تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تصبح الولايات المتحدة أكبر منتج للنفط في العالم خلال الخمس سنوات القادمة، بفضل التحول المذهل الذي شهدته صناعة النفط المحلية بعد تراجع دام عقودًا حتى عام 2009، بحسب تقرير لـ"بلومبرج".
وبالنسبة للغاز الطبيعي، فالولايات المتحدة هي بالفعل أكبر منتج في العالم، متقدمة على روسيا بفارق ضئيل، ولم تشهد صناعتها المحلية تراجعًا مماثلًا لما حدث بقطاع النفط، وكان العقد الماضي مذهلًا أيضًا بالنسبة لأعمال الغاز.
منافع الثورة النفطية
- قدرت مجموعة من الاقتصاديين عام 2015 عدد الوظائف الجديدة المضافة في السوق الأمريكي والمرتبطة بأعمال النفط والغاز في الفترة من عام 2005 إلى 2012 بنحو 725 ألف وظيفة.
- فيما أشارت تقديرات أخرى في عام 2016 إلى أن المنافع الاقتصادية الأوسع نطاقًا لطفرة النفط الصخري، أضافت 4.6 مليون وظيفة جديدة علاوة على 3.5 تريليون دولار زيادة في القيمة السوقية للأسهم.
- كان عجز الميزان التجاري الأمريكي سيكون أكبر بكثير وسيبلغ أعلى مستوياته على الإطلاق إذا لم يكن هناك سبب للانخفاض الحاد في واردات النفط خلال العقد الماضي.
- أحدث الارتفاع في إنتاج الغاز الطبيعي تحولًا كبيرًا في توليد الكهرباء على حساب الفحم، ما أسهم في تحقيق تقدم غير متوقع في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتعزيز نقاء الهواء.
سلبيات وتهديدات
- مع ذلك هناك بعض السلبيات البيئية المباشرة لعمليات التكسير مثل تلوث المياه والزلازل، كما أن تسرب الميثان من إنتاج الغاز الطبيعي يعوض البعض أو ربما الكل من المكاسب المحققة من خفض حرق الفحم.
- تقول خبيرة سياسات الطاقة العالمية واستشارية الطاقة "إيمي مايرز جاف" في مقالها بـ"فورين آفيرز"، إنه بعد الفشل في تكوين شبكة عالمية من أصدقاء منتجي النفط، اعتبرت الصين الطاقة المتجددة بطاقة مرورها للاستقلال والنمو الاقتصادي.
- الهدف ليس فقط تقليل اعتماد الصين على النفط والغاز من الخارج، لكن أيضًا تجنب وضع البلاد في موقف اقتصادي ضعيف في مقابلة الولايات المتحدة، الأمر الذي يعزز نمو الاقتصاد الأمريكي مستفيدًا من تصدير الطاقة.
- تأمل بكين أيضًا في أن تصبح مصدرًا للطاقة ومنافسة الولايات المتحدة في هذا المجال، ما يتيح للبلدان الأخرى فرصة لتخفيض مشترياتها من النفط والغاز الأجنبي جنبًا إلى جنب مع خفض انبعاثات الكربون.
أمريكا تخسر لصالح الصين
- وسط كل هذه المتغيرات، تظل الولايات المتحدة متناقضة بشدة تجاه الطاقة النظيفة، ومن المرجح أن يتواصل التحول نحو الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء رغم الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لدعم الفحم.
- في حين أن السيارات الكهربائية اعتبرت منذ مدة الابتكار التكنولوجي الكبير المتوقع هيمنته في المستقبل الذي بات أكثر قربًا، لم يتحرك إجمالي استهلاك الولايات المتحدة من الطاقة بشكل ملحوظ منذ عام 2000.
- أثبتت الأيام استحالة بناء أي نوع من الإجماع السياسي الدائم حول مكافحة التغير المناخي في الولايات المتحدة، التي كانت أقل رغبة من الدول الغنية الأخرى في فرض ضريبة على الوقود الأحفوري ودعم الطاقة المتجددة.
- من المنطقي أن تشهد البلاد مزيدًا من التناقض حول التخلص من الوقود الأحفوري في الوقت الذي تستعيد فيه مكانتها الرائدة في إنتاج هذا النوع من الطاقة (تعد أمريكا ثاني أكبر منتج للفحم بعد الصين).
- ربما جعلت طفرة النفط الصخري من المستحيل على الولايات المتحدة تولي زمام الأمور وتشكيل المشهد في عالم ما بعد الوقود الأحفوري، ويبدو أنها تركت المجال مفتوحًا أمام الصين لتفعل ذلك.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}