بعد إعادة توحيد ألمانيا، ظهر انقسام جديد داخل المجتمع وليس الأرض حيث استقبلت الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا مئات الآلاف من المهاجرين الفارين من دول إفريقية فقيرة وأخرى تشهد نزاعات.
يعني تدفق مهاجرين من أعراق وأصول ولغات وأجناس مختلفة إيجاد مجتمع يمزج بين كل هذه الاختلافات، وهو ما شهدته ألمانيا في السنوات الأخيرة من تنوع في الهوية أثار جدلا سياسيا واسع النطاق بين المستشارة "أنجيلا ميركل" والأحزاب المعارضة، وفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست".
تغير واسع النطاق
- تعرضت ألمانيا لأكبر تغير في السنوات الأخيرة، حيث تبنت سياسة الأبواب المفتوحة رغم أنه ليس من تقاليد برلين الترحيب بالثقافات الأخرى.
- تدفقَ الأتراك والإيطاليون إلى ألمانيا الغربية لسد النقص في العمالة في الطفرة الاقتصادية عقب الحرب العالمية الثانية وأطلق عليهم اسم "العمال الضيوف"، وهو ما كان يعني أن إقامتهم محدودة وبُذلت جهود قليلة لدمجهم في المجتمع، كما تعالت أصوات الساسة لاحقا لعودتهم إلى بلادهم.
- على مدار عقود، كانت ألمانيا تقبل فقط المهاجرين من أعراق ألمانية تأتي من شرق أوروبا، وظهر ذلك جليا في كأس العالم لكرة القدم عام 1990 عندما كان الفريق الوطني لا يضم إلا أسماء ألمانية فقط عدا اسم واحد من أصل ألماني بولندي مقارنة بكأس العالم عام 2016 التي ضمت أعراقا وأسماء مختلفة.
- في السياسة، لم يكن الأمر ببعيد، فهناك العديد من الشخصيات السياسية يرجع أصلها لدول أخرى وارتفعت أعدادهم منذ 2009 إلى ثلاثة أضعاف.
- بمرور الوقت، أصبحت ألمانيا دولة مهاجرين بشكل تدريجي منذ خمسينيات القرن الماضي، وتنوعت بها الأديان والأعراق، وهناك على سبيل المثال مجتمعات من أصول محددة كمجتمعات تركية متكاملة في بعض المناطق.
- تحتفظ بعض هذه المجتمعات بعاداتها وتقاليدها وشعائرها الدينية دون اندماج بالمجتمع الألماني، ورغم كل ذلك، تصر "ميركل" على سياسة الباب المفتوح معلقة: "لقد نشأت خلف حائط برلين بعيدا عن أي اندماج.. ولن أكرر التجربة، وسوف ندير هذا المزيج".
دمج مجتمعي
- قال عمدة "سيميرن" – التي تعج بالمهاجرين – "أندرياز نيكولاي" مرارا ماذا يمكن فعله حيال ذلك؟ فكانت مهمته الأولى إيجاد ملاذات للمهاجرين المتدفقين وكانت عبارة عن مخيمات قرب مطار "هان".
- أُرسل مهاجرون بعد ذلك إلى مراكز طوارئ بعضها كان في بيوت فاخرة استأجرتها السلطات البلدية ومنظمات خيرية، وكجزء من منظومة الدمج مع المجتمع الألماني، يلتقي مهاجرون ومحليون في دروس طهي أو رياضة أو غيرها من الأنشطة.
- أجرت منظمة أوروبية مناهضة للعنصرية مسحا شارك فيه خمسة آلاف مهاجر أكد غالبيتهم على أن ألمانيا تبلي بلاء حسنا في دمجهم بالمجتمع.
- أكدت المنظمة على أن أكثر من نصف المهاجرين يشتركون في برامج دمج وتكامل مع المجتمع الألماني مقارنة بدول أخرى كالسويد واليونان، وتحاول مدارس عدة في مقاطعات ألمانية تغيير مناهجها إلى لغات تتناسب مع المهاجرين الحضور للتعليم.
- أسهمت جمعيات محلية ومتطوعون من الألمان في دمج المهاجرين من خلال برامج تعليم اللغة والتعريف بالثقافة والتقاليد الألمانية.
- ليست الصورة إيجابية في جميع الأوقات، هناك بعض المهاجرين رفضوا الاندماج أو لم يتمكنوا من فعل ذلك.
- علاوة على ذلك، وجهت الانتقادات والاتهامات إلى "ميركل" بسبب سياستها المتعلقة بالهجرة عقب عدد من الحوادث الإرهابية التي تورط فيها أفراد من أصول غير ألمانية.
- رغم أن هذه الحوادث لم تؤثر كثيرا على الحياة اليومية للمواطن الألماني، إلا أن عدم الشعور بالأمن بدأ يتسرب للبعض، ويبقى السؤال هنا: هل ستنجح ألمانيا في دمج المهاجرين؟ وإلى أي مدى ستبقي الباب مفتوحا؟
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}