يرى بعض المحللين أن الطلب على النفط سوف ينخفض في المستقبل لأن المستهلكين سيكون أمامهم خيارات أفضل مثل السيارات الكهربائية التي ستقلص الطلب على الوقود التقليدي.
تعد هذه الرؤية تقليدية بالنسبة لمستقبل الطاقة وتتسق مع خبرات وتجارب سابقة حيث إن التكنولوجيات القديمة استبدلت بأخرى أحدث وأفضل وأرخص تكلفة.
ومع ذلك، فإن تقرير نشرته "أويل برايس" أكد على أن العالم لا يتجه إلى أزمة فقط تتعلق ببلوغ الطلب ذروته، بل ربما يواجه قريبا تراجع المعروض من الخام، أو على اﻷقل تراجع الطاقة اﻹنتاجية العالمية الفائضة وفي المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك، قفزت أسعار النفط أعلى 100 دولار للبرميل.
كلمات تحذيرية
- في يناير/كانون الثاني 2017، حذر وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" في حوار لـ"سي إن بي سي" من أنه يتوقع مخاطر تتعلق بنقص المعروض من النفط بحلول عام 2020.
- أوضح "الفالح" أن ضعف الاستثمارات في صناعة النفط خلال العامين أو الثلاثة أعوام الماضية ربما ينتج عنه نقص في المعروض من الخام بحلول 2020.
- أشار "الفالح" إلى أن ضعف الاستثمارات يعود إلى أن أسعار النفط حينها لم تكن جاذبة للمستثمرين، وهو ما يمكن أن ينتج عنه تراجع في الإنتاج يتزامن مع ارتفاع الطلب بما يتراوح بين 1.2 مليون و1.5 مليون برميل سنويا، وبالتالي، سيحتاج السوق لتعويض هذا النقص الأمر الذي يتطلب بالتبعية ضخ استثمارات هائلة.
- في مارس/آذار 2017، نشرت وكالة الطاقة الدولية تحليلات وتوقعات لسوق النفط حذرت خلالها من ضعف الاستثمار العالمي في صناعة النفط والغاز في عامي 2015 و2016 الأمر الذي ينذر بضعف مستقبلي في الإمدادات.
- رغم نمو الإنتاج في دول مثل الولايات المتحدة وكندا ودول أخرى حول العالم، أفادت الوكالة بأن ضعف الإنفاق والاستثمار في الصناعة سيصل بالمعروض إلى ذروته بحلول 2020 لو لم يتحرك المستثمرون.
- توقع تقرير الوكالة الدولية بأنه حال استمرار التوجهات الحالية في السوق، فإن إنتاج النفط سوف يتراجع عام 2022 إلى مستويات عام 2008 عندما اقتربت أسعار الخام وقتها من 150 دولارًا للبرميل.
- فيما يتعلق بالسيارات الكهربائية، ترى الوكالة أن هذه التكنولوجيا سوف تؤثر بشكل طفيف على استهلاك الوقود في وسائل النقل بحلول 2022، ولا توجد توقعات ببلوغ ذروة الطلب في أي وقت قريب.
- أكدت شركة "هاليبيرتون" على تنبؤات وكالة الطاقة الدولية مشيرة إلى أن خفض الاستثمار العالمي في صناعة النفط بحوالي تريليوني دولار على مدار السنوات القليلة المقبلة سيؤثر على أسعار الخام بحلول 2020.
- بالمثل، أطلق بنك "إتش إس بي سي" تحذيرات مشابهة في تقريره العام الماضي بشأن النفط حيث أشار إلى ضعف الإمدادات في السوق وانكماش مستقبلي في الإنتاج متوقعا عدم بلوغ ذروة الطلب قبل عام 2040.
- أوضح البنك البريطاني أيضا أن اكتشافات النفط حول العالم تشهد تراجعا مستمرا وأن 81% من الإنتاج العالمي من الخام السائل ينخفض بالفعل حاليا.
النفط الصخري و"أوبك"
- أفاد المدير السابق لإدارة معلومات الطاقة "آدام سيمنينسكي" بأن سوق النفط ربما يشهد تذبذبات بدرجة أقل من السابق لأن طفرة الخام الصخري سوف تغذي ارتفاع الطلب.
- أضاف "سيمينسكي" أنه يتوقع صعوبات واضطرابات في سوق النفط على مدار عشر سنوات نتيجة ضعف الاستثمارات ومن غير المؤكد ما إذا كان الخام الصخري قادرا على استيعاب الطلب المتزايد من عدمه.
- نوه بعض المحللين إلى قدرة "أوبك" على إغراق السوق بالمزيد من النفط لإبقاء الأسعار مستقرة، ولكن أحد خبراء "سيتي بنك" أوضح بأنه ربما لا تصبح إمدادات "أوبك" كافية هي الأخرى نتيجة خفض الاستثمارات من دول المنظمة.
- هناك إشارات – بحسب محللي "سيتي بنك" – على أن ضعف الاستثمارات في صناعة النفط لا يأتي من شركات نفط دولية أو مستقلة، بل من دول أعضاء في منظمة "أوبك" خاصة من ليبيا ونيجيريا وفنزويلا وإيران والعراق.
تراجع الاكتشافات
- لا تكمن الخطورة فقط في ضعف الاستثمارات، بل أيضا في تراجع عدد الاكتشافات النفطية حول العالم، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، ذكرت شركة الأبحاث النرويجية "ريستاد إنيرجي" أن شركات النفط العالمية اكتشفت أقل من سبعة مليارات برميل من النفط والغاز عام 2017 – وهو المستوى السنوي الأدنى على الإطلاق.
- أضافت "ريستاد إنيرجي" أن آخر مرة شهد العالم فيها ما يكفي من الاكتشافات النفطية والغاز الطبيعي كانت عام 2006.
- منذ بدء ثورة النفط الصخري قبل عشر سنوات، اكتشف العالم 110 مليارات برميل من النفط، بينما بلغ إجمالي الاستهلاك حوالي 360 مليار برميل، ومن المتوقع زيادة الفجوة بين الاكتشافات والطلب في السنوات المقبلة مع الأخذ في الاعتبار الوتيرة الأخيرة للاكتشافات.
- من غير المتوقع بدء ثورة نفط صخري أخرى تعوض الاستهلاك المتزايد للنفط والتراجع المستمر في الاكتشافات، وكلما استمر ضعف الاستثمارات، اتجهت صناعة النفط والغاز نحو سيناريو أزمة لا يمكن تجنبها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}