيت مكة المكرمة

2024/08/08

الإفراج عن وريث "سامسونج".. هل أصبحت الشركة أقوى من الدولة؟!

2018/02/18 أرقام - خاص

أتى الإفراج عن نائب رئيس شركة "سامسونج" ووريث الشركة الكورية العملاقة "لي جاي يونغ" ليثير عددًا من التساؤلات حول معايير الشفافية واقتصاد الأعمال في كوريا الجنوبية.
 

فـ"يونغ" تم اعتقاله وإدانته بتهم تتعلق بالفساد والرشوة قبل عام، وارتبط اعتقاله أيضًا بمظاهرات كبيرة عمت البلاد ضد الفساد.

 


 

بل وتسببت تلك المظاهرات وحالة الغضبة الشعبية في سحب الثقة من رئيسة البلاد آنذاك "باك جون هي" بعد مظاهرات قدر عدد المشاركين فيها بـ800 ألف شخص.

 

الابن على إثر أبيه!!

 

وجاء في قرار الإفراج أوائل فبراير/شباط الجاري عن "يونغ" أن محكمة الاستئناف لم تر دلائل على تقديم الرئيسة السابقة للبلاد لـ"خدمات" لشركة سامسونج مما جعل الإفراج عنه ممكنًا قبل انقضاء المدة.
 

وبناء على ذلك قررت المحكمة اختصار مدة سجنه لتصبح عامين ونصف العام فقط مع تعليق المدة الباقية وإطلاق سراحه فوريًا.
 

وقالت محكمة الاستئناف إن شركة سامسونج "تم الضغط عليها" من قبل السلطات السياسية في البلاد من أجل إجبارها على تقديم رشوة "ولم يكن بوسعها الرفض".
 

وعلى الرغم من الاندهاش الذي أثاره الإفراج عن وريث سامسونج إلا أن الكثير من هذا الاندهاش يتبدد فور معرفة أن والده، ورئيس مجلس إدارة الشركة، سبق وأن تمت إدانته مرتين بتهم فساد غير أنه لم يتم سجنه ولو لليلة واحدة.
 

وخلال العقدين الأخيرين كثيرًا ما يتم إدانة مسؤولين كبار في الشركات الكورية العملاقة بتهم تتعلق بالفساد، غير أنهم يحصلون على أحكام مخففة للغاية وغالبًا ما يتم تعليقها.
 

بل إن المحاكم في غالبية الأحيان لا تقيد حق الشخص في ممارسة أعمال إدارية مجددًا، بما يجعله يعود لممارسة عمله القديم مباشرة ودون إبطاء ليبدو وكأنه لم يتم معاقبته نهائيًا.

 


 

وتقول جون سونك الاقتصادية في جامعة هونجيك في سيول "الإفراج عن وريث سامسونج خطوة للخلف ويعكس سبب عدم ثقة الكوريين في نظامهم القضائي عندما يتعلق الأمر بالشركات الكبيرة".

 

صدمة!!

 

أما شونج صن، صحفي كوري جنوبي فيقول: "هذا الحكم أحدث حالة كبيرة للغاية من الصدمة والذهول، لا سيما لهؤلاء الذين يأملون في نهاية عصر ائتلاف القوة والثروة ومعهم القضاء".
 

وتشير صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية إلى أن السوق الكوري استقبل الإفراج عن "يونغ" بصدمة كبيرة غير أنه امتص تلك الصدمة سريعًا وتحول الأمر للحديث عن إستراتيجيته المنتظرة في الإدارة مستقبلًا.
 

ولعل هذا ما يوضحه انخفاض سوق الأسهم الكورية بنسبة 1.3% بعد الإفراج عنه (سامسونج نفسها انخفضت 0.5% فقط) لتعاود الارتفاع بنسبة 1% في اليوم التالي.
 

وترى صحيفة نيويورك تايمز أن الإفراج عن "يونغ" مرتبط بحقيقة انتمائه إلى أكبر وألمع شركة في كوريا الجنوبية بما يجعله "صعب المنال".
 

وسامسونج هي أكبر شركة كورية في الوقت الحالي وهي التي استطاعت أن تتخطى شركات مثل سوني وعمالقة آسيا وأوروبا في التكنولوجيا بل إنها تفوقت العام الماضي في إنتاج الرقائق الإلكترونية على شركة "إنتل" الأمريكية.
 

وبلغت مبيعات شركة سامسونج ما يوازي خُمس الناتج القومي الإجمالي لكوريا الجنوبية لعام 2017، ولا شك هنا أن سيول لا ترغب في استمرار حبس وريث الشركة.

 


 

وعلى الرغم من أن سامسونج لم تتأثر بغياب "يونغ" بتحقيقها أرباحًا قياسية عام 2017، إلا أن تأثيرات الإفراج عنه ليس على الشركة أو الاقتصاد فحسب.

 

آثار سياسية!!

 

فرئيس كوريا الجنوبية الحالي "مون جاي إن" وعد إبان حملته الانتخابية بـ"إيقاف المعاملة التمييزية" التي تتمتع بها الشركات التكنولوجية في بلاده.
 

غير أن حكمًا مثل هذا من شأنه أن يلقي ظلالًا سياسية سيئة على حكمه، خاصة أن الرئيسة السابقة للبلاد ارتبطت إقالتها بفضيحة فساد.
 

وأصدرت المعارضة الكورية الجنوبية بيانًا أيضًا كي تستنكر فيه الإفراج عن "يونغ"، مذكرة رئيس البلاد بوعده السابق بـ"محاربة سيطرة عائلات محددة على الاقتصاد الكوري الجنوبي".
 

وأصدر حزب الشعب الكوري المعارض بيانًا قال فيه إنه من الصعب على الناس تقبل فكرة أن "يونغ" منح الرئيسة الكورية رشوة ولم يحصل على أي استفادة وهذا ملخص حكم محكمة الاستئناف.
 

وتعكس قضية "يونغ" برمتها نقاشًا حادًا في كوريا الجنوبية حول الجيل الثالث من رجال الأعمال والمنظمين، الذين يرى كثيرون أنهم يتبعون أساليب ملتوية لا تهتم إلا بتحقيق الربح.
 

ودرس غالبية أبناء الجيل الثالث في جامعات غربية وهو ما جعلهم بعيدين عن الثقافة الكورية التي ترى في تهم الفساد والرشوة مساسًا بالشرف.
 

ولذلك أصبح خبر إدانة مسؤول في شركة كورية بتهم تتعلق بالفساد خبرًا لا يسترعي الانتباه بعد أن ظل لعقود أمرًا نادر الحدوث بشدة.



 

الهدف الأسهل!!

 

واللافت أن بعض الكوريين يؤيدون "يونغ" في قضيته ويقولون إنه كان ضحية لوجود "المدعي العام ذي الطموحات السياسية" وإن الادعاء بالغ في التهم الموجهة إليه لاسترضاء الرأي العام.
 

غير أنه في المقابل فإن غالبية الرأي العام الكوري –ووفقًا لفاينانشيال تايمز- يرون أن الدولة الكورية قررت عزل الرئيسة السابقة لأنها تستطيع ذلك، لكن مواجهة سامسونج أصعب عليها من عزل رئيس البلاد.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة