مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين، تضع الصين ترسانة الحرب التجارية على أهبة الاستعداد، بعدما أصرت الأسبوع الماضي على جاهزيتها الكاملة لخوض الحرب المحتملة حتى نهايتها، بعد تبادل التهديدات بين أكبر اقتصادين في العالم.
وهدد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الخميس بفرض تعريفات جمركية إضافية بقيمة 100 مليار دولار، ما ردت عليه الحكومة الصينية بالقول إنها ستتخذ تدابير شاملة جديدة للرد على ذلك، بحسب تقرير لـ"سي إن إن موني".
لكن الصين تواجه مشكلة، حيث تصدر سلعا للولايات المتحدة أكثر بكثير مما تستورده منها، (505 مليارات دولار مقابل 130 مليار دولار خلال عام 2017)، ما يعني أن الإدارة الأمريكية أمامها الكثير من الصادرات لتستهدفها بالرسوم الجمركية.
ومع ذلك، ردت الصين على الرسوم الجمركية التي فرضها "ترامب" بتعريفات مماثلة لها بقيمة 50 مليار دولار شملت الطائرات والسيارات وفول الصويا، ويرى الخبير الاقتصادي لدى مصرف "ماكواري" في هونج كونج "لاري هو" أنه رغم هذه التدابير لا تزال تملك الصين الكثير من وسائل الرد.
وتشمل الأسلحة الصينية المحتملة، استهداف التبادل التجاري في الخدمات بدلًا من السلع المادية، ما يعني النيل من مجالات مثل السياحة والتعليم، وهي صناعات تستفيد منها الولايات المتحدة أكثر بكثير مما تفعل الصين.
السياحة
- يأتي أكثر من نصف الفائض الأمريكي البالغ 39 مليار دولار مع الصين في مجال الخدمات، من إنفاق الصينيين على السفر إلى الولايات المتحدة والالتحاق بالمدارس والكليات الأمريكية، وفقًا لبنك الاستثماري "نومورا".
- الصين لديها سجل حافل من استخدام السياح كسلاح اقتصادي، وفي العام الماضي، ضغطت على كوريا الجنوبية باستخدامه بسبب نشرها نظام دفاع صاروح أمريكي.
- تضمنت الإجراءات أمرًا عير رسمي لوكالات السفر الصينية بوقف رحلات المجموعات إلى كوريا الجنوبية، وأدى ذلك إلى انخفاض عدد السياح الصينيين في البلاد إلى النصف خلال بضعة أشهر، ما ألحق أضرارًا بقطاع الفنادق والمتاجر والشركات المتربطة بالسياحة والسفر.
شركات أمريكية في خطر
- يمكن للصين أيضًا أن تستعين بأحد أساليبها الأخرى المستخدمة مع كوريا الجنوبية، بجعل الأمور أصعب على الشركات الأمريكية الكبيرة العالمة في أراضيها.
- أثناء توتر العلاقات، أغلق الصينيون عشرات المتاجر التابعة لـ"لوت" وهي مجموعة استثمارية كبيرة في سول، كما تراجعت مبيعات سيارات كوريا الجنوبية في الصين مثل "هيونداي" و"كيا"، مع إثارة الإعلام المحلي مشاعر معادية لها.
- إذا استمر تصاعد الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين، يعتقد محللون أن الشركات الأمريكية التي تعمل في الصين ستشهد أيامًا صعبة للغاية، خاصة أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يعد سوقًا ضخمًا لكبرى هذه الشركات مثل "آبل" و"ستاربكس" وغيرهما.
سلاح مدمر
- يقول بعض الخبراء إن هناك خطوات يمكن أن تتخذها الصين نظريًا لمعاقبة الولايات المتحدة، لكنها تنطوي على مخاطر لا يمكن قياسها.
- الصين هي أكبر حامل أجنبي لسندات الخزانة الأمريكية، وبحوزتها حوالي 1.17 تريليون دولار، وأشارت تقارير إعلامية بداية هذا العام إلى أن بكين تدرس تقليص حجم مشترياتها من هذه الديون بسبب التوترات التجارية.
- إذا تراجعت مشتريات الصين من سندات الخزانة، سيكون على الحكومة الأمريكية العثور على مشترين بدلاء، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الفائدة، وبالتالي زيادة تكلفة خدمة الدين القومي الأمريكي الضخم، ويشكل ذلك مصدر قلق كبير للمستثمرين.
- لكن هذه الخطوة قد تنعكس سلبًا على الصين أيضًا، حيث ستضر بقيمة ما في حوزتها من سندات، وربما ينتهي الأمر إلى زعزعة استقرار العملة الصينية مقابل الدولار.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}