وسط احتدام السباق بين شركات السيارات لتطوير مركبات ذاتية القيادة واختباراتها، لا يزال العامة قلقين بشأن مدى أمان استخدامها والتعامل مع السيارات الأخرى على الطرق، وكانت هذه المخاوف تقريبا مطروحة عندما ظهرت أول سيارات بمحركات في العالم.
مما لا شك فيه، حققت السيارات طفرة نوعية في وسائل النقل، ومع ذلك، لم تخل من الأضرار مثل الزحام المروري والتغيرات المناخية والضوضاء وغيرها، وتستعد العديد من الحكومات لسن تشريعات تناسب المركبات ذاتية القيادة، ورغم المزايا المنتظرة، إلا أن هناك جانبا مظلما بشأن هذا النوع من السيارات، وفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست".
وتختبر بعض الشركات سيارات ذاتية القيادة حاليا وسط قواعد صارمة من جانب الحكومات لاستخدامها في طرق معينة ومناطق محدودة، ومن بين تلك الشركات وحدة "وايمو" التابعة لـ"جوجل" التي تأمل في تفعيل خدمتها "التاكسي ذاتي القيادة روبوتاكسي" في "أريزونا" هذا العام، كما تعتزم كاليفورنيا إلغاء قانون يجبر الشركات على وضع عنصر بشري خلف المقود عند اختبار هذا النوع من المركبات.
سيارات الأحلام النظيفة
- بالتأكيد، ستحقق السيارات ذاتية القيادة طفرة في صناعة النقل، وسوف تستعين العديد من الشركات بأساطيل منها لخدمات مشاركة الركوب بحيث يمكن استدعاؤها بواسطة تطبيق على الجوال، وعلى أثر ذلك، ربما لا يحتاج الكثيرون لاقتناء سيارة خاصة.
- يرى محللو بنك "يو بي إس" أن امتلاك السيارات الخاصة حول العالم سوف يهبط بنسبة 70% بحلول عام 2050 نتيجة التحول إلى خدمات التاكسي الآلي بمركبات ذاتية القيادة.
- تمثل المركبات ذاتية القيادة سيارات الأحلام النظيفة غير الملوثة للبيئة كونها تعمل بالكهرباء فضلا عن تقليلها معدل الوفيات على الطرق وخفض الزحام المروري نتيحة تراجع امتلاك سيارات خاصة، وهو ما سيعيد تشكيل المدن والدول.
- ستواجه شركات صناعة السيارات تغيرات جوهرية، فبدلا من إقبالها على بيع سيارات للأفراد، ستبيع أساطيل من سيارات ذاتية القيادة لمشغليها لخدمات مختلفة أو تعيد تلك الشركات هيكلة نفسها لتصبح مشغلة لخدمات مثل التاكسي الآلي.
- من المتوقع تنافسية شديدة بين شركات تقدم خدمات مشاركة الركوب والتاكسي الآلي والحافلات ذاتية القيادة في خفض التكلفة في المناطق الفقيرة وتشجيع المواطنين على استخدام تلك الخدمات لمسافات أطول.
- ربما تتلقى الشركات المشغلة لخدمات وسائل الانتقال الذاتية دعما ضريبيا في المناطق الفقيرة الأمر الذي سينعكس إيجابيا على محدودي الدخل.
- مع زيادة الاعتماد على الحافلات والتاكسي ذاتي القيادة، سيقل الزحام المروري تدريجيا، ومع ذلك فإن لكل هذه المزايا جانبا مظلما.
- أفادت "الإيكونوميست" بأن الجانب المظلم هنا يكمن في زيادة استخدامات وسائل النقل العامة ذاتية القيادة والتحكم فيها من جانب الحكومات وربما استغلال ذلك من بعض الأنظمة الشمولية والديكتاتورية كوسيلة للتحكم في شعوبها من الناحية الاجتماعية.
سلبيات محتملة
- مبدئيا، تتميز السيارات ذاتية القيادة بإمكاناتها في تسجيل ومراقبة كل ما يدور حولها على الطرق، وبالتالي، عند ارتكاب جريمة ما، يمكن للشرطة التحقق من تلك المركبات وسجلاتها التقنية للحصول على أدلة.
- من ناحية أخرى، ستمتلك شركات مشغلة لسيارات ذاتية القيادة الكثير من البيانات والمعلومات عن عملائها، وبالتالي يشكل ذلك خطورة على المستخدمين وخصوصياتهم.
- ربما تفتح السيارات ذاتية القيادة الباب أمام التمييز والعنصرية واختيار الشركات لزبائن ومناطق بعينها للعمل، اما في الدول ذات الأنظمة الشمولية، فإن المشكلة أكبر، حيث يمكن عدم تشغيل أساطيل النقل العامة (ذاتية القيادة) لتقييد تحركات المواطنين.
- بناء على ذلك، سيراقب المحللون والعامة مدى ما سيحدث عن طرح خدمة التاكسي ذاتي القيادة في كاليفورنيا ومراقبة هذه الخدمة ومدى ما سيظهر من إيحابيات وسلبيات بشأنها.
- بالطبع، ستوفر السيارات ذاتية القيادة مزايا عديدة للمواطنين من تقليل الحوادث وخفض التلوث والزحام المروري وعدم إرهاق أنفسهم في البحث عن مساحة خالية للانتظار.
- لكن بمرور الوقت، ربما تظهر بعض السلبيات والمشكلات التي لم توضع في الحسبان والآثار الاجتماعية لها، فعندما استخدمت السيارات التقليدية لأول مرة، لم يكن الكثيرون يظنون أنها ستكون ضمن أسباب التغيرات المناخية التي يعاني منها العالم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}