تخضع "فيسبوك" لضغوط متزايدة من أجل الإجابة على تساؤلات حول ما تفعله ببيانات مستخدميها، ومن المسؤول عن كيفية استخدامها، بعد اعترافات لشركة مرتبطة بحملة الرئيس "دونالد ترامب" تسببت في تكبيد سهم شبكة التواصل الاجتماعي أكبر خسائر يومية في أربع سنوات.
وكشفت تقارير إعلامية هذا الأسبوع عن تمكن شركة التحليلات "كامبريدج أناليتيكا" من الوصول إلى مجموعة كبيرة من بيانات مستخدمي "فيسبوك" وتخزينها بشكل غير ملائم، كما حاولت استخدامها في التأثير على كيفية تصويت الأمريكيين خلال الانتخابات الرئاسية في 2016.
ماذا حدث؟
- بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني"، فإن "فيسبوك" سمحت لأستاذ علم النفس بجامعة كامبريدج "ألكساندر كوجان" بالحصول على بيانات المستخدمين الذين قاموا بتحميل تطبيقه "thisisyourdigitallife"، الذي يجري اختبارات للشخصية.
- منح مستخدمو "فيسبوك" الإذن لـ"كوجان" بجمع بيانات عن مواقع إقامتهم وأصدقائهم والمحتويات التي أعجبوا بها، وهو ما كان مسموحًا به وفقًا لقواعد شبكة التواصل الاجتماعي آنذاك.
- غير أن "كوجان" قدم هذه البيانات، التي تضمنت معلومات حول أكثر من 50 مليون ملف شخصي، إلى "كامبريدج أناليتيكا" ضاربًا بقواعد "فيسبوك" عرض الحائط.
- عملت شركة التحليلات على تطوير تقنيات يمكن استخدامها للتأثير على الناخبين، وقالت "فيسبوك" إنها طالبتها بحذف البيانات عام 2015، لكنها علمت مؤخرًا من التقارير الإعلامية بأن "كامبريدج أناليتيكا" لم تفعل ذلك.
- نفت "أناليتيكا" استخدامها للبيانات في إطار الخدمات التي قدمتها لحملة "ترامب" الرئاسية عام 2016، وقالت إن تقريرا أذاعه التلفزيون البريطاني تم تحريره على نحو يحرف بشكل صارخ طبيعة محادثات أجراها قادة الشركة.
- ظهر في التقرير محل الجدل الرئيس التنفيذي للشركة "ألكساندر نيكس" وبعض كبار التنفيذيين يتحدثون إلى مراسلين متخفيين، عن الرشاوي وتوزيع وتزوير مواد تنال من سمعة الخصوم السياسيين.
ما أهمية الأمر؟
- لم تتمكن "فيسبوك" من الرد على الأسئلة حول دورها في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وشكك الرئيس التنفيذي "مارك زوكربيرج" في إمكانية استخدام الشبكة للتأثير على الناخبين، بيد أن سلسلة من التحقيقات حول التدخل الروسي تسببت في إجراء الشركة تغييرات كبيرة مؤخرًا.
- سعت الشبكة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأخبار الزائفة وتقويض نموذج العمل الذي يستغله مثيرو الجدل وناشرو الشائعات وجعل الإعلانات السياسية أكثر شفافية.
- على "زوكربيرج" الآن الإجابة عن مجموعة جديدة من الأسئلة مثل، هل اتسمت "فيسبوك" بالشفافية الكافية مع المستخدمين حول كيفية استخدام بياناتهم؟ وهل يجب عليها فعل المزيد لتشديد الرقابة على استخدام الأطراف الثالثة للبيانات؟
- قالت المدعية العامة لماساتشوستس "ماورا هيلي" إنها ستحقق في ملابسات الجدال الناشب بين "فيسبوك" و"أناليتيكا"، تزامنًا مع إعلان مكتب المفوض البريطاني للإعلام وكذلك البرلمان الأوروبي بدء تحقيقاتهما الخاصة.
- علق السناتور الجمهوري "جيف فليك" على الأمر قائلًا: إنها قضية كبيرة، انتهاكات الخصوصية أمر خطير، السؤال الآن هو من عرف ذلك؟ ومتى عرفه؟ وإلى متى استمرت هذه الممارسات؟
- انخفض سهم "فيسبوك" بنحو 7% بنهاية تعاملات أمس الإثنين، وفقدت الشركة حوالي 40 مليار دولار من قيمتها السوقية التي تراجعت إلى ما دون 500 مليار دولار.
ماذا سيحدث بعد ذلك؟
- دعا المشروعون "زوكربيرج" لتفسير تصرفات شركته، وقالت الديمقراطية "إيمي كلوبوشار" عضوة اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، إن على مؤسس "فيسبوك" الإدلاء بشهادته أمام النواب، مضيفة: هذا خرق كبير يجب التحقيق فيه، من الواضح أن هذه المنصات لا تستطيع مراقبة نفسها بنفسها.
- من المرجح أن يؤدي اشتعال هذه القضية إلى إطلاق دعوات تطالب بمزيد من التنظيم لشركات التكنولوجيا، في الوقت الذي تتحضر فيها الصناعة بالفعل لقواعد صارمة جديدة حول الخصوصية في أوروبا.
- قالت "فيسبوك" إن "كامبريدج أناليتيكا" وافقت على إجراء تدقيق رقمي لخوادمها وأنظمتها، في محاولة لإثبات أنها حذفت بعض بيانات مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}