نبض أرقام
02:26 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/09/11
2024/09/10

كرة القدم.. عندما تتحول الرياضة لصناعة

2018/04/08 أرقام - خاص

على الرغم من أن كرة القدم غالبًا ما يتم النظر إليها بوصفها الرياضة الأكثر شعبية حول العالم فحسب، إلا أنها كثيرًا ما تتخطى ذلك لتتحول من رياضة يلتف حولها كثيرون ويتابعونها بشغف إلى "صناعة" تدر أرباحًا كبيرة للعاملين فيها.

 

فكرة كرة القدم مثلها مثل صناعة أخرى، تشمل مدخلات الصناعة، ومخرجاتها، ومصادر الدخل، غير أن إلقاء الضوء باستمرار على الجانب الرياضي كثيرًا ما يغفل الجانب الاقتصادي منها.

 

 

دورة كرة القدم الاقتصادية

 

فمدخلات صناعة كرة القدم تشمل الملاعب ومنشآت التدريب وأدوات الدعاية، كما تشمل اللاعبين ، لتشكل جميعًا الاستثمارات التي تضخها الأندية بغية الحصول على البطولات.

 

وعلى الرغم من العائدات الكبيرة التي تحققها الأندية جراء حصولها على البطولات المختلفة، ولاسيما القارية منها، إلا أن العائدات الرئيسية لا تأتي بشكل مباشر كجوائز لتلك البطولات ولكنها تأتي نتيجة للعديد من مصادر الدخل الأخرى.

 

وتتجاوز عائدات الأندية مئات ملايين الدولارات، ففي العام الماضي (2017) قدرت فوربس عائدات نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي بـ676 مليون جنيه إسترليني في صدارة قائمتها لأندية العالم، وفي المركزين الثاني والثالث ناديا ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيان بفارق بضعة ملايين فحسب.

 

وتتنوع مصادر العائدات في عالم كرة القدم بين عائدات البث التلفزيوني للمباريات، وعقود الرعاية، ومقابل بيع قمصان الفريق، وعوائد بيع تذاكر المبارايات، وعوائد الإعلانات، بالإضافة إلى بعض المصادر الأقل أهمية مثل عقود الشراكة ومقابل مشاركة اللاعبين الدوليين مع منتخباتهم.

 

ويعد البث التلفزيوني أهم مصادر الدخل للأندية، فعلى سبيل المثال فإن أول تعاقد تم إبرامه للحصول على حق البث التلفزيوني لمباريات الدوري الإنجليزي لخمسة أعوام (1992-1997) كان مقابل 191 مليون جنيه إسترليني، بينما جاء أحدث تعاقد لثلاثة أعوام فحسب (2016-2019) مقابل 5.14 مليار جنيه إسترليني.

 

 

وتتراوح عائدات الأندية الإنجليزية بين 27 مليون جنيه إسترليني لمتذيل ترتيب المسابقة و51 مليون لبطلها، وذلك لقاء بث الدوري فحسب، بما يجعل عائدات البث التلفزيوني أمرًا حيويًا بالنسبة للأندية الفقيرة في ظل ما تحصده من أموال، لا سيما في ظل محدودية عائدات بيع القمصان وغيرها بالنسبة للأندية ذات الشعبية المحدودة.

 

مبيعات قمصان لاعب تساوي سعره

 

وتأتي مبيعات القمصان في المرتبة الثانية في ترتيب مصادر العائدات على الأقل بالنسبة للأندية ذات الشعبية الكبيرة حول العالم، حيث يبيع نادي مانشستر يونايتد حوالي 3 ملايين قميص ويليه نادي ريال مدريد ثم برشلونة الإسبانيان بمبيعات تقدر بمليوني قميص لكل منهما، وفقا لشبكة "ديلوايت" المتخصصة في الإحصائيات الكروية.

 

ولا تتوافر أرقام محددة لإيرادات الأندية من مبيعات القمصان نظرًا لاختلاف سعرها وفقًا للدولة التي بيعت فيها، فضلًا عن اختلاف سعر القميص وفقًا لشعبية اللاعب في النادي نفسه في بعض الحالات، غير أن تقديرات "جارديان" تشير إلى أن نجم ريال مدريد "كريستيانو رونالدو" باع لناديه قمصانا تفوق قيمة التعاقد معه (80 مليون يورو).

 

وتشير شبكة "سبورت كيدا" إلى أن الأندية الكبيرة تحقق عائدات قياسية من وراء عائدات حضور الجماهير للمباريات في الملاعب، ويتصدرها ريال مدريد الذي حقق 129 مليون يورو فقط من بيع التذاكر عام 2017.

 

 

ولذلك  تعتبر الأندية امتلاك ملاعب خاصة بها، بدلًا من استئجارها، بمثابة استثمار طويل المدى، لا سيما أنها تتحول إلى ما يشبه المركز التجاري الذي يرتاده عشرات الآلاف، وبه متاجر لبيع السلع الرمزية وعليها شعار النادي وقمصانه وحتى بعض المطاعم.

 

ويأتي "الرعاة" كأحد أهم مصادر التمويل لكرة القدم أيضًا، ويكفي الإشارة إلى أن كل علامة تجارية يتم وضعها على قميص النادي يحصل الأخير على ملايين الدولارات نظير ذلك، حتى أن برشلونة حصل على 19 مليون دولار في العام الواحد مقابل وضع علامة "بيكو" التجارية على قمصانه، وفقا لتقديرات شبكة "إي.إس.بي.إن".

 

البطولات قد تكون نقمة اقتصاديًا

 

وعلى الرغم من أن البطولات التي يحققها النادي هي الوسيلة الرئيسية لزيادة شعبيته وبالتالي حصته في عائدات البث ومبيعاته من القمصان ومبالغ عقود الرعاية وغير ذلك إلا أنه في بعض الأحيان قد تكون البطولات المتتالية أمرًا سلبيًا للنادي.

 

وتضرب "فوربس" مثلًا بريال مدريد الذي حقق بطولة دوري أبطال أوروبا للعامين الماضيين، وعلى الرغم من أن ذلك أسهم في زيادة إيرادات النادي بشكل لافت، غير أن نفقاته زادت حوالي 50 مليون يورو، كمكافآت للاعبين والعاملين والمدربين.

 

وترى جارديان أن الأمر الفاصل في تحقيق أندية كرة القدم لعائدات وأرباح قياسية من عدمه يكمن في تحديد هدف فريق الكرة بشكل واضح والإنفاق بناء على الهدف الذي يتم تحديده، بمعنى أن عليه أن يسعى لتحقيق البطولات ويوفر الإمكانيات لذلك أو يظل في مكان يتناسب مع نفقات أقل.

 

لذا فالعديد من الأندية قد تنفق الكثير لشراء لاعبين وتصل لعائدات قياسية بينما أخرى تفشل في الوصول لأهدافها وتعاني من خسائر قياسية، بسبب أجور نجوم الصف الأول الباهظة، بينما أندية أخرى تقلل نفقاتها لتبقى في منطقة الوسط وتحصل على عائدات قياسية نتيجة شعبيتها التاريخية، ليتأكد  في النهاية أن الحسابات الاقتصادية تختلف كثيرًا عن الرياضية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.