قال رئيس مجلس إدارة "نوكيا" "ريستو سيلازما" إن النجاح مفعم بالسمية" ردا على سؤال عن الدرس الذي يمكن تعلمه من انهيار شركة الجوال الفنلندية الشهيرة منذ حوالي عشر سنوات.
كانت "نوكيا" في أوج نجاحها وحشا بمعنى الكلمة، حيث كانت قيمتها السوقية تزيد على 290 مليار دولار منتصف عام 2000، وبحلول 2007، هيمنت على 40 % من مبيعات الجوال عالميا بينما تقدر قيمتها حاليا بحوالي 33 مليار دولار فقط.
وعلى بعد 400 كيلومتر في الغرب من العاصمة السويدية "ستوكهولم"، توجد "إريكسون" التي تعد منافسا رئيسيا لـ"نوكيا" في الوقت الحالي، ونشرت "الإيكونوميست" تقريرا عن كيفية المقارنة بينهما؟
ظروف متشابهة
- ربما تكون ظروف"إريكسون" متشابهة نوعا ما مع "نوكيا" حيث هيمنت الأولى أيضا على 40 % من البنية التحتية للجوال عالميا مع بداية العقد الحالي وقفزت قيمتها السوقية أعلى 40 مليار دولار، بينما تراجعت القيمة وحجم الهيمنة إلى النصف تقريبا الآن.
- تشهد الشركتان تنافسية شديدة بينهما وسط ترقب لمدى الدعم الذي ستتلقاه من الحكومات الأوروبية في الفترة المقبلة نظرا لكونهما من بين آخر الشركات في القارة في مجال صناعة الجوال ومعدات الشبكات.
- كانت "إريكسون" و"نوكيا" في مراكز متقدمة عالميا في صناعتي الجوال والشبكات، ولكن الشركات الصينية والأمريكية تفوقت عليهما الآن، ولو واصلتا التراجع، ستظل "شنايدر إلكتريك" فقط هي الشركة الأوروبية الوحيدة بين أكبر 35 شركة تقنية على مستوى العالم من حيث الإيرادات.
- لطالما اعتبرت "نوكيا" نموذجا لإعادة الابتكار فقد بدأت كمشغل لمطحنة عام 1865، وفي متحفها الصغير، تظهر العديد من الأغراض مثل الأحذية المطاطية التي تسلط الضوء على تاريخ الشركة المتنوع.
- رغم ذلك، احتاجت "نوكيا" بعض الحظ لمواصلة الإبداع والابتكار قبل التخلف عن الركب لتطرح عليها "مايكروسوفت" عرضا سخيا عام 2013 بالاستحواذ عليها مقابل 7.2 مليار دولار رغم أن أنشطتها في صناعة الجوال كانت في هبوط مستمر بالإضافة إلى تلقي الشركة 2.8 مليار دولار من بيع وحدة "HERE" الخاصة بالخرائط.
- أكد "سيلازما" أن هذه الأموال كانت كافية لإنقاذ "نوكيا" وإعادة بناء نفسها من خلال استغلال معدات شبكاتها كقاعدة يمكن الانطلاق منها لتتوسع الشركة بعد ذلك سريعا وتستحوذ على "سيمنز" مقابل 2.2 مليار دولار في 2013 ثم شراء "ألكاتل لوسون" عام 2015.
- فشلت بعض صفقات الدمج والاستحواذ في قطاع الاتصالات بسبب التخلي عن منتجات كانت تجذب قاعدة من العملاء فضلا عن مواجهة صعوبات في الحفاظ على الكفاءة، ولكن فيما يتعلق بـ"نوكيا"، كانت المشكلة تتعلق بتغير وجه التكنولوجيا نفسها.
- لو اعتبرت الأحذية المطاطية رمزا لتاريخ "نوكيا"، فإن أبراج الهاتف أدناه رمزية بالنسبة لـ"إريكسون" حيث كان يتم تشغيلها في العاصمة السويدية حتى عام 1913 ويتم مد أكثر من خمسة آلاف خط منها.
- تأسست "إريكسون" عام 1876 كصانعة لمعدات الاتصالات، وواجهت الشركة منافسة شرسة من الصينيين خاصة "هواوي" و"وزد تي إي"، لكنها صمدت وتوسعت في الأسواق مقارنة بشركات الاتصالات الأوروبية الأخرى التي اضطرت للاندماج مع كيانات صينية.
في انتظار "5 جي"
- بدأت الأمور تسوء بالنسبة لـ"نوكيا" عام 2007 عندما هبطت أرباحها ومبيعاتها نهاية ذلك العام، في حين تعرضت "إريكسون" للتباطؤ عام 2014، ويرجع ذلك للتطور المتسارع في هذا القطاع.
- حاولت "إريكسون" تنويع أنشطتها من البرمجيات والاتصالات والشبكات إلى البث التلفزيوني والحوسبة السحابية، ولكنها لم تفلح، وانخفضت إيراداتها من 250 مليار كرونة سويدية (29.5 مليار دولار) عام 2015 إلى 200 مليارا في 2017.
- تولى "بورج إكولم" الإدارة التنفيذية لـ"إريكسون" مؤخرا وتعهد بخفض التكاليف وتصفية بعض الأنشطة وإعادة التركيز على شبكات الجيل الخامس "جي 5" كتكنولوجيا واعدة في صناعة الاتصالات والشبكات بهدف استعادة الربحية.
- تبدو "نوكيا" و"إريكسون" متشابهتين بعض الشيء حاليا، فإن عدد الموظفين لكل منهما 100 ألف موظف وتحققان تقريبا نفس الأرباح من أنشطة الشبكات كما قيمتهما السوقية قريبة من بعضهما، ولكن الاختلافات لا تزال قائمة.
- تتجه الدفة ناحية "نوكيا" من حيث التنوع والإبداع والابتكار في أنشطتها بشكل أفضل من "إريكسون" كما أن الأولى تحاول خوض مجال الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءتها.
- رغم ذلك، فإن السنوات المقبلة ربما تحسم لصالح "إريكسون" لأنها تركز بشكل أفضل على تكنولوجيا شبكة الجيل الخامس، وهو ما يعد صميم أعمالها.
- لا تتوقع الشركتان قفزة في الاستثمارات الواردة إليهما لتطوير "5 جي"، وأشار مسؤولون لديهما بأنه سيتم التركيز على ما يمكن فعله وتطويره والتفوق فيه في ظل التنافسية الشديدة من لاعبين كبار مثل "هواوي".
- أثيرت شائعات بشأن احتمالات استحواذ "إريكسون" و"نوكيا" على شركات أصغر للتوسع في قطاع الاتصالات ومواجهة الصينيين، كما تحدث البعض عن إمكانية الاندماج بينهما لتتجه الأنظار نحو الجهات التنظيمية الأوروبية لتخفيف الأعباء ومنح المزيد من المزايا الداعمة لهما على غرار الصينيين – خاصة في تكنولوجيا شكات الجيل الخامس "5 جي".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}