- في ظل ندرة مياه الري في العديد من دول العالم، تعمل كبرى الشركات المتخصصة في هذا المجال على ابتكار وسائل لتقليص إهدار المياه.
- مؤسسة "تيك – إينوف" كانت واحدة من هذه الشركات التي حققت طفرة كبيرة في دولة النيجر لوقف إهدار المياه في عمليات الري.
- في عام 2013، استطاع التقني "عبدو مامو كاني" تأسيس شركة "تيك-إينوف" لتسويق نظام تلفاز-ري، الذي طوره ليصبح الهاتف أداة زراعية ذكية قادرة على تجميع المياه والحد من إهدارها.
- فكرة هذا النظام تتلخص في وضع علبة مجهزة بشريحة "جي إس إم" متصلة بنظام الري وبشبكة القنوات أو الأنابيب الموجودة في الحقول.
- شريحة "جي إس إم" هي اختصار لمصطلح "النظام العالمي لاتصالات الجوال"، وهى عبارة عن بروتوكول لنقل البيانات في مجال الاتصالات من خلال الجوال.
- خلال هذه العملية، يتم تخصيص تردد ثابت لكل مستخدم على الشبكة، ويقوم المزارع بتفعيل النظام من خلال إدخال كود من هاتفه.
- عقب هذه الخطوة، يبدأ الجهاز في العمل وتجميع ونشر بيانات الأرصاد الجوية والمائية عن بعد وبشكل فوري، ويتم استخدام شريحة اتصال "سيم كارد" لتخزين البيانات.
- كمية المياه يتم تحديدها بواسطة شركة "تيك- إينوف" بفضل البيانات التي يتم نقلها عن طريق معدات الاستشعار وتحليلها بالشراكة مع جامعة "نيامي".
تكلفة الجهاز مرتفعة
- تكلفة هذا الجهاز مرتفعة حيث تصل إلى 250 ألف فرانك غرب إفريقي (381 يورو)، تشمل العلبة وألواح الشمس أو الرياح.
- رغم ارتفاع تكلفة الجهاز، يؤكد المصممون أنه يدر في المقابل ربحية على مدار العام الواحد.
- وللتغلب على التكلفة أيضا، قامت "تيك – إينوف" بعقد شراكات مع مؤسسات التمويل الأصغر لمساعدة المنتفعين على البدء في هذا المشروع.
ثورة زراعية
- حصلت شركة "تيك – إينوف" على العديد من الجوائز الدولية منذ نشأتها، كما توصلت لحل للعديد من الأمور مثل توزيع مياه الشرب فى المناطق الريفية عن طريق أكشاك.
- لكن عملية توفير مياه صالحة للشرب تبقى مهمة صعبة بالنسبة لهذه الشركة في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، حيث يفتقد حوالي 64% من سكان الريف إلى المياه النظيفة.
- نجاح مهمة هذه الشركة لا يعني فقط توفير المياه ولكن سيكون بمثابة أداة فاعلة في الحد من تفشي الأمراض وحالات الوفاة خاصة بين الأطفال، إلى جانب المساهمة في تذليل أخطر العقبات أمام النمو الاقتصادي.
- أهمية هذا الابتكار تكمن أيضا في الموقع الجغرافي للنيجر على حدود الصحراء الإفريقية الكبرى، حيث ندرة الأمطار، والاعتماد على المياه الجوفية لتوفير الاحتياجات اليومية لمعظم الناس.
- تظهر كذلك أهمية نظام الري الجديد في الحيلولة دون الاعتماد على الآبار المحفورة يدويا والتي لا تحوي بطانات من المسلح، ما يجعلها عرضة أيضا للتلوث بسبب تسرب مياه المجاري.
- في السنوات الأخيرة، تمكنت منظمات دولية مثل اليونيسيف والبنك الدولي من تقديم يد المساعدة للنيجر من خلال تمويل بناء وإصلاح العديد من حفر المياه والآبار لتوفير مياه نظيفة لأكثر من ربع مليون نسمة.
- لكن يبقى ابتكار "مامو كاني" نقطة فارقة في حياة مواطني النيجر، وسيضع مسارا جديدا لعمليات التنمية والصحة الوقائية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}