نبض أرقام
06:21
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

"الكود الثقافي".. اللغة المختلفة التي تتحدثها الشركات والمجموعات الناجحة

2018/05/12 أرقام - خاص

من فرق العمل داخل بعض الشركات، إلى بعض المجموعات التي تعمل في شركات التكنولوجيا، امتدادا حتى إلى الفرق الرياضية، هناك مجموعة من الصفات التي تميز المجموعات الناجحة عن غيرها.

 

الكاتب الشهير" دانيال كويل" اهتم بالتوقف عند "محددات نجاح المجموعات" في كتابه: "الكود الثقافي: اللغة السرية للمجموعات الناجحة"، وهو أحد أكثر الكتب مبيعًا في عام 2018، ومن أجل إصدار كتاب يتجاوز القواعد النظرية المنتشرة في الكتب المماثلة، قضى "كويل" فترات طويلة في الشركات الناجحة جماعيًا وكذلك الفرق الرياضية وغيرها.

 

الأمان أولا

 

"بناء الأمان" هي الصفة الأولى التي تتمتع بها كافة المجموعات الناجحة التي تعامل معها الكاتب، سوءا في مجال الأعمال أو خارجه، ويقول إن هذا الأمر هام للغاية لكي يشعر الموظفون أنهم ينتمون للمكان، مضيفًا أنه في كثير من الأحيان ما يخلق المديرون أجواء تنافسية بين الموظفين أملًا في أداء أفضل، وحتى إن حصدوا نتائج ذلك لفترة غير أن الأمر ينتهي بصراعات تقوض العمل.
 

"لا يحدث التفاني في العمل بين الناس الأكثر ذكاء، أو بين هؤلاء الذين يتمتعون بمؤهلات أعلى، لكنه يحدث دائمًا بين هؤلاء الذين يتمتعون بدرجة أعلى من الثقة في الزملاء ولديهم "اتصال آمن" ببعضهم البعض".. يضيف كويل في كتابه.
 

ولطريقة الاتصال بين أعضاء المجموعة تأثير كبير للغاية أيضًا على آليات عملها، فعلى سبيل المثال يطرح "كويل" مثالًا بأنه إذا كان شخص بلا جوال وكان الجو ممطرا ويحتاج لعمل اتصال ضروري، فإنه إذا اقترب وسأل شخصًا غريباً هاتفه بصيغة "المطر شيء مؤسف، هل يمكنني استعارة جوالك؟، فإن استجابة الناس الإيجابية تزداد بنسبة 422% عما إذا قالها بصيغة "هل يمكنني استعارة جوالك؟" فحسب.

 

 

والصفة الثانية التي تجمع أصحاب المجموعات الناجحة أنهم لا يتشاركون الأشياء الجيدة فقط، بل السلبية أيضا، وأهمها "الإحساس بالضعف"، فأي شخص في المجموعة لا يشعر بأنه يستطيع اتمام مهمة ما يطلب المساعدة من بقية الفريق.

 

لا تخجل من طلب المساعدة

 

ويضيف "كويل" أنه حتى المديرين في المجموعات الناجحة لا يرون بأنهم "يعلمون كل شيء" بل يكونون في المعتاد أكثر من يطلب المشورة والمساعدة من أعضاء الفريق، لأن مسؤولياتهم تكون أكبر، وبالتالي حاجاتهم للمساعدة تكون أعظم.
 

وهناك التجربة الأكثر إثارة في طلب المساعدة، حيث ظهرت في الولايات المتحدة مسابقة لها جائزة كبيرة لتحديد مكان 10 بالونات مطاطية حمراء كبيرة في مختلف أنحاء البلاد، فما كان من فريق من جامعة "MIT" الأمريكية الشهيرة أن قام بأسلوب فريد ضمن له التفوق على كل الفرق التي شاركت لحصد الجائزة.
 

فالفريق أنشأ موقعاً على الإنترنت يقر منح أي شخص يحدد موقعا واحدا من البالونات ألفي دولار، ولزيادة حجم الفريق تقرر منح ألف دولار لمن دعا الشخص الذي حدد مكان البالون، و500 لمن دعا الذي دعا من حدد مكان البالون.
 

ويقول "كويل" إنه بهذا الشكل أصبح لدى الفريق الجامعي اليافع فريق أكبر وأوسع من الناس الذي جاءوا للمساعدة، والذين يعلم كل منهم أنهم سيحصلون على فائدة مؤكدة جراء مساعدتهم أيضًا، بما جعل الهدف يتحقق في 8 ساعات فحسب بينما فشل أي من الفرق الأخرى المتنافسة في إيجاد البالونات على مدى أيام.

 

أولويات وأهداف للجميع
 

ويأتي تحديد مجموعة من الأهداف والأولويات كأحد أهم العناصر التي تدفع المجموعات للنجاح، وفقا لـ"كويل"، فعلى سبيل المثال فإن شركة "جونسون آند جونسون" نجحت في الاستفادة من حوادث القتل التي ضربت شيكاجو باستخدام مواد كيماوية (سينايد البوتاسيوم) في ثمانينيات القرن الماضي.
 

فالشركة التي تنتج المنظفات قررت أن يقوم العاملون فيها جميعًا بحملة توعية على المستوى القومي من خلال الاتصال الشخصي والمباشر والهاتفي ومن خلال الإعلانات التلفزيوينة والإذاعية، لتعريف الجمهور الأمريكي بالمواد الكيميائية القاتلة للعمل على تجنبها.

 

 

وساهم وضع تلك الأهداف الواضحة، والتي عمل موظفو الشركة كلها معًا على تنفيذها في تحقيق الشركة الأمريكية لقفزة هائلة لاحقة في المبيعات، بسبب ما اعتبره الأمريكيون بمجملهم تصرفًا مسؤولا من جانب الشركة تجاههم، غير أن الأمر لم يكن ليتحقق دون تحديد هدف واضح للجميع في الشركة.
 

وأيًا كانت طبيعة المجموعة، سواء كانت فرقة عسكرية، أو موظفي شركة، أو فريق لعبة رياضية، فإن "كويل" يرى أن ترتيب الأولويات الواضح لدى الجميع هو الأهم، ويضرب مثلًا بأن على أي فرقة عسكرية أن تضع تحقيق الانتصار على رأس أولوياتها، على أن تأتي سلامة أفراد الفرقة نفسها كأولوية ثانية مباشرة.
 

وبالتالي فإن وضع بعض أفراد الفرقة لسلامتهم كأولوية أولى قد يقضي على فرص نجاح المهمة العسكرية، كما أن عدم اكتراثهم التام بالحياة قد يؤدي لتصرفات متهورة قد تقوض المهمة أيضًا، لذا فإن تحديد الأولويات يجب أن يكون واضحا ومرتبا لدى الجميع بلا استثناء.

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة