لا يزال تأثير التكنولوجيا على الاقتصادات مثار جدل حول العالم، ففي الوقت الذي ربما تزيد فيه الأتمتة من البطالة بين البشر وتدعم الإنتاجية في نفس الوقت، فإنها ستوسع فجوة عدم المساواة، وناقش "باركليز" في تقرير مدى ما ستحدثه التكنولوجيا من تغيرات عند حساب الناتج المحلي الإجمالي.
وأوضح التقرير أن الناتج المحلي أخذ في الاعتبار الأنشطة الصناعية عند بدء العمل به في البداية حيث شكل القطاع حسابات النمو في الاقتصادات المتقدمة بشكل كبير، وتم ابتكار هذا المعيار من أجل قياس الإنتاجية الخاصة بالعمالة البشرية.
التكنولوجيا والأتمتة
- تهيمن الخدمات على الاقتصادات الحديثة حتى أصبحت الوحدة الأساسية للإنتاج، ونظرا لأن السلع والخدمات التي تم رقمنتها مجانية في الأغلب ودون سعر يمكن مراقبته في السوق، وهو ما يجعلها تستثنى من الناتج المحلي الإجمالي.
- لا يتضمن استهلاك المنتج الرقمي أي تعاملات نقدية، ولا يعني ذلك أنه عديم القيمة للمستهلكين، ولكن هناك سوء تقدير عام للاقتصاد الرقمي في الكثير من الدول.
- تختلف أشكال التكنولوجيا وتأثيرها من قطاع لآخر، ويرى محللون أنها أصبحت تشكل ضررا على الاقتصادات نتيجة تأثيرها المباشر على الإنتاجية.
- لا يتعلق الأمر هنا بالروبوت والذكاء الاصطناعي كوسيلة لتعزيز الإنتاجية في قطاعات متنوعة، بل بالعنصر البشري واستخدامه للتكنولوجيا في صور مثل الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها.
- أصبحت الجوالات تمثل مشكلة للعمالة في شركات عديدة، فالموظفون يتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي باستمرار وبشكل متزايد مما يؤثر على إنتاجيتهم ويفقدهم تركيزهم، ويصب ذلك في النهاية بشكل سلبي في بوتقة الاقتصاد.
- تضطر بعض الشركات لفرض قيود أو مراقبة لموظفيها للتأكد من أدائهم لوظائفهم بشكل جيد وعدم تراجع إنتاجيتهم، ولكن ذلك يثير جدلا حول الخصوصية والحرية الشخصية.
- لن يتم حساب فقدان الخصوصية والحرية الشخصية للموظفين في الناتج المحلي الإجمالي، ولكن الأمر سيشكل ضررا على الرفاهية بوجه عام.
عودة للتاريخ
- يتم الحديث هنا عن تأثير إيجابي وسلبي للتكنولوجيا على الاقتصاد في نفس الوقت، فالأتمتة والذكاء الاصطناعي يعززان الإنتاجية، ولكن الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي يضعفونها.
- بالطبع هناك فوائد جمة للتكنولوجيا الحديثة مثل تعزيز الابتكار وتوسع الاقتصاد وتيسير الحياة اليومية، وكما أفقدت الأتمتة وظائف، فإنها أضافت وظائف أخرى من نوع جديد مثل مطوري البرمجيات والتطبيقات ومعلمي الآلات.
- فيما يتعلق بالإنتاجية، يجب العودة للوراء قليلا قبل الحديث عن تأثير التكنولوجيا الحديثة عليها، فقد طور "طوماس إديسون" صناعة الكهرباء في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ولكن أكثر من نصف المنازل في أمريكا لم تحصل على كهرباء حتى عام 1925.
- احتاجت المصانع لإعادة التصميم والتكيف مع الكهرباء للاستفادة منها في الإنتاج وكان عقد الخمسينيات من القرن الماضي هو الأعلى إنتاجية في أمريكا كونه استفاد من ابتكارات وتكنولوجيا ما قبل الحرب العالمية الثانية.
- على أثر ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي والطابعات ثلاثية الأبعاد وغيرها من أشكال التكنولوجيا الجديثة دعم النمو الاقتصادي والإنتاجية بوجه عام والتغلب على المشكلات الديمغرافية مثل تراجع أعداد العمالة وزيادة متوسط أعمارهم.
- يُفهم من ذلك أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثيرات سلبية أو إيجابية للتكنولوجيا وعدم حصرها في الأتمتة أو استخدامات الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}