بلغ العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات 3% خلال تعاملات أمس الثلاثاء، قبل أن يتراجع إلى ما دون 2.99% في وقت لاحق، ملامسًا بذلك أعلى مستوى له منذ أكثر من أربع سنوات.
وفي غضون ذلك حاول سوق الأسهم تجاهل الأمر في بداية التعاملات، لكنه سرعان ما هبط بشكل حاد، ليغلق مؤشر "داو جونز" منخفضًا بنحو 420 نقطة، فيما تراجع "إس آند بي 500" بنسبة 1.40%.
وبحسب تقرير لـ"ماركت ووتش" فإن العائد على هذه السندات حاول مرتين تجاوز هذا المستوى في أواخر 2013 وأوائل 2014، وسط عمليات بيعية كبرى في سوق السندات، لكنه فشل ذلك، ثم هبط قرب 1.26% في منتصف عام 2016.
من جانبها تقول كبيرة الاقتصاديين لدى "إف إس إنفستمنت" "لارا رهام": لا أعتقد أن هناك فرقا ذا أهمية بين مستوى 3% و2.75% أو 3.25%، ما زلنا نتحدث عن مستويات منخفضة عندما يتعلق الأمر بمعدلات الفائدة.
ويمكن أن يتوجع المستثمرون من ارتفاع العائد، فرغم كل شيء، لا تزال سندات الخزانة الأمريكية أكثر الأصول أمانًا في العالم، ما يعني أن هذه التحركات قد تتسبب في تقلبات بالأسواق المالية العالمية.
ويقول المتشائمون بشأن مسار الأسواق إن الارتفاع المستمر في العائدات يقلل من ادعاءات البعض بأن أسعار الفائدة المنخفضة تاريخيًا تبرر التقييمات المرتفعة للأسهم، كما أن ارتفاع العائدات له آثار على تكاليف خدمة ديون الشركات التي اعتمدت كثيرًا على القروض بسبب انخفاض الفائدة.
لكن يشعر آخرون –متفائلون- بالثقة إزاء ارتفاع العائد الذي يرون أنه قد يزداد بشكل أكبر قبل انهياره على خلفية النمو القوي للأرباح والتوقعات الاقتصادية المتفائلة.
وفي حين يربط العديد من المستثمرين بين ارتفاع عائدات السندات والأوقات الصعبة في سوق الأسهم، فإن التاريخ يظهر حقيقة غير ذلك، وفقًا للخبير الاستثماري لدى "كليربريدج إنفستمنتس" "جيفري شولز".
وبالعودة إلى التسعينيات، كانت هناك ست فترات مطولة من ارتفاع عائدات السندات، بمتوسط زيادة قدره 182 نقطة أساس، وخلال تلك الفترات، حققت الأسهم عائدات نسبتها 17% تقريبًا.
ويؤيد هذه النظرية كبير محللي الاستثمار لدى "إل بي إل فاينانشيال" "جون لينش"، ويقول إن الأسهم تميل لتقديم أداء جيد خلال فترات ارتفاع العائدات، مضيفًا: في الوقع، أظهرت الأسهم وعائدات السندات وجود علاقة إيجابية بينهما، إلى أن تقترب الأخيرة من 5% عندها فقط تبدأ هذه العلاقة في الانهيار.
أداء الأسهم خلال فترات ارتفاع عائد سندات الخزانة |
||||
تاريخ بدء الارتفاع |
تاريخ نهاية الارتفاع |
المدة بالشهر |
التغير بعائدات سندات الخزانة العشرية (%) |
مكاسب مؤشر "إس آند بي 500" (%) |
19-01-1996 |
08-07-1996 |
6 |
1.5 |
6.7 |
05-10-1998 |
21-01-2000 |
16 |
2.6 |
45.8 |
07-11-2001 |
01-04-2002 |
5 |
1.2 |
2.8 |
13-06-2003 |
03-09-2003 |
3 |
1.5 |
3.8 |
16-03-2004 |
14-06-2004 |
3 |
1.2 |
1.3 |
01-06-2005 |
28-06-2006 |
13 |
1.3 |
3.6 |
17-03-2008 |
16-06-2008 |
3 |
0.9 |
6.5 |
30-12-2008 |
10-06-2009 |
5 |
1.8 |
5.4 |
08-10-2010 |
08-02-2011 |
4 |
1.3 |
13.7 |
02-05-2013 |
05-09-2013 |
4 |
1.3 |
3.6 |
08-07-2017 |
19-04-2018 |
8 |
1.2 |
11.4 |
تتزايد العائدات جزئيًا بسبب توقعات ارتفاع التضخم، فضلًا عن ارتفاع حاجات الاقتراض في الولايات المتحدة مع اتساع العجز المالي واستمرار الاحتياطي الفيدرالي في تخفيض ميزانيته العمومية.
لكن ارتفاع العائدات يؤكد التوقعات التي تشير إلى استمرار النمو الاقتصادي، وهو أمر إيجابي للأسهم، وبالتالي سوف يعكف المستثمرون على مراقبة توقعات التضخم، والتي لا تظهر حتى الآن أي إشارة على قرب استقرارها.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}