نبض أرقام
05:40 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/02
2025/02/01

مسؤولية مجتمعية أم مخاوف استثمارية.. ما الذي أفقد شركات النفط هويتها؟

2018/05/05 أرقام

يرى رئيس "رويال داتش شل" أن شركته ليست بشركة نفط، ما يعتبره أمرًا جيدًا لعملاق الطاقة الذي يخطط لخفض انبعاثاته الكربونية إلى النصف في غضون العقود القامة، حيث يسعى لمواكبة الاستجابة العالمية للتغير المناخي.

 

ومؤخرًا استحوذت الشركة الأنجلو- هولندية على وحدة أمريكية للطاقة الشمسية تعد إحدى أكبر العلامات التجارية المنافسة في سوق إمدادات كهرباء المنازل في المملكة المتحدة والمعروفة بـ"فريست يوتيليتي"، في خطوة أعقبتها تصريحات "بن فان بوردن" التي أضاف فيها: نحن أكثر من مجرد شركة للغاز والنفط، بالطبع إننا شركة طاقة أوسع نطاقًا.

 

وبحسب تقرير لـ"التلغراف" تعد الصفقة الأخيرة لـ"شل" جزءًا من خطتها لمواكبة تقدمها في ما يتعلق بالدور المجتمعي والتزامًا بقواعد اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي، الذي يحتاج لجهد عالمي من الصناعات المسؤولة عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

 

خطط قديمة
 

 

- يقول "بوردن": إذا كان المجتمع بحاجة لمعالجة التحدي المزدوج للمناخ مع الالتزام في نفس الوقت بتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، فيتعين علينا خفض كثافة الكربون في منظومة الطاقة إلى المستوى "صافي صفر".
 

- هذا يعني أن "شل" ستحتاج بحلول عام 2050 إلى خفض بصمتها الكربونية إلى النصف، وفقًا لـ"بوردن" الذي أردف قائلًا: في أعقاب أعمق وأضخم هبوط في سوق النفط منذ عقود، فإن الصرخات المطالبة بالتصدي للتحدي الكربوني تتردد في جميع أنحاء الصناعة.
 

- تضع التغيرات الجذرية المطلوبة للتحول نحو عالم أخضر، شركات النفط الكبرى أمام أسئلة وجودية قاسية مع تعافي الأسواق، لكنها أيضًا قد تحدد الوقت المثالي لإعادة التخطيط والبناء لمستقبل أنظف.
 

- يقول اللورد "جون براون" المخضرم في صناعة النفط والذي كان أول من اقترح إعادة توجيه شركة "بي بي" – كان رئيسًا تنفيذيًا لها- لتركز على الطاقة الخضراء، إن إعادة الضبط التي أجراها كانت رائعة بعد الرحلة الطويلة التي قطعتها صناعة الوقود الأحفوري.
 

 

- كان لـ"براون" الفضل في تبني "بي بي" شعار ومفهوم "ما بعد النفط" عام 1997، حيث كشف آنذاك عن عزم  شركته خفض الانبعاثات بنسبة 10% بحلول عام 2010، وبعد مرور نحو 20 عامًا، كشف الرئيس الحالي "بوب دادلي" عن الاستمرار في الحد من الانبعاثات رغم خطط زيادة إنتاج الشركة حتى عام 2025.
 

- إنها خطة طموحة وتركز على زيادة كفاءة الوقود والعمليات للحد من الانبعاث الكربوني وخفض التكاليف، وتنوي الشركة الاستمرار في جهود تحويل محفظتها من الطاقة نحو الغاز والوقود النظيف، وبما أنها ترى هذه الخطوات لا ترتقي للمستوى المطلوب لإبقاء الكربون تحت السيطرة، ستستثمر "بي بي" في مشاريع للطاقة الخضراء.

 

تغير حقيقي أم ظاهري
 

- لم تكن "شل" وبي بي" وحدهما في جهود التحول نحو الطاقة النظيفة، إذ يعد عملاق النفط الدنماركي "دونج إنرجي" الآن واحدًا من أكبر مطوري مزارع الرياح في العالم تحت اسم "أورستد"، وشركة "جاز دو فرانس" الفرنسية تم إعادة تجديدها تحت اسم "إنجيه" لخدمات الطاقة.
 

 

- يعكس التتابع السريع للتغيرات التي تشهدها شركات النفط، تنامي الوعي المناخي، لكن هذه الإستراتيجيات التي تستحوذ على أهمية النقاشات العامة، تثير جدلًا بين المحللين والمستثمرين، فالبعض يسخر من الخطابات الصحفية التي تعلن فيها شركات النفط الكبرى تخصيص حصص من الإنفاق الرأسمالي لأغراض بعيدة عن أعمال الوقود الأحفوري المعتادة.
 

- فعلى سبيل المثال، وعدت "شل" بإنفاق مليار دولار سنويًا على قسم الطاقات الجديدة بحلول عام 2020، في حين وضعت "بي بي" ميزانية سنوية تقدر بـ500 مليون دولار للطاقة النظيفة.
 

- مع ذلك تعد هذه النفقات المقررة جزءًا بسيطًا من الخطط الشاملة للإنفاق والتي تتراوح بين 25 إلى 30 مليار دولار سنويًا لشركة "شل"، وبين 15 و17 مليار دولار سنويًا لشركة "بي بي".

 

الأولوية للمستثمرين
 

 

- يقول المصرف الاستثماري "جيفريز" إن مراجعة عروض التحليل لشركات النفط الكبرى قبل انهيار سوق النفط عام 2014، لم تظهر أي إشارة إلى مشكلة الانبعاث الكربوني على الإطلاق، ويضيف: لم يكن تحول الطاقة عنصرًا بارزًا في الطموحات الإستراتيجية لشركات النفط، لكنها أصبحت كذلك الآن.
 

- فيما يرى محللو "آر بي سي كابيتال ماركتس" لخدمات الاستثمار أن المخاوف المتعلقة بالانبعاثات الكربونية والتغير المناخي تمثل مصدر قلق بالنسبة للمستثمرين الذين يثمنون استثماراتهم المقترحة في شركات النفط.
 

- على أي حال، يمكن أن يؤدي هذا التركيز خلال المدى المتوسط إلى زيادة الإنفاق الرأسمالي على أنشطة قليلة الانبعاث الكربوني إلى ما بين %4 إلى 10% لدى الشركات النفطية الأوروبية، وهو ما يعادل 3.5 إلى 8.5 مليار دولار سنويًا.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.