نبض أرقام
10:30 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

بعد عقدين من السُبات.. هل حان ربيع الاقتصاد الياباني أخيرًا؟

2018/04/23 أرقام

يصف الاقتصاديون المحليون الوضع في اليابان الآن بأنه الفجر الحقيقي الذي يمنحهم بصيصًا من الأمل في قدوم الربيع المزدهر، فبعد عقدين من النمو البطيء المخيب للآمال، يرون أن نمو البلاد سيعود إلى الحياة مرة أخرى.

 

لكن يبدو أن ما تشهده اليابان الآن أكثر من مجرد انتعاش موسمي، فالنمو الاقتصادي لم يتعطل -يكاد يكون توقف تمامًا- فحسب منذ عام 1990، لكن التقدم في العمر أثار مخاوف من تدهور ديموغرافي حيث سيتقلص عدد السكان العاملين في البلاد بشكل حاد.

 

وبحسب تقرير لـ"ساوث تشاينا مورنينج بوست"، من المتوقع أن ينخفض إجمالي عدد السكان من 127 مليون نسمة في الوقت الراهن إلى 87 مليونًا بحلول عام 2065، ما خلق مخاوف بشأن سوق العمل، تزامنًا مع تسبب التكاليف المرتفعة بعدم يقين إزاء مستقبل التنافسية.

 

حماس حقيقي للتنمية

 

- إن الافتراض الذي افترضته اليابان منذ قرن بأنها كانت البلد الأول في آسيا، تم دحضه من قبل النمو الهائل للصين، وحاليًا تبدو شبكات التواصل والتحالف مع أمريكا ضعيفة ومتردية في عهد "دونالد ترامب".

 

- مؤخرًا ظهرت ملامح حول القدرة التنافسية الجديدة للبلاد تزامنًا مع نضوب القوة المعتادة، وبرز شعور بأن شيئًا ما حدث قبل 18 شهرًا عندما بدأ المسؤولون اليابانيون يتحدثون عن الحاجة لبنية تحتية عالية الجودة.

 

 

- ربما يعتقد البعض أن ذلك ليس سوى رد فعل متحمس لمبادرة الصين الضخمة للبنية التحتية الطموحة "الحزام والطريق"، لكن في الحقيقة هناك مضمون فعلي تعتقد الشركات اليابانية أنه سيحدد مستقبلا تنافسيا جديدا.

 

- أول ما أطلعت شركة "ميتسوبيشي هيفي إندستريز" للصناعات الثقيلة، الخبراء عليه حول منظومة البلاد للسكك الحديدية فائقة السرعة التي دشنتها، كان أنه منذ بداية الخدمة في عام 1964 لم تقع أي خسائر في الأرواح.

 

- الآن هناك أربعمائة قطار تعمل كل يوم بسرعة 320 كيلومترًا في الساعة، مع دقة متناهية، حيث تسجل المنظومة كاملة أقل من دقيقة واحدة تأخير، ودون أي حوادث مميتة.

 

الجودة اليابانية: علامة تجارية

 

- يبدو أن علامة تجارية (افتراضية) تحت اسم "الجودة اليابانية" لا تعكس جمع الشركات اليابانية بين الجودة والسلامة فحسب، بل تضم أيضًا تقنيات تجمع بين النمط الياباني البسيط الذي لا يشوبه شائبة وبين الذكاء الاصطناعي.

 

- يمكن استشعار ذلك في عمليات التخطيط المتكاملة، حيث تعكف حكومة طوكيو بالتعاون مع رجال الأعمال على تنشيط حي "مارونوأوتشي" البالغة مساحته 300 فدان تقريبًا ويقع في قلب العاصمة بالقرب من القصر الإمبراطوري ومحطة القطار.

 

- طوكيو هي مدينة مبنية بشكل فريد يعتمد تقريبًا على منظومة القطار، ليظل استخدام السيارات عند أدنى مستوى ممكن، ما يوفر وسائل نقل ذات كفاءة أعلى في استهلاك الطاقة لسكانها البالغ عددهم 38 مليون نسمة.

 

 

- هنا الجودة لا تقودها الجماليات فحسب، بل تدعمها الضرورة الملحة للتعامل مع مخاطر الزلازل، وبطبيعة الحال، إذا كانت المدينة تستخدم تقنيات تحميها من الزلازل فالتكلفة ستكون مرتفعة وبالتالي سيضعف ذلك التنافسية.

 

- إذا لم تستطع المدينة خلق منافسة على التكلفة، فينبغي أن يقوم ذلك على مستويات عالية من الكفاءة والإنتاجية التي تجعل الجودة أمرًا متاحًا رغم التكلفة الاسمية المرتفعة، وهو نفس المنطق المتبع في ألمانيا.

 

- تحاول اليابان اتباع نهج مماثل لتحويل أزمتها مع ارتفاع أعمار السكان إلى فرصة، إذ لم تنفق أي دولة على الروبوتات والتقنيات الرقمية لمعالجة الانكماش الوشيك لسكانها القادرين على العمل مثلها.

 

أوجه النجاح

 

- بدلًا من التحول الديموغرافي الذي يخلق عبئًا لا يمكن للمجتمع تحمله، يتم توظيف التقنيات الرقمية لتمكين كبار السن من البقاء متصلين بالإنترنت ومفيدين لسوق العمل.

 

- تشير معظم البيانات الحديثة إلى تعافي الاقتصاد الياباني، فبعد عقد منذ عام 2000 وصل فيه معدل النمو إلى 0.6%، بلغ متوسطه أكثر من 1% منذ عام 2012، قبل أن يقفز إلى 1.7% العام الماضي.

 

- من المتوقع أن يؤدي استضافة البلاد لكأس العالم للرجبي العام المقبل، والأولمبياد في عام 2020، إلى تقديم حوافز وزيادة كبيرة في الاهتمام الدولي.

 

 

- يبدو أيضًا أن مفهوم "الجودة اليابانية" عزز السياحة على نطاق لم يسبق له مثيل، علاوة طبعًا على السمعة التي اكتسبتها بشق الأنفس حول السلامة والموثوقية.

 

- استقبلت اليابان العام الماضي 29 مليون سائح بنمو سنوي قدره 20%، ومقارنة بـ8.4  مليون سائح عام 2012، لكن وراء هذه الأرقام تبين أن ثلاثة أرباع السائحين يأتون من كوريا الجنوبية والصين وتايوان وهونج كونج.

 

- هذا يعني أنه ما زال هناك مجال كبير للنمو، لكنه يقول أيضًا إن اليابان بحاجة إلى تسوية مخاوفها بشأن التحدي الذي يشكله صعود الصين كقوة بارزة في آسيا.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.