نبض أرقام
04:02
توقيت مكة المكرمة

2024/06/30
2024/06/29

على طريقة أفلام الخيال العلمي.. ماذا يحدث عندما تتمكن الآلة من سوق الأسهم؟

2018/02/23 أرقام

كان التداول الآلي وراء قدر هائل من الاضطراب الذي شهده سوق الأسهم الأمريكي خلال الأسبوع المنتهي في التاسع من فبراير/ شباط، عندما سجل مؤشر "داو جونز" أعلى وتيرتي هبوط يومي على أساس النقاط في تاريخه.

 

هذا التخبط الذي تسببت به الخوارزميات يعيد للأذهان مشروع "سكاي-نت" في سلسلة أفلام الخيال العلمي "ترمينتور" أو "المبيد"، وهو عبارة عن برنامج ذكاء اصطناعي اكتسب قدرة على الإدراك بعدما انتشر في ملايين الخوادم الحاسوبية.

 

وبعد ذلك بدأ "سكاي-نت" السيطرة على الأنظمة الإلكترونية وأعداد هائلة من الروبوتات، ومن ثم شن حرب فناء ضد البشر استخدم فيها الأسحلة النووية، ورغم إدراك مطوريه لقدراته المتنامية إلا أن الآوان كان قد فات لإيقافه.



 

وبالعودة للواقع، عندما بدأ الاحتياطي الفيدرالي سياسة التيسير الكمي من خلال شراء السندات، سيطر على مزادات سندات الخزانة، وأبقى العائدات طويلة الأجل منخفضة وكذلك مستوى التقلبات في سوقي الأسهم والديون.

 

لكن مع بدء البنك المركزي في عكس سياسته ليتحول إلى التشديد الكمي، من الطبيعي أن يؤثر ذلك على حركة التقلبات في سوقي الأسهم والسندات، لذا ليس من المستغرب التقلبات الأخيرة لـ"وول ستريت"، وفيما يلي استعراض للأسباب الأكثر وضوحًا وراء هذا الاضطراب وفقًا لما ذكره تقرير "ماركت ووتش".

 

تدفقات قياسية للأسهم في يناير
 

- عادة ما يشهد الشهر الأول من العام أداءً قويًا بسبب تدفق الكثير من صناديق المعاشات التقاعدية وغيرها من المؤسسات التي ترغب في استثمار أموالها إلى سوق الأسهم.
 

- لم يختلف الأمر كثيرًا هذا العام، وشهدت صناديق الأسهم أكبر تدفقات شهرية داخلة على الإطلاق، حيث جذبت ما يزيد على 102 مليار دولار خلال يناير/ كانون الثاني.
 

- كانت محصلة التدفقات الداخلة هذه المرة أعلى المستوى القياسي البالغ 77 مليار دولار والمسجل خلال الشهر الأول من عام 2013، ما أسهم في تحقيق سوق الأسهم أفضل عائدات لشهر يناير/ كانون الثاني منذ 1987.



 

- عندما دخل الكثير من المال أو السيولة إلى سوق الأسهم، لم يكن من المستغرب أنه أصبح "الأكثر تشبعًا بعمليات الشراء" على الإطلاق، كما أوضحت المؤشرات الفنية .
 

- المشكلة هذا العام، هي تباطؤ معدل التدفق في فبراير/ شباط الذي يعد شهرا ضعيفا بشكل استثنائي وفقًا لما تظهره البيانات التاريخية على مدار الفترات الزمنية الطويلة التي تصل إلى 50 سنة مثلًا.

 

تداولات آلية
 

- من المرجح بشدة تسبب تداولات الحواسيب مع حواسيب أخرى ذات رافعة مالية عالية في انخفاض الأسهم هذا الشهر، ويأتي ذلك في وقت يسيطر على الكثيرين مخاوف من تحكم الخوارزميات في الأسواق على غرار "سكاي-نت".
 

- يتجاوز التداول عالي التردد عادة 50% من حجم التداولات في معظم بورصات الأسهم، وربما تخطى هذه النسبة بشكل أكبر من المعتاد خلال الأسبوع الذي شهد الاضطراب.



 

- خلال "الإثنين الأسود" عام 1987، وجه اللوم إلى "تأمين المحافظ" وهو شكل من أشكال التداول المحوسب، والذي كلما انخفض سوق الأسهم زادت مبيعاته ما أدى إلى تسريع الانهيار، ما يبدو أنه تكرر مجددًا.

 

تقلبات صناديق المؤشرات المتداولة
 

- مع تخطي حجم المنتجات المتداولة في البورصة أكثر من 3 تريليونات دولار، تزايدت مساحة استخدام التداول الحاسوبي الذي يساعد على إدارة الأوراق المالية لهذه المنتجات.
 

- ألقي باللوم كثيرًا خلال الهبوط الأخير في سوق الأسهم على التقلبات القصيرة لصناديق المؤشرات المتداولة، والتي اتخذت مراكز بيعية بالعقود الآجلة لمؤشر التقلبات "فيكس" التابع لـ"سي بي أو إي".
 

- مع خروج التقلبات عن السيطرة في سوق الأسهم دفع ذلك الصناديق لعكس مراكزها القصيرة بعقود "فيكس"، ما تسبب في ارتفاع قياسي بأوامر شراء العقود خلال ساعات.
 

- في اليوم الذي انخفض فيه مؤشر "داو جونز" بمقدار 1175 نقطة، تسبب ارتفاع أوامر شراء العقود الآجلة لمؤشر "فيكس" في ارتفاع أوامر بيع عقود مؤشر "إس آند بي"، حيث تربطهما علاقة عكسية.



 

- بسبب عمليات الشراء القياسي لعقود "فيكس" الآجلة، ارتفعت أسعارها سريعًا خلال الجلسة، ما تسبب في انخفاضات حادة بلغت حتى 80% لبعض المنتجات المتداولة في البورصة التي اتخذت مراكز قصيرة بعقود "فيكس".
 

- في حين تم تصفية معظم الأصول في صناديق المؤشرات المتقلبة خلال فترة الاضطرابات الأخيرة، يبقى هناك 3 تريليونات دولار من الأصول في المنتجات المتداولة كافة، ما يعني أن "سكاي-نت" ما زالت تتحكم في السوق.
 

- يبدو أن المنظمين سمحوا لوحش بالنمو في وجه صناعة المنتجات المتداولة بالبورصة، وسيكون عليهم القيام بمهمة شاقة للتخلص منه.
 

- رغم أن هذا الاضطراب الأخير سببه الرئيسي ضعف التدفقات الداخلة إلى الأسهم في فبراير/ شباط، المدفوع باحتمالات رفع الفائدة، من المحتمل أن يشهد العام الجاري مزيدا من التقلبات الحادة.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة