نبض أرقام
05:17 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

"قبعات التفكير الست" وسوق الأسهم .. استغلال نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات

2018/04/13 أرقام - خاص

في العام 1992 نشر الطبيب وعالم النفس المالطي "إدوارد دي بونو" أشهر مؤلفاته على الإطلاق، وهو كتاب "Serious creativity" أو "إبداع جاد"، الذي تناول خلاله نظرية "قبعات التفكير الست" التي ابتدعها كطريقة للتفكير في حل المشكلات عن طريق 6 قبعات، كل قبعة تحمل لونًا وسمات ومميزات خاصة بها، وذلك من أجل الوصول الى أفضل الحلول الممكنة لأي مشكلة.



 

تهدف هذه النظرية بشكل رئيسي إلى تعزيز التفكير الشامل للسياسيين والمستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار بشكل عام من خلال الاستفادة من مميزات جميع أنماط التفكير. فالقبعة البيضاء ترمز إلى التفكير العقلاني، والحمراء ترمز إلى التفكير العاطفي، والسوداء ترمز إلى التفكير السلبي، والصفراء ترمز إلى التفكير الإيجابي، أما الخضراء فترمز إلى التفكير الإبداعي، وأخيرًا ترمز القبعة الزرقاء إلى التفكير الشمولي.
 

هذا يعني أن صانع القرار عليه ارتداء القبعات الست أثناء النظر في حل أي مشكلة، لأن كل قبعة من القبعات الست لها نمط فكري خاص بها وتملي على الشخص زاوية مختلفة للتحليل، والغرض من هذا الأسلوب هو السعي إلى الجمع بين نقاط القوة المميزة لكل نمط من الأنماط الستة.
 

وعلى الرغم من أن هذه النظرية يتم تطبيقها في الكثير من المجالات، إلا أننا سنركز في هذا التقرير على تطبيقاتها في سوق الأوراق المالية.
 

من كل الزوايا
 

- القبعة البيضاء: ارتداؤك للقبعة البيضاء يعني النظر بشكل موضوعي وحيادي في المعلومات والبيانات المتاحة، ومحاولة استنتاج أو استشراف اتجاهات السوق عبر تحليل هذه البيانات وربطها ببعضها.

 

- الشخص الذي يرتدي هذه القبعة عادة ما يختار الأسهم التي يضمها إلى محفظته على أساس البيانات التاريخية أو الأداء الحالي للسهم، ويميل دائمًا إلى أن يكون منطقيًا، وغالبًا ما يكون احتمال تعرضه للخسارة أقل نسبيًا من غيره، لأن قراراته مدعومة ببيانات قوية.



 

- القبعة الحمراء: هذه هي قبعة المشاعر والعواطف، ومن يرتديها يسمح له بالتعبير عن مشاعره حتى لو لم يكن لديه حقائق ومعلومات كافية. فهو يقول مثلًا: "أشعر أن السوق سينهار" أو "أعتقد أن هذا السهم سيحقق ارتفاعات مذهلة".

 

- خبر عاجل!: الشركة "س" استحوذت على حصة قدرها 10% في الشركة "ص". البعض عندما يسمع خبرًا مثل هذا يميل فورًا إلى الاعتقاد بأن الاستثمار في الشركة "ص" فرصة رائعة وإلا لما استثمرت بها الشركة "س" ويندفع محاولًا لحاق اقتناص السهم قبل أن يصل إلى مستويات مرتفعة.

 

- في هذه اللحظة، يرتدي هذا الشخص القبعة الحمراء، لأن قراره لم يستند إلى أي بحث أو معلومات متاحة. فقط اعتمد على مشاعره وحدسه الخاص.

 

- القبعة السوداء: قبعة البحث عن العيوب والسلبيات، قبعة النقد والتشاؤم، ومن يرتدي هذه القبعة يتلخص دوره في إيضاح العيوب والأخطاء المحتملة والتحذير من العواقب وإبراز التحديات التي قد تواجه أي قرار، وتجنب مخاطر الإفراط في التفاؤل.



- ارتداؤك لهذه القبعة يجعلك عادة تفكر مرتين قبل اتخاذ قرار البيع أو الشراء في سوق الأسهم، وهذا في الحقيقة هو الدور المكمل لدور القبعة البيضاء، لأن هذه القبعة تجعلك في حالة تأهب للمخاطر التي قد ينطوي عليها قرارك.

 

- كما يعلم الجميع، سوق الأسهم أو سوق الأوراق المالية بشكل عام هي سوق متقلبة ومحفوفة بالمخاطر، واتخاذ القرار فيها مع أخذ التداعيات السلبية المحتملة في عين الاعتبار ينقذ الكثيرين من خسارة أموالهم.

