يمر سوق النفط بحالة من الضبابية بسبب تباين التوقعات، فالبعض يحذر من موجة نمو جديدة لأعمال النفط الصخري ستؤدي إلى إغراق السوق ودفعه إلى انهيار ثانٍ، بينما يرى آخرون أن الطلب يزداد قوة وأن عجزا قادم في المعروض سيؤدي إلى انتعاش الأسعار مجددًا.
من الواضح أن أحدًا لا يعرف كيفية فك شفرة المتغيرات التي ستقرر في نهاية المطاف ما سيحدث بعد ذلك، لكن اختلاف الآراء هذه المرة مثير شديد الإعجاب، بحسب تقرير لموقع "أويل برايس".
فورة الطلب
- ارتفاع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة يحافظ على تزويد السوق بالإمدادات بشكل جيد، لكن تزايد الطلب وعدم وجود مشاريع تقليدية كبيرة قيد التنفيذ حاليًا سيؤدي إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
- مع ذلك هناك خلاف حول المستقبل، يقول رئيس تحليلات النفط وكبير اقتصاديي الطاقة لدى "إس آند بي جلوبال بلاتس" "غاري روس": نحن الآن في مرحلة هدوء ما قبل العاصفة، الضغوط الصعودية على الأسعار ستستمر".
- يرى "روس" أن الطلب على النفط ينمو بسرعة كبيرة، وأن السوق سيستوعب كل الإمدادات الإضافية، ويقول إن الصين والهند وحدهما ستضيفان 1.1 مليون برميل يوميًا للاستهلاك العالمي، تزامنًا مع انخفاض المخزونات النفطية بشكل حاد.
- بعد انتهاء موسم صيانة مصافي التكرير سيستيقظ السوق من غفوته القصيرة على حقيقة هي أن الإمدادات محدودة بشكل لا يصدق، بحسب "روس" الذي يقول أيضًا إن الطلب سيشهد فورة ولن يستطع البعض توفير احتياجاته.
خطر محتمل
- كتب محللو بنك "جولدمان ساكس" في مذكرة لهم قبل بضعة أسابيع: من المحتمل أن تكون إعادة توازن السوق قد تحققت بالفعل، قبل ستة أشهر من الموعد المتوقع، والمخزونات بالكاد اقتربت من متوسط الخمس سنوات.
- يتوقف كل هذا على الطلب الآخذ في النمو بوتيرة صحية، لكن إذا تعثر الاقتصاد العالمي وتراجعت توقعات الاستهلاك فإن الأسعار ستسارع في الهبوط، ويبدو ذلك مرجحًا مع اقتراب العالم من حرب تجارية تشعلها أمريكا.
- كشف الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل" "دارين وودز" خلال مؤتمر "سيرا ويك" الأسبوع الماضي، عن اعتقاده بأن النمو الاقتصادي القوي هو الدافع الحقيقي لوصول الطلب على النفط إلى مستويات تاريخية، وليس تخفيضات إنتاج "أوبك".
- قال "وودز": عندما يبدأ هذا الطلب في التراجع، وإذا استمر إنتاج الحوض البرمي الأمريكي في الارتفاع، أعتقد أن سوق النفط سيشهد إعادة توازن من نوع مختلف، وسيتعين على "أوبك" اتخاذ بعض الإجراءات لمعالجة الموقف.
مصدر آخر للقلق
- جانب العرض هو مصدر قلق آخر، حيث يمكن أن يؤدي الإنتاج المرتفع من الحوض البرمي إلى إفساد انتعاش السوق وتكرار انهيار عام 2014، وتشير البيانات إلى ارتفاع إنتاج أمريكا 230 ألف برميل الشهر الماضي.
- بلغ متوسط الإنتاج الأمريكي 10.3 مليون برميل يوميًا في فبراير/ شباط، وهو مستوى كانت تتوقع إدارة معلومات الطاقة تسجيله على مدار 2018 كاملة، لكن الولايات المتحدة وصلت إليه مبكرًا وإمداداتها تواصل النمو.
- بفضل هذا الأداء عدلت الإدارة توقعاتها بالرفع إلى 10.7 مليون برميل خلال عام 2018، وإلى 11.3 مليون برميل يوميًا خلال عام 2019، والأهم من ذلك أنها تتوقع ارتفاع لا انخفاض المخزونات العالمية.
- بعبارة أخرى، ستواصل المخزونات الارتفاع بمقدار 400 ألف برميل يوميًا هذا العام وبمقدار 300 ألف برميل خلال العام القادم، ما ينذر بعودة تخمة المعروض.
- يتوقع المحلل لدى "سيتي جروب" "إد مورس" هبوط سعر "برنت" دون 60 دولارًا للبرميل خلال الصيف المقبل بسبب ما وصفه بـ"طوفان الإنتاج الصخري".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}