كل عشرين عاما، يتم هدم مدينة "Ise" الساحلية اليابانية وإعادة بنائها، ويرى خبراء أن إعادة بنائها يأتي لأغراض دينية وثقافية في التراث المحلي، ولكن المنازل في البلاد بوجه عام لها أعمار محدودة.
وذكرت "نومورا" أن متوسط قيمة المنازل في اليابان هبطت إلى الصفر خلال 22 عاما – يتم حساب ذلك بعيدا عن قيمة الأرض – وتتجاوز مبيعات المنازل الجديدة نظيراتها المستعملة التي تتنقل ملكيتها من مشتر لآخر بعد هدمها وإعادة بنائها لتتساءل "الإيكونوميست" في تقرير عن سبب قصر عمر المنزل في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
تراث وتقاليد
- أفاد محللون بأن سرعة فقدان المنازل في اليابان لقيمتها ترجع بشكل جزئي إلى التقاليد والموروثات في البلاد، ففي العديد من الدول، يقبل الآخرون على الشراء عند الحاجة أو رغبة الانتقال إلى منزل أكبر للأطفال أو أصغر للتقاعد.
- يختلف الأمر بالنسبة لليابانيين الذين يميلون إلى عيش جميع مراحل حياتهم في نفس المنزل، وترجع هذه العادة إلى تاريخ الدولة الزراعي، ونتيجة لذلك، لا يعتادون الانتقال إلى منزل آخر أو شراء وحدة سكنية مستعملة.
- تلعب الزلازل المتكررة دورا أيضا في بناء المنازل بطريقة لا تستمر بها طويلا كما أن هناك تشديدا في قواعد البناء وإجراءات تنظيمية كثيرة، ويرغب الكثير من اليابانيين في العيش بمنزل بني على أحدث المعايير العصرية.
- من الناحية التاريخية وخلال الحرب العالمية الثانية، تم تسوية بعض المدن في اليابان بالأرض بعد هجوم أمريكي بالقنابل الذرية عليها، وبعد ذلك، تسارع نمو السكان بشكل كبير.
- مع نمو السكان في اليابان، كان الكم متفوقا على الجودة حيث سعت الحكومات في زيادة أعداد المنازل لاستيعاب عدد المواطنين دون النظر إلى مدى قدرتها على الاستمرارية لفترات أطول.
سياسات تحفيز للإسكان
- أحيانا ما تكون المنازل المستعملة غير مرممة بشكل جيد أو كئيبة المنظر من الخارج والداخل، ولكن بالنسبة لليابانيين، فإنهم لا يرون مفهوم "القديم والعريق" متزنا، بل يجب التجديد والعيش في منزل عصري.
- مع الأخذ في الاعتبار الانخفاض الكبير في قيمة المنازل في اليابان، تظهر البنوك رغبتها في عرض قروض على المواطنين لشراء منازل جديدة، وسعت الحكومات لحل مشكلة العجز في المعروض من المنازل عن طريق حوافز للبناء.
- أشار محللون إلى أنه ليس من الجيد ضريبيا تحسين منزل في اليابان ولأن الضرائب العقارية تبنى على القيمة، فإن من يشتري منزلا جديدا في الدولة الآسيوية، عليه دفع 0.4% من قيمته لتسجيل ملكيته، بينما يتم دفع 2% من القيمة عن تغيير الملكية.
- تستفيد شركات البناء والترميم والتطوير من سرعة وتيرة البناء، ولكن على المدى الأطول، فإن هذا الأمر غير مربح لهم، وفي ضوء انكماش عدد السكان مؤخرا، فإن اليابانيين أصبحوا لا يعبأون كثيرا بتجديد المنازل أو الانتقال إلى أخرى، وهو ما نتج عنه وجود عشرة ملايين منزل مهجورة في البلاد وسط توقعات بان تصل إلى عشرين مليونا بحلول 2033.
- يعقد هذا الأمر من نقل الممتلكات وتوارثها بين الأجيال بسبب فقدان قيمة هذه المنازل بمرور الزمن بدلا من ارتفاعها، وتدرس الحكومة الحالية خفض الضرائب المرتبطة بشراء منزل شاغر، في حين تعرض بعض المناطق حوافز لشراء منزل مهجور مثل خفض الضرائب والدعم المالي.
- وفي القطاع المصرفي، تعرض البنوك قروضا لشراء منازل مستعملة كما تعرض شركات عقارية خدمات ترميم وتجديد ليدخل اليابانيون مرحلة جديدة يصبح فيها شراء المنزل المستعمل خيارا أفضل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}