نبض أرقام
02:13 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/14
2024/11/13

هادم للأمم أم مناصر للحريات والحقوق.. كيف ينظر الغرب للملياردير "جورج سوروس"؟

2018/02/17 أرقام

في ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، نشر برلماني تابع لحزب "فيدس" الحاكم في المجر، صورة تظهر مجموعة من الأشخاص يقفون بجوار خنزير مقتول حرقًا، كُتب على جلده المتفحم "O volt a Soros".

 

وبحسب تقرير لـ"الجارديان" تعني العبارة التي أثارت جدلًا واسعًا "هذا سوروس"، لكن النائب المحسوب على الحزب المتشدد نفى أي صلة لهذه العبارة بالملياردير المعروف بأعماله الخيرية "جورج سوروس".

 

إن تحول "سوروس" البالغ من العمر 87 عامًا من رمز عُرف بسخائه وترويجه للديمقراطية وحقوق الإنسان والحدود المفتوحة إلى رمز للكراهية العالمية عند القوميين والشعبويين في الغرب كان سريعًا.

 

ولا يقتصر ذلك على الشخصيات الهامشية وإنما أيضًا عند المسؤولين المنتخبين الذين دأبوا مؤخرًا على اتهامه بالسعي لفرض وجهات نظره على المجتمعات وحتى محاولة تدميرها.
 

 

قاهر السلطات
 

- يقول "جاسيك كشاركيك" المحلل لدى معهد الشؤون العامة في بولندا والذي تلقى دعمًا من "سوروس": إنها مواجهة مع اليمنيين السلطويين الشعبويين، فهناك مخاوف من صعود أعداء السامية، إنه الشخص المثالي للتعامل مع الناخبين المتشددين.
 

- احتل المستثمر الأمريكي المجري صدارة العناوين الرئيسية للصحف عام 1992، بعدما حصل على مليار دولار من رهانه على هبوط الإسترليني، وعرف آنذاك بالرجل الذي كسر بنك إنجلترا، بدفعه لتغيير سياسات أصر عليها في السابق.
 

- عاود "سوروس" تصدر الصحف مرة أخرى في فبراير/ شباط هذا العام، بعدما تبين أن مؤسسته دفعت 400 ألف إسترليني سرًا لمجموعة "بيست فور بريتين" التي تسعى للحيلولة دون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
 

- في تقريرها، وصفت صحيفة "التلغراف" الأمر بـ"المؤامرة السرية" وأشارت إلى "سوروس" بـ"المقامر الثري المتهم بالتدخل في شؤون الأمة".
 

 

مجهود خيري كبير
 

- ولد "سوروس عام 1930 في بودابست، وفر من المجر التي خضعت للحكم النازي في هذا الوقت إلى المملكة المتحدة عام 1947، ثم استقر في الولايات المتحدة، وحتى مطلع الألفية الجديدة لم يحظ بشهرة واسعة.
 

- بدأت شبكة مؤسساته "أوبن سوسيتي فاوندشنز" تمويل المنظمات غير الحكومية الداعمة لحقوق الإنسان وسيادة القانون والتعليم والصحة العامة وحرية الصحافة، وحتى شبكات النقل العام في أوروبا الوسطى والشرقية وأكثر من 120 بلدًا.
 

- تبلغ أصول الوقف الخاص بهذه الشبكة نحو 18 مليار دولار، ما يجعلها ثالث أكبر مؤسسة خيرية في العالم، ومنذ عام 1979 أنفق "سوروس" 14 مليار دولار لتوفير منح دراسية للأطفال السود في جنوب إفريقيا.
 

- حصل "سوروس" على أعلى مرتبة شرف في بولندا عام 2012، لمساهمته في دعم المجتمع المدني بعد سقوط الشيوعية، وحتى رئيس الوزراء الحالي للمجر "فيكتور أوربان" درس في أكسفورد عام 1989 بتمويل من إحدى مؤسساته.

 

 

الانحراف للصراع المباشر
 

- لكن النظر إلى "سوروس" بدأ يأخذ منحى آخر خلال أزمة اللاجئين في أوروبا عام 2015، حيث كان سخيًا في دعمه للجمعيات الخيرية المهتمة بهؤلاء المكروبين، كما أيد خطة إعادة توطين البعض في الاتحاد الأوروبي.
 

- أدخلت هذه المواقف "سوروس" في صراع مباشر مع الحكومات اليمينية المتطرفة، والآن يصفه رئيس الوزراء المجري بـ"المضارب المالي الأمريكي المعادي للمجر" و"مدمر حياة الملايين من الأوروبيين".
 

- يتهمه "أوربان" أيضًا بالسعي لإغراق المجر بالمهاجرين المسلمين على حد وصفه، ومؤخرًا انتشرت في البلاد ملصقات تحمل صورة "سوروس" دون عليها "لا تدع سوروس يضحك أخيرًا".
 

- الهجوم على "سوروس" لم يتوقف عند بلده الأم، ففي عام 2015 منعت روسيا عمل مؤسساته في البلاد، باعتبارها تشكل تهديدًا لأسس النظام الدستوري وأمن البلاد.
 

 

اتهامات بالتآمر
 

- في العام الماضي، وصف عضو بارز في الحزب اليميني الحاكم في بولندا "سوروس" بأنه أخطر رجل في العالم، مدعيًا أنه يمول أنشطة معادية للمسيحية والقومية، وهي تصريحات كررها سياسيون بارزون في رومانيا ومقدونيا أيضًا.
 

- أما في الولايات المتحدة، فقد تبرع "سوروس" لمجموعات تدعم حقوق الأقليات وتدعو للحد من عنف الشرطة، ما جعله مكروهًا من اليمين الأمريكي، تزايد ذلك بدعمه للحملة الانتخابية لـ"هيلاري كلينتون".
 

- ادعت وسائل إعلام يمينية بأنه كان وراء حشد المتظاهرين من جميع أنحاء الولايات المتحدة للمسيرة النسائية المناهضة لـ"ترامب" العام الماضي، وقالت إن شبكته العالمية تعمل على تمويل الليبرالية ودعوات فتح الحدود.
 

- بعض المهاجمين ذهبوا أبعد من ذلك بقولهم إن جذوره اليهودية ونجاحه المهني على الصعيد العالمي يعني أنه ببساطة وحش، ومتلاعب، ويمكن إلقاء اللوم عليه في وقوع كل الشرور والمشاكل.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.