منذ عشر سنوات، كان العالم أسيرا لاستهلاك النفط، وكانت الدول المستهلكة على استعداد لدفع أي سعر مقابل الحصول على البنزين وقفز الطلب على الوقود دون النظر إلى ارتفاع أسعار النفط.
مع ذلك، فإن العديد من الدول بدأت في الآونة الأخيرة تبدي بعض الحساسية تجاه أسعار الخام، وكان الطلب على النفط قد ارتفع بالتزامن مع نمو الاقتصادات، ولكن الطلب ارتبط بتحركات الأسعار كأي منتج، وتساءل "أويل برايس" في تقرير: "هل بدأ العالم التخلي عن إدمانه النفطي؟
نمو الاقتصادات
- ربما يكون من السابق لأوانه – لعشر سنوات على الأقل – قبل الحديث عن انتهاء إدمان العالم على استهلاك الخام حيث تشير دراسات وأبحاث إلى زيادة عدد الاقتصادات المستهلكة للنفط الأمر الذي سيزيد الطلب.
- ينخفض الاستهلاك عندما ترتفع الأسعار – والعكس صحيح – وهو مفهوم ينطبق على كل منتج آخر في الأسواق.
- حللت شركة "كليرفيو إنيرجي أند دينينج" بيانات الطلب واستهلاك الخام على مدار ثلاث فترات كل منها عشر سنوات انتهت في 2006 و2011 و2016 على الترتيب.
- خلال الفترة الأولى حتى 2006، أظهرت بيانات الطلب من دول شكلت أربعة أخماس إجمالي الطلب العالمي – وهي الولايات المتحدة والهند والصين وروسيا – علاقة بين الطلب على الخام ونمو اقتصاداتها وبين الطلب وتحركات الأسعار.
- خلال العشر سنوات السابقة للأزمة المالية العالمية (2007-2008)، قفز الطلب على النفط حول العالم رغم تزامنه مع زيادة الأسعار، وكانت هذه الفترة التي شهدت طفرة صناعة وبناء في الصين حيث أقبلت بكين وقتها على شراء النفط بأي سعر.
- في غالبية دول العالم، كانت الصورة متشابهة، فقد ارتفع الطلب تزامنا مع نمو الاقتصادات ومع زيادة أسعار النفط في نفس الوقت، وهو ما يشير إلى أن تلك الدول كانت أسيرة استهلاك الخام.
- في الفترة الثانية حتى عام 2011، قالت شركة الأبحاث إن انتعاش الطلب على الخام في أمريكا كان منفصلا عن النمو الاقتصادي في البلاد – التي عانت خلال تلك الفترة من الأزمة المالية العالمية.
- بدأت الأسعار وقتها تهيمن على حجم الطلب الأمريكي على النفط، وهو ما جعل واشنطن تتحول بعيدا عن أن تكون أسيرة للاستهلاك على غرار ما فعلته اليابان وألمانيا.
- في تلك الفترة، قاد الطلب على الخام اقتصادات ناشئة مثل الهند والصين التي ظلت شرهة نحو الاستهلاك، وقفز الطلب خلال فترات شهدت انتعاشا في الأسعار.
- أما الفترة الثالثة التي انتهت عام 2016، فرغم استمرار الطلب الصيني والهندي، إلا أن بكين ونيودلهي بدتا أكثر حساسية لارتفاع الأسعار، وارتبط الطلب في الدول النامية بشكل كبير بالنمو الاقتصادي.
هبوط الطلب
- لاحقا بدأ الطلب يتراجع بشكل ملحوظ تزامنا مع ارتفاع الأسعار في إشارة إلى تذبذب الاستهلاك مقارنة بالفترات السابقة، وشملت الفترة الثالثة قيد الدراسة والتحليل هبوطا حادا لأسعار الخام.
- انضمت الصين والهند إلى الاقتصادات التي تظهر طلبا على الخام بالتزامن مع نموها الاقتصادي كما أظهرت ردة فعل سلبية تجاه الطلب تزامنا مع ارتفاع الأسعار أي أنها كانت تخفض الطلب عند زيادة السعر.
- من غير الواضح بعد ما إذا كانت الاقتصادات العالمية ستواصل ردة الفعل السلبية بربط الطلب على النفط بأسعاره في الفترة المقبلة، ولكن الدراسة ترى أن الاستهلاك الأمريكي والصيني والهندي أكثر حساسية الآن تجاه تحركات الأسعار عما كان قبل عقد أو عقدين.
- أوضح خبراء أن منتجي النفط عليهم التفكير فيما إذا كانت هناك اقتصادات حول العالم ما زالت أسيرة لاستهلاك الخام من عدمه قبل مواجهة مشكلة، حيث تراجع عدد الاقتصادات التي تريد شراء الخام بأي سعر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}