نبض أرقام
16:01
توقيت مكة المكرمة

2024/07/23

بعد 6 عقود على مجاعة أودت بحياة الملايين.. مشروع صيني يضمن للبلاد أمن مستقبلها الزراعي

2018/04/20 أرقام

شرعت الصين عام 1958 في عهد الرئيس "ماو تسي تونغ" في مشروع سياسي وطني من شأنه زيادة الإنتاجية الزراعية عبر تنظيم المزارع الصغيرة في جميع أنحاء البلاد وإجبار المزارعين على مشاركة الأدوات الزراعية معًا، وعلى عكس المأمول تسبب ذلك في مجاعة قاتلة راح ضحيتها عشرات الملايين.

 

لكن العلم الحديث نجح في ما فشلت فيه الأيدلوجية السياسية، وفقًا لتجربة ضخمة نُشرت نتائجها هذا الأسبوع أجريت على مدى عقد من الزمان وشملت ملايين المزارعين، وبحسب مجلة "ناتشر" تمكن العلماء الصينيون من تحديد تقنيات تجعل زراعة الحيازات الصغيرة أكثر كفاءة.

 

نتائج مبهرة
 

- أثبتت التجربة أنه لم تكن هناك حاجة لتقاسم الأدوات الزراعية، فقط تجميع البيانات العلمية حول الظروف المحلية والاحتياجات الزراعية.
 

- بدءًا من عام 2005 حتى 2015، ركز المشروع الصيني على تقييم أثر العوامل التي تشمل الري والكثافة النباتية وعمق وضع البذور على الإنتاجية الزراعية.



 

- استخدمت هذه المعلومات لتوجيه المزارعين نحو أفضل ممارسات في مناطق مختلفة، مثل التوصية بنثر الأرز بكثافة كبيرة في 20 حفرة موزعة على مساحة متر مربع، عند زراعته في جنوب الصين، بدلًا من الطريقة القديمة التي تشهد توزيع الأرز بكثافات صغيرة للغاية.
 

- كانت النتائج خير دليل على نجاح المشروع، فالبنسبة للأرز والقمح ارتفع الإنتاج بحوالب 11% خلال هذا العقد، في حين انخفض استخدام الأسمدة الضارة والمكلفة بنسة تتراوح بين 15% و18%، وأنفق المزارعون أموالًا أقل على أرضهم وحصلوا على إنتاج أكبر.
 

- منحت النتائج أملا أكبر في البحث عن مستقبل أكثر استدامة على كوكب آخذ في الازدحام، حيث يزرع نحو 2.5 مليار من صغار المزارعين 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم.

 

دروس مستفادة
 

- وفر المشروع عددا من الدروس المستفادة، أولها، أن النهج العلمي يمكنه زيادة الإنتاجية الزراعية ويقلل من الضرر الذي يلحق بالبيئة، وثانيًا، يتطلب هذا النجاح الاستثمار في ما يسميه الاقتصاديون أصولًا غير ملموسة، بإنشاء شبكات لنشر المعلومات وتمكين العلماء من الوصول إلى البيانات الأساسية.



 

- على ضوء الدرس الثاني، تجدر الإشارة إلى أن حجم شبكة الأبحاث التي تم إنشاؤها كان مثيرًا للإعجاب، حيث ضمت 1200 عالم و65 ألف مسؤول محلي و140 ألف ممثل صناعي و21 مليون مزارع يتحكمون في 37.7 مليون هكتار (93.16 مليون فدان).
 

- إن الحفاظ على مكونات هذه الشبكة من فنيين وبيروقراطيين في المكاتب الحكومية المحلية أمر لا بد منه، وتظهر أبحاث العلماء أن هذه الوظائف كان لها فوائد اقتصادية وبيئية أكبر بكثير من تكلفتها، لكن لسوء الحظ تعمل بلدان عدة على خفض هذه الوظائف والشبكات التي تعتمد عليها باسم الكفاءة.
 

- على أي حال كان الدرس الثالث هو إمكانية استخدام نفس الأساليب لتعزيز الكفاءة الزراعية في أماكن أخرى لكن ذلك لن يكون سهلًا بالتأكيد، فالصين تتمع ببينة تحتية إقليمية متطورة ومراقبة مركزية فعالة إلى حد كبير، وكلاهما سمح بتشغيل المشروع على نطاق واسع، بينما الهند وإفريقيا (المنطقتان المرشحتان للاستفادة من هذا النهج) لا تتحليان بهذه المقومات.



 

- رابعًا، يجب مراقبة البرنامج وتحديثه، ففي التجربة الصينية تم توجيه التوصيات للمزارعين بعناية وفقًا لاحتياجاتهم ومناطقهم الجغرافية، لكن هذه الإرشادات يمكن تعديلها خاصة مع التقلبات المناخية، لذا من الضروري مواءمة المزارعين والعلماء باستمرار للأساليب الموصى بها مع العوامل المحيطة.

 

- لعل أهم درس من المشروع هو أن الاستخدام الأفضل للتكنولوجيا الموجودة قد يساعد في إنتاج المزيد من الغذاء بطريقة مستدامة، كما أنه أصبح مثالًا ناجحًا على إقناع صغار المزارعين بتغيير ممارساتهم وبالتالي تحسين الكفاءة والإنتاجية.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة