تكافح مقدونيا البالغ تعداد سكانها مليون نسمة فقط منذ أكثر من عقدين لإثبات حقها في حمل هذا الاسم، والتصدي لمحاولات إسقاط هذا الحق التي تقودها جارتها الجنوبية اليونان.
لكن القضية برزت مرة أخرى إلى الواجهة مع مساعي حكومة مقدونيا للانضمام إلى حلف الناتو والاتحاد الأوروبي، أملًا في التخفيف من حدة الفقر وعزلة البلد الواقع في منطقة البلقان، بحسب تقرير لـ"نيويورك تايمز".
ومنعت اليونان مقدونيا من الانضمام إلى أي من التكتلين، بدعوى أحقيتها بالاسم الذي تقول إنه يعود إلى إحدى مناطقها الشمالية، ولإرضاء أثينا عدل المقدونيون دستورهم وغيروا علمهم –للتخلص من شمس فيرجينا التي تدعي اليونان أنها أحد رموزها القديمة.
ويقول اليونانيون إن الملك "فيليب الثاني" وابنه "الإسكندر الأكبر" ولدا وأقاما في بلادهم، بينما يقول المقدونيون إن مملكتهم القديمة امتدت لمسافة كبيرة، وإن هذا هو الاسم الذي أطلقوه على أنفسهم منذ القدم.
على أي حال، ربما تُحسم القضية قريبًا، حيث من المرتقب زيارة وزير الخارجية اليوناني للعاصمة المقدونية سكوبيه، في وقت لاحق من هذا الأسبوع لمواصلة المفاوضات.
ومع ذلك ستظل جهود الوساطة ومحاولات الوصول إلى حل يرضي الطرفين محاطة بدرجة مرتفعة من الحساسية، على غرار الاحتجاجات الحاشدة التي اندلعت في اليونان خلال الأشهر الأخيرة عقب الحديث عن بعض هذه الحلول.
ويرى مؤيدو تسوية الخلاف أن الجهات الخارجية التي تخشى توسع حلف الناتو، وبالتحديد روسيا، تثير معارضة جهود حل الأزمة، ويأتي ذلك بعدما حذرت موسكو، مقدونيا من أن انضمامها إلى التكتل العسكري سيكون له عواقب سلبية على الأمن الإقليمي والعلاقات الثنائية.
وبعيدًا عن التحريض الخارجي، فالقضية لا تزال تثير الغضب والاستياء الجماهيري في اليونان ومقدونيا، كونها تتعلق بمسائل الهوية والتاريخ والثقافة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}