نبض أرقام
08:23
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

الهيدروجين.. هل يُكتب النجاح لواحدة من أبرز ثورات الوقود في العالم؟ أم أنها سقطت دون عودة؟

2018/03/12 أرقام

في ساعة متأخرة من الليل ذات مرة، توقفت عشرات السيارات العائدة عبر طريق ريدوود السريع في مدينة مل فالي، بكاليفورنيا، لإعادة تزويد خزانات الوقود من محطة "فاليرو"، وخلال ذلك الوقت كانت مضخة وقود الهيدروجين الوحيدة الشاغرة رغم الزحام.

 

ولم يتوقف سوى ثلاثة زوار لإعادة التزود بالهيدروجين. اثنتان من سيارات السيدان التي تعمل بخلايا الوقود، بالإضافة إلى مركبة قديمة كانت معطلة لفترة، ويقول أحد العاملين في المحطة منذ ثلاث سنوات إن مضخة خلايا الهيدروجين تزود سيارة واحدة كل ساعة خلال الأيام الحافلة بحركة المرور، بحسب تقرير لـ"بزنس ويك".

 

طموحات كبيرة وواقع مزر

 

- يبدو الإقبال ضعيفًا للغاية على محطات التزود بخلايا وقود الهيدروجين التي أنفقت كاليفورنيا على إنشائها نحو 100 مليون دولار خلال السنوات القليلة الماضية، حيث دشنت 31 محطة بتمويل من المواطنين وشركات مثل "تويوتا" و"هوندا".

 

- ضعف الإقبال يأتي رغم الدعم الحكومي لهذا النوع من الوقود، لدرجة أن المحطات غير قادرة على تحقيق الأرباح إلى الآن، علمًا بأن تكلفة التزود النموذجية تبلغ 45 دولارًا للمركبة، لكنها مدعومة بشكل كبير.

 

 

- يطبق الحاكم "جيري براون" خطة لإنفاق أكثر من 2.5 مليار دولار عبر صناديق الطاقة النظيفة لتسريع مبيعات مركبات الهيدروجين والكهرباء، ويشمل ذلك 900 مليون دولار لاستكمال 200 محطة هيدروجين بحلول عام 2025.

 

- ستساعد شبكة الهيدروجين الأوسع انتشارًا في جعل السوق أكثر استدامة، والحد من انبعاثات الكربون، وذلك في إطار خطة أكبر للوصول إلى 5 ملايين سيارة عديمة الانبعاث على طرق الولاية بحلول 2030.

 

- لكن السؤال المهم، هو هل من الأفضل توفير الأموال لإنفاقها على محطات الشحن وغيرها من أشكال دعم السيارات الكهربائية في الولاية.

 

تجربة فريدة

 

- حتى الآن، كاليفورنيا هي المكان الوحيد في أمريكا الشمالية التي يمكن للسائقين شراء سيارة تعمل بخلايا الهيدروجين، مع درجة عالية من الثقة في إمكانية الحصول على الوقود.

 

- يقول "شين ستيفنز" رئيس أعمال التطوير في "فريست إلمينت فيول" التي بنيت 16 محطة لوقود خلايا الهيدروجين في كاليفورنيا مع 28 مليون دولار من الدعم الحكومي، إن المنافسة ما زالت شحيحة إلى الآن.

 

 

- يمكن لمعظم المحطات المدعومة بمضخة واحدة فقط، تزويد من 50 إلى 60 خزان سيارة يوميًا، وفي بعض الأحيان يتوجب على المركبات الانتظار، لكن في الغالب تكون المضخات غير مشغولة.

 

- في الحالات التي يصطف فيها سيارتان للتزود بالوقود في نفس الوقت، فإن السيارة الثانية عادة ما تنتظر بضع دقائق بعد الانتهاء من الأولى، لأن الضخ عند ضغط مرتفع يتسبب في تجميد أطراف مسدس الضخ.

 

- ساهمت المحطات الجديدة ذات المضختين في معالجة هذه المشكلة، لكن كاليفورنيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الشاحنات لتوريد الإمدادات اللازمة من الهيدروجين للمحطات، علمًا بأن الولاية تدعم تزويد المحطات لمدة ثماني سنوات.

 

منافس شرس

 

- قيل على مدار عقود إن الهيدروجين سيكون العنصر الأكثر وفرة في الأرض لضمان مستقبل طاقة أنظف، لكن البرامج التجريبية حول العالم ومشروعات محطات خلايا الوقود في كاليفورنيا أثبتت فشلها نظرًا لارتفاع التكاليف وقلة الاستهلاك.

 

- في الوقت نفسه، توسع سوق السيارات الكهربائية بفضل تقنيات كالتي يوفرها "إيلون ماسك"، والانخفاض السريع في تكاليف بطاريات الليثيوم، وعلى سبيل المثال، هناك 14 ألف محطة شحن في كاليفورنيا مقابل 9 آلاف محطة بنزين.

 

 

- مع ذلك يرى "ستيفنز" أن الفجوة بدأت في التضاؤل ولو بوتيرة محدودة، ويقول إن "فرست إلمينت" ستتحول إلى الربحية خلال بضع سنوات، ولن تحتاج لمزيد من الدعم الحكومي بعد عقد من الآن.

 

- يقول "جاجليانو" وهو قائد سيارة تعمل بالهيدروجين: بمجرد أن يعي الناس الأمر، سيفضلون مركبات خلايا الوقود التي تعمل لمسافة أطول (تسير مسافة 400 ميل قبل نفاد الوقود، مقارنة بـ300 ميل لسيارة "تسلا" النموذجية).

 

- يتم ملء خزان سيارة الهيدروجين في أربع دقائق، مقابل ما لا يقل عن نصف ساعة تستغرقها السيارة الكهربائية في أسرع محطة شحن، وبحسب "جاجليانو" فإن التزود بخلايا الوقود الهيدروجيني لا يختلف عن التزود بالبنزين.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة