بالنظر عن كثب إلى مقر"فيسبوك" في أمريكا، يُلاحظ مدى الفخامة وضخامة الأبنية الجديدة التي تسرع الشركة في بنائها بالتزامن مع وتيرة نمو قوية لموقع التواصل الاجتماعي.
وتناولت "التليجراف" في تقرير مدى استعداد "فيسبوك" للتغيير بعد فضيحة اختراق بيانات المستخدمين ونشر أخبار زائفة والترويج لخطاب الكراهية وغيرها من السلبيات التي أثارت انتقادات عنيفة.
في الأسبوع الماضي، ظهرت مذكرة داخلية كتبت منذ عامين بواسطة أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة وسربت إلى موقع "Buzzfeed" تحت عنوان "القبيح"، وكانت هذه المذكرة عبارة عن وجهة نظر مركزية عن نمو الشركة ومدى عملهالتحقيق التواصل بين الشعوب على الإنترنت دون النظر إلى أي تداعيات مثل زيادة القمع وسوء الاستخدام من جانب الخارجين على القانون والإرهاب.
النمو بأي ثمن
- وجهت تساؤلات لبعض مسؤولي "فيسبوك" عن فضيحة الاختراق الأخيرة ومن بينهم "أندرو بوزوورث" الذي قال إن المذكرة الداخلية المشار إليها تشير إلى بذل جهود كبيرة لتحقيق النمو، وهذه الجهود مبررة.
- أكد "بوزوورث" على أن "فيسبوك" تحقق التواصل فقط بين الناس وأن هذه المذكرة تهدف لإثارة الجدل وأن مسؤولي موقع التواصل الاجتماعي على رأسهم "مارك زوكربيرج" لا يتفقون مع وجهة النظر بها.
- على ما يبدو، فإن الانتقادات التي توجه لـ"فيسبوك" مبنية على أساس تحقيق النمو بأي ثمن حتى لو كان ذلك على حساب خصوصية المستخدمين أو التسبب في مشكلات سياسية واجتماعية.
- كان شعار "فيسبوك" يكمن في تحقيق التواصل بين العالم بشكل أكبر، ولكن في العام الماضي، غير "زوكربيرج" الشعار إلى "امنحوا الشعوب القوة لبناء المجتمعات وقربوا البلاد من بعضها".
- أكد موظفون على أن تحقيق التواصل بين الأشخاص ومشاركة أشياء مختلفة هو السبب الرئيسي وراء بقاء "فيسبوك" ونموها حتى الآن، وبالتالي، فإن المستهدف هنا المستهلك، وليس خدمة أو منتج على غرار "آيفون" من "آبل".
التواصل ليس جيدا في جميع الأحوال
- تظهر المزيد من الدلائل على أن تحقيق التواصل بين الجميع وتقريب الشعوب والدول والمجتمعات من بعضها البعض ليس جيدا في كافة الأحوال.
- تسببت ثقافة "فيسبوك" بمحاولة تحقيق النمو دون النظر للتداعيات في فرض الدعايا الروسية نفسها على موقع التواصل الاجتماعي أثناء انتخابات الرئاسة الأمريكية.
- مؤخرا، اعترفت "فيسبوك" باختراق شركة التحليلات "كامبريدج أناليتيكا" لأكثر من 87 مليون حساب على الموقع لأغراض سياسية أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
- اعتذر "زوكربيرج" عن عملية الاختراق وأكد على مسؤوليته عن فضيحة استغلال البيانات وعدم تقديم ما يكفي من الحماية للخصوصية وتجنب نشر أخبار زائفة.
- اتخذت "فيسبوك" عدة إجراءات لمحاولة حماية الخصوصية على موقع التواصل الاجتماعي مثل زيادة التحقق من الإعلانات المروج لها.
- يحاول "زوكربيرج" ومسؤولو "فيسبوك" إصلاح موقع التواصل الاجتماعي وأكد على أن هذا الأمر ربما يستغرق سنوات، ولكن سيتم التصدي لمحاولات اختراق المنصة.
- ربما تقل فرص "زوكربيرج" لكتابة اسمه بين الناجحين في سجل التاريخ، حيث تعد فضيحة الاختراق أزمة غير مسبوقة للشركة.
- لا تزال "فيسبوك" تملك القدرة على مواجهة الفضيحة، ولكن في نفس الوقت، يعجز "زوكربيرج" عن إحداث تغيير شامل للموقع يحول دون استغلاله حيث يرى محللون أنه يحاول فقط معالجة الفضيحة، ولا يتم تنفيذ أي حلول للمشكلات من جذورها، وبالتالي، لا يمكن تفادي وقوع أزمة أخرى في المستقبل.
- أوضح خبراء أنه ما دام استمرت "فيسبوك" في اتباع سياسة تفضيل تحقيق التواصل دون النظر لأي تداعيات – وهو نهج حرصت عليه منذ يومها الأول – فسوف تحدث المزيد من الأزمات.
- يعني إصلاح "فيسبوك" تغيير هويتها، وعلى ما يبدو، لا يرغب "زوكربيرج" فعل ذلك في المستقبل القريب.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}