نبض أرقام
14:26
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

كيف تمهد كاليفورنيا الطريق أمام مستقبل الطاقة بينما تهزم أوجاعها البيئية في آن واحد؟ (1-2)

2018/02/20 أرقام

في كاليفورنيا على بعد نحو 110 كيلومترات شمال مدينة لوس أنجلوس وبين بلدتي موهافي وغارلوك، بنى "مارتن هيرمان" ما يعتقد أنه نموذج مصغر لمستقبل الكهرباء، حيث أصبحت الولاية بفضل محطته للطاقة الشمسية قادرة لأول مرة على إنتاج الطاقة بأقل مما تتكلفه المولدات المدعومة بالوقود الأحفوري.

 

وصُمم ونُفذ المشروع "سبرينجبوك 2" من قبل شركة "هيرمان" "8 مينت إنرجي"، والتي يشير اسمها إلى الوقت الذي تستغرقه أشعة الشمس للوصول إلى الأرض وهو 8 دقائق، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".

 

وتعد "8 مينت" واحدة من أكبر شركات الطاقة الشمسية ومقاومي التغير المناخي في الولايات المتحدة، وتشغل محطات بقدرة إنتاجية تبلغ 7500 ميجاوات، وتعمل على تطوير نحو 500 كيلومتر مربع في كاليفورنيا وتكساس وجنوب وشرق آسيا.

 

ويشغل مشروع "سبرينجبوك 2" مساحة 700 فدان من الأراضي الزراعية التي تخلى عنها السكان قبل أكثر من عقدين من الزمان، وهو جزء من خطة أكبر لتوفير 5% من احتياجات الكهرباء في لوس أنجلوس خلال الصيف.

 

ووفقًا لاتفاق شراء الطاقة لمدة 30 عامًا المبرم بين الشركة وإدارة المياه والطاقة في المدينة، سيتم توريد الكهرباء مقابل 58 دولارًا لكل ميجاوات/ ساعة، بمتوسط يتراوح بين 35 و38 دولارًا عند احتساب آثار التضخم.

 

 

توافر الفرصة والإمكانات

 

- يقول "هيرمان"، ألماني الجنسية الذي قدم إلى كاليفورنيا أثناء عمله في صناعة أشباه الموصلات، إن الطاقة المتجددة الآن أقل كُلفة من تلك المعتمدة على الوقود الأحفوري، ما يمنحها ميزة إضافية علاوة على فوائدها البيئية.

 

- أظهرت دراسة أجريت عام 2017، من قبل البنك الاستثماري "لازارد" أن تكلفة توليد الطاقة من الفحم في الولايات المتحدة تتراوح بين 60 و143 دولارًا لكل ميجاوات/ ساعة، بينما تصل للمصادر الشمسية إلى 43 دولارًا.

 

- تعد كاليفورنيا سادس أكبر اقتصاد في العالم، ويصل ناتجها المحلي الإجمالي إلى 2.6 تريليون دولار، ما يجعلها تتقدم على فرنسا والهند، ويبلغ تعدادها السكاني 39 مليون نسمة، ما يضعها على قدم المساواة مع بولندا.

 

- استهلاك الولاية للطاقة هائل على نحو مماثل لإمكاناتها، ووفقًا لبيانات السلطات المحلية، استهلكت كاليفورنيا 295.6 ألف جيجاوات/ ساعة من الكهرباء عام 2016، أكثر من ثلثها اعتمادًا على الغاز الطبيعي وربعها من المصادر المتجددة.

 

- بعيدًا عن الفرصة الذهبية لهذا السوق، ما جعل "هيرمان" يطلق "8 مينت" عام 2009، إيمانه الشديد بأن الطاقة الشمسية تشكل فرصة وابتكار للمستقبل، متوقعًا انخفاض أسعارها بأكثر من النصف نهاية العقد المقبل.

 

 

مزايا وعقبات

 

- إحدى المزايا التي تتحلى بها "8 مينت" هي برنامجها لإدارة إنتاج الطاقة الشمسية، حيث يمكنه باستخدام بطارية تخزين إيجاد حلول للمرافق التي تريد توفير الكهرباء ليلاً وفي أي وقت تغيب فيه أشعة الشمس.

 

- تفاؤل "هيرمان" إزاء المستقبل لا ينبع عن معتقدات شخصية، إذ يتشاركه معه كثيرون من محلل القطاع، مثل "شايل كان" الذي يتوقع أن تصبح الألواح الشمسية المصدر الأول في الولايات المتحدة لتوليد الطاقة الجديدة.

 

- لكن الشركة تواجه عقبات أبرزها التنظيم والدعم الحكومي في أنحاء العالم، وعلى سبيل المثال، فرض الرئيس الأمريكي مؤخرًا تعريفة 30% على واردات الألواح الضوئية، في ضربة قوية لصناعة الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة.

 

- استوردت "8 مينت" كل وحداتها للطاقة الشمسية تقريبًا من الخارج، وهو ما يمثل ثلث النفقات الرأسمالية للشركة، التي تعتقد أن الرسوم الجديدة ستزيد التكاليف الإجمالية للمحطات بنسبة تتراوح بين 9% و10% خلال السنة الأولى.

 

- يستمر العمل بالرسوم لمدة أربع سنوات وتنخفض نسبتها تدريجيًا حتى تصل إلى 15% بحلول العام الأخير، ويعتقد "هيرمان" أنها ستؤدي إلى إبطاء العمليات والحد من التطور، لكنها لن تؤثر على اتجاه الصناعة بوجه عام.

 

 

خطة طموحة لمستقبل كبير

 

- يشعر عمدة لوس أنجلوس "إريك غارسيتي" بتفاؤل إزاء المشروع، ويقول: إننا نتبنى هذا في إطار ثقافة التفكير، ليس فقط في أنفسنا وإنما لجيلين أو ثلاثة أجيال قادمة، لنواكب الحركة العالمية ونحد من التغيرات المناخية.

 

- بالنسبة للوس أنجلوس، تعد إدارة المياه والطاقة أكبر مرفق عام لأي مدينة أمريكية، ومطارها يعتبر ثاني أكثر المطارات ازدحامًا في البلاد، ويستقبل ميناؤها البحري 40% من واردات الولايات المتحدة.

 

- يستهدف "غارسيتي" جعل لوس أنجلوس تعتمد على الطاقة المتجدة بنسبة 100%، وهي أول مدينة أمريكية كبيرة تخطط لهذا الأمر، وبحلول عام 2036 يعتقد أنها ستكون قطعت ثلثي طريقها تجاه هذه الغاية.

 

- تعمل كاليفورنيا بالفعل منذ فترة للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض هذا القرن، وقبل 3 سنوات تبنى الحاكم "جيري براون" سياسة لخفض الانبعاثات الدفيئة في الولاية إلى 40% بحلول عام 2030.

 

- يقول "غارسيتي": جهود الولاية تتعلق بالمسؤولية أيضًا، وأولها المسؤولية تجاه أولئك الذين يعيشون هنا، ثم المسؤولية المشتركة مع العالم لمواجهة التغير المناخي بطريقة ذات أثر إيجابي على النواحي الاقتصادية والاجتماعية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة