نبض أرقام
12:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/02
2024/10/01

هوليوود.. عندما تتحول السينما إلى صناعة تدر ذهبًا لأمريكا

2018/03/25 أرقام - خاص

كثيرًا ما تثير الأفلام التي تنتجها مدينة السينما الأمريكية (هوليوود) الجدل بين متابعيها، غير أنه نادرًا ما يتم التطرق إلى هوليوود كمدينة "صناعية" وجالبة للأرباح للولايات المتحدة.

 

وفي 2016 حققت مبيعات التذاكر لأفلام السينما حول العالم قرابة الـ40 مليار دولار كعائدات، وحققت الأفلام الأمريكية وحدها 11 مليار دولار في أمريكا وكندا، فضلًا عما حققته في بقية بلدان العالم.

 

 

تكلفة الدعاية قد تفوق تكلفة الإنتاج

 

ولا تقدم شركات الإنتاج السينمائي ميزانيات شاملة لتكلفة إنتاج كل عمل من أعمالها، ويرجع ذلك لأنها غالبًا ما تشمل العديد من العناصر، من إنتاج مباشر، والتطوير، والتسويق ، والإعلان.

 

وغالبا ما تكون تكلفة الإنتاج والإعلان هما الأبرز، فميزانية الفيلم التي تتراوح بين 40-75 مليون دولار عادة ما تترافق مع ميزانية دعاية وإعلان تتخطى الـ20 مليون دولار.

 

بل إن ميزانية الإعلان للأفلام الصغيرة (التي لا تتخطى ميزانية إنتاجها المباشرة 15 مليون دولار) عادة ما تتخطى ميزانية إنتاجها الفعلية.

 

بينما تلجأ بعض شركات الإنتاج إلى شركات العلاقات العامة الشهيرة في الولايات المتحدة لعمل برنامج ترويجي للفيلم بين الشخصيات العامة وفي وسائل الإعلام الأمريكية.

 

وتحقق الأفلام الأمريكية في المتوسط 60% من عائدات شباك التذاكر من داخل الولايات المتحدة و40% من خارجها.

 

ولهذا السبب فإنه عادة ما تكون أفلام الخيال العلمي أو الأبطال الخارقون في مقدمة الأفلام التي تقبل على إنتاجها هوليوود.

 

والسبب في ذلك واضح وهو أن الأفلام الكوميدية غالبًا ما لا تكون مستساغة خارج بلادها لارتباطها بالثقافة بينما أفلام المغامرات أسهل في الفهم في مختلف الدول.

 

وتضطر شركات هوليوود للوصول لاتفاق للتوصل لاتفاق منفصل على كل فيلم حول نسبة تقاسم عائدات شباك التذاكر مع دور العرض.

 

ففي بعض الأحيان تحصل الشركة المنتجة على نصيب الأسد، إذا كان الفيلم يتوقع له تحقيق نجاح ورواج كبير، أما الأفلام الصغيرة فقد تحصل دور العرض على النسبة الكبرى.

 

وهناك العديد من الأفلام التي حققت أرباحا استثنائية ومنها فيلم "ليتل ميس شاين" والذي يتناول قصة "سندريلا" الشهيرة، فإجمالي الإنفاق عليه لم يتجاوز  8 ملايين دولار بينما حقق ما يزيد على 60 مليون دولار إيرادات من شباك التذاكر فقط.

 

وفي المقابل، هناك بعض الأفلام التي حققت خسائر قياسية أيضًا، ففيلم "جون كارتر" إنتاج ديزني لم يحقق سوى 73 مليون دولار بينما تجاوزت تكلفته الـ250 مليون دولار.

 

 

دمى ودراسات سوق

 

وعلى الرغم من أهمية عائدات شباك التذاكر المباشرة لصناعة السينما إلا أن هناك عائدات أخرى لا تقل أهمية.

 

فعلى سبيل المثال فإن سلسلة حرب النجوم الأمريكية الشهيرة تسببت شعبيتها في صنع دمى تشبه شخصيات الفيلم، وتقدر أرباح الشركة المنتجة من منح تراخيص إنتاج تلك الدمى فقط منذ عام 1977 بحوالي 12 مليار دولار.

 

وفي أفلام الأطفال والعائلة كثيرًا ما تشكل الدمى "آلة نقود" للشركة المنتجة، ولعل ذلك هو ما حدث مع "ديزني لاند" في فيلم "قصة لعبة" حيث تقدر مبيعات دمى ذلك الفيلم بحوالي 2.4 مليار دولار.

 

ولعل هذا يقودنا إلى آلية عمل شركات هوليوود من أجل جعل عملها بمثابة استثمار مخطط وليس مجرد "مقامرة" على قبول الناس أو رفضهم لعمل سينمائي يقدم لهم.

 

فدراسات السوق أمر حيوي بالنسبة لتلك الشركات، خاصة حال الإنتاج الكبير، حيث تقوم باستطلاع رأي مشاهدي السينما حول رأيهم في إنتاج فيلم عن شخصية بعينها قبل البدء في إنتاج الفيلم فعليًا.

 

وعلى سبيل المثال، تأخذ "ديزني" رأي الأطفال في شكل بعض الشخصيات في أفلامها الكارتونية بل وتتلقى منهم الاقتراحات حول ما ينبغي تعديله في شكلها بحيث يصبح ملائمًا بصورة أكبر.

 

دعاية مختلفة

 

وفي بعض الأحيان الأخرى تعتمد الشركات على حقيقة أن هناك بعض الممثلين أو الممثلات ممن يحظون بشعبية كبيرة وبالتالي تحقق أفلامهم باستمرار إيرادات مرتفعة.

 

بل وتعتمد الشركات في بعض الأحيان على بعض الحوادث المتعلقة بالأفلام ومنها وفاة "بول واكر" في فيلم "سريع وغاضب" وإصابة بطل فيلم "عدائي المتاهة" خلال تصويره.

 

 

وفي الحالتين تركزت الدعاية على أنه الفيلم الأخير للبطل أو أنه الفيلم الذي أصيب بطل الفيلم إصابة بالغة من أجل اتمامه.

 

وبالطبع لا تقتصر عائدات الأفلام على شباك التذاكر أو صناعة الدمى الترويجية فحسب، بل تمتد لتشمل بيع الأسطوانات وشراء حقوق البث التلفزيوني.

 

وبعض الأفلام حققت أرقامًا قياسية، ففيلم "ألعاب الجوع" باع 3.8 مليون نسخة في أول أسبوع لطرح أسطواناته في الأسواق.

 

كما أن وجود نظام "الأفلام المتاحة تحت الطلب" والذي يسمح بحصوله بمشاهدة المستخدم للفيلم الذي يريده في الوقت الذي يريد مقابل دفعه لمبلغ مالي زاد من عائدات هوليوود كثيرًا.

 

وعلى الرغم من المظهر البراق لمدينة السينما الأمريكية، إلا أن الأمر يخفي صناعة كبيرة، تسعى أول ما تسعى لتحقيق أرباح استثنائية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.