 

- القبعة الصفراء: مرتدو هذه القبعة مهمتهم هي التركيز عن الإيجابيات والمنافع، وتعزيز التفاؤل والأمل وتبني طريقة تفكير بناءة ومتفائلة تجاه الخطة أو القرار المزمع اتخاذه.

 

- البعض يرتدي هذه القبعة أثناء النظر في شراء أسهم شركات التكنولوجيا الكبيرة الراسخة منذ عقود والمتصدرة لمجالاتها، والتي تتميز عادة بأنها أقل خطورة من غيرها. وأحيانًا يتم شراء هذه الأسهم دون ارتداء القبعة البيضاء (قبعة المعلومات) لأن الشخص يراهن على السجل الحافل لهذه الشركة.

 

- القبعة الخضراء: هذه هي قبعة التفكير الإبداعي البناء، ومرتديها يبحث عن حلول إبداعية للمشكلات ويقدم مقترحات وأفكارًا جديدة ويعرض بدائل متنوعة.

 

- أزمة 2008 لا تزال راسخة في الأذهان. في ذلك الوقت سيطر الخوف والهلع على الجميع لأنهم كانوا يجهلون ما هو قادم. وكان هذا رد فعل طبيعي بالنظر إلى ما حدث حينها، فالأسواق العالمية أصبحت فجأة على حافة الانهيار. ورغم ذلك كانت طبيعة تفاعل المستثمرين مع الوضع لافتة جدًا وجديرة بالدراسة.

 

- بعض المستثمرين قاموا تحت وطأة الخوف بالتخلص من كامل حيازاتهم في محاولة لنقل أموالهم إلى استثمار آمن. وعلى الرغم من أن هذا يبدو للوهلة الأولى وكأنه القرار الصحيح إلا أنه لم يكن كذلك.

 

- هذا ببساطة، لأنك إذا قمت ببيع حيازتك الخاسرة خلال أوقات الذعر، فستصبح الخسارة المؤقتة دائمة، وقضيت على فرصك في تعويض خسارتك أو حتى تحولها إلى مكسب. وذلك لأن السوق عادة ما يسترد عافيته بعد تحرر الجميع من تأثير الذعر، والتفاتهم إلى البيانات والمعلومات الصلبة.

 

- على عكس هؤلاء، هناك قلة من المستثمرين ودائمًا ما يكونون من ذوي الخبرة يقفون بعيدًا يراقبون الوضع أثناء أوقات الذعر باستمتاع، ولا يحاولون حماية أنفسهم بقدر ما يحاولون إيجاد الفرص والانقضاض عليها.



إذا كنت مهتمًا فعلًا بسوق الأسهم وترغب في الاستمرار به طويلًا يجب أن تدرك جيدًا أن السوق دائمًا ما يواجه منعطفات ومنحدرات، والاتجاهات ليست صعودية دائمًا ولا هبوطية دائمًا، لذلك بدلًا من مشاركة محدودي الخبرة في ذعرهم، ضع خطة للاستفادة من هذه الحالة.

 

- على سبيل المثال، اعثر على أسهم جيدة تدعمها أساسيات مالية قوية، وعندما يمر السوق بتعثر مؤقت أو هبوط تصحيحي وبينما يتخلص حاملو هذه الأسهم منها ادخل واقتنصها عند أدنى سعر ممكن.

 

- شعورك بالخوف خلال فترات الذعر أمر طبيعي، ولكن لا تستسلم له، وتندفع لبيع حيازاتك محاولًا إنقاذ نفسك، بل استثمر في خوف الآخرين. إذا نجحت في التغلب على خوفك في هذه الفترات الصعبة، وتجنبت السير مع القطيع، فأنت في هذه الحالة ترتدي القبعة الخضراء.

 

- القبعة الزرقاء: وهي قبعة التحكم والإدارة والتفكير الشمولي الموجه نحو المشكلة أو المسألة المطروحة بهدف الوصول إلى أفضل الأجوبة، ويميل مرتديها إلى تحقيق التوازن بين أنماط التفكير التي ينتهجها مرتدو القبعات الخمس الأخرى.



 

- أخيرًا، رغم مجازية هذه القبعات إلا أن أنماط التفكير المرتبطة بها ستساعدك على الاستفادة من نقاط القوة الموجودة في كل وجهات النظر للوصول إلى أفضل نتائج ممكنة، وبالتأكيد ستساعدك على النظر إلى مجال الاستثمار بشكل عام وسوق الأسهم بشكل خاص من وجهات نظر مختلفة.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